كشف تقرير جديد اصدرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" عن ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع وانعدام الأمن الغذائي في المغرب خلال سنة 2020. وأوضح تقرير المنظمة الذي حمل تحت عنوان "نظرة إقليمية عامة حول حالة الأمن الغذائي والتغذية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2021"، أن عدد الجياع في المغرب ارتفع إلى 5ر1 مليون شخص خلال الفترة الممتدة من 2018 إلى 2020 مقابل 3ر1 مليون شخص خلال الفترة من 2017 إلى 2019. ويمثل ذلك ما نسبته 4,2% مقارنة بإجمالي عدد السكان بالبلاد مقابل 3,7% في الفترة السابقة حسب بيانات منظمة الفاو التي أكدت أن 10,2مليون شخص في المغرب عانوا من انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد في الفترة الممتدة من 2018 إلى غاية 2020، مقابل 9,6 مليون شخص في الفترة الممتدة من 2017 إلى 2019. وارتفعت بذلك نسبة انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد في المملكة الى 28% مقابل 26,7% خلال نفس فترة المقارنة. وحسب المنظمة الأممية، فإن هذه الوضعية هي "نتاج الاضطرابات الاجتماعية والتعرض لصدمات وضغوط متعددة مثل الفقر وعدم المساواة وتغير المناخ وندرة الموارد الطبيعية والتداعيات الاقتصادية المرتبطة بجائحة كوفيد-19". ولفت التقرير إلى أنه حتى قبل تفشي جائحة كورونا لم تكن الدول التي تعاني من ارتفاع معدلات سوء التغذية في المنطقة مثل المغرب على المسار الصحيح لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالجوع والتغذية. وحتى الآن لم ينعكس التأثير الكامل لجائحة كوفيد-19 على مؤشرات التغذية، لكن تدهور حالة الأمن الغذائي يشير إلى أن المزيد من الناس يواجهون صعوبة في الحصول على نظام غذائي صحي مما سيؤثر سلبا على حالتهم التغذية من جهة أخرى، ارتفعت نسبة النساء في سن الإنجاب ما بين 15 و49 سنة المصابات بمرض فقر الدم في المغرب إلى 29,9% سنة 2020 مقابل 29,7% المسجلة في عام 2019. وفي نفس السياق، أبرز التقرير أن وجود نقص التغذية والإفراط في التغذية في ذات الوقت، يشكل عبئا مزدوجا تتحمله العديد من الأسر والمجتمع في المغرب خاصة بالنسبة للأطفال دون سن الخامسة. وحسب الأرقام التي أوردتها منظمة الفاو، تبقى نسبة الأطفال دون سن الخامسة في المغرب الذين يعانون من "التقزم" مرتفعة حيث بلغت 12,6% في 2020. ولا يزال الوزن الزائد في مرحلة الطفولة يمثل مشكلة صحية عامة كبيرة في المغرب، حيث بلغت نسبة زيادة الوزن لدى الأطفال أقل من خمس سنوات 11,3% سنة 2020 وهي نفس النسبة المسجلة سنة 2019، مما يدل على عدم تحسن الوضع. ويبدو أن المنظمة الأممية تستبعد أي تحسن في الوضع، حيث قال المدير العام المساعد للمنظمة وممثلها الإقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا، عبد الحكيم الواعر، "قد لا يكون هناك تحسن ملحوظ في الوضع هذا العام لأن العوامل الأساسية للجوع ستستمر في دفع الوضع إلى مزيد من السوء".