احتضنت قاعة "الفكر والأدب" بدار الثقافة "أحمد رضا حوحو" ببسكرة، مؤخرا، أشغال الملتقى الوطني الثالث "الزيبان بين الماضي والحاضر" بعنوان "الثقافة ودورها في التنمية"، من تنظيم جمعية "تراث الأجيال"، ومشاركة نخبة باحثين من مختلف جامعات الوطن. قال رئيس الملتقى الدكتور سعيد تريعة في مستهل كلمته، إن الفعالية سبقتها طبعتان، الأولى تطرقت للثقافة بمنطقة الزيبان، والثانية حول التراث الثقافي بالزاب الشرقي، تاهودة نموذجا، مشيرا إلى التنسيق مع جمعية "تراث الأجيال"، التي تُعد فضاء للبحث العلمي، وفسيفساء للتلاقي وتنوع الأفكار. وأضاف أن من علامات نجاح الملتقى استقطاب أكثر من 40 مشاركا بين بروفيسور باحث وأستاذ جامعي وطالب دكتوراه من 13 جامعة ومركز جامعي ومدارس عليا. ومن جهتها، أكدت الأستاذة زكية راجعي من معهد الآثار بجامعة الجزائر 2 في مداخلة حول "نظرة عن مدينة صدراتة بولاية ورقلة"، أكدت أن هذه المدينة مازالت إلى حد اليوم، مغمورة تحت الرمال، مركزة على التذكير بأنها حلقة فارغة وغامضة في الفن الإسلامي بالنسبة للجزائر، لتعرّج على الموقع، وتاريخ تأسيس المدينة، الذي بقي إلى حد الآن، منسيا، ولا توجد معطيات كثيرة تثري المصادر والمراجع النادرة، التي تتحدث عن الموقع، موضحة: "يقال إن المدينة كانت كمصدر وانطلاقة لبناء مدينة غرداية حاليا بني يزقن بن نورة". ولفتت المحاضرة إلى أن الأجانب قاموا بحفريات في المنطقة خلال القرنين 19 و20، متأسفة: "إلى حد الآن لم نقم إلا بجولات عند تلك الآثار البارزة وسط الرمال، بينما لم تتم الحفرية المنظمة بالمنطقة". وأشارت إلى أن الأساتذة يكتفون بمرافقة طلبة معهد الآثار، لأخذ فكرة عن الموقع فقط. ومن خلال مداخلتها ذكّرت الجهات المعنية بضرورة الاهتمام بهذه المدينة، التي بإمكانها أن تقدم فرصة للعمل، قد تدوم 50 سنة من الأبحاث، التي تفيد الثقافة والتراث الجزائري. أما الدكتور ناصر بن مسعود أستاذ محاضر بمعهد الآثار بجامعة الجزائر، فحاول في مداخلة حول "التقنية الإفريقية المستخدمة في العمارة بشمال إفريقيا"، حاول معالجة إشكالية "كيف لتقنية إفريقية محضة تعود إلى حوالي 1000 سنة قبل الميلاد، أن تستمر، وتزامن تواجدها في آثارنا عبر التراب الوطني؟"، بل متواجدة -حسبه - في تونس، والمغرب وليبيا، متسائلا عن تزامن هذا التواجد ومغزاه؟ ما هي الخصائص والمميزات؟