نجح فلاح بولاية جيجل الساحلية، في تطوير غرس أشجار فواكه استوائية كتجربة جديدة على المستوى المحلي، أعطت ثمارها وبإنتاج "وفير"، كما قال. فبأعالي قرية "حمزة" التابعة إقليميا لبلدية العوانة وعلى مساحة لا تتعدى 1 هكتار، تقع مزرعة محمد ديب، التي يجد زائرها نفسه بين أشجار محلية وأخرى استوائية، أعطت ثمارها، وبإنتاج فاق توقعات المزارع نفسه. وتم بمزرعة محمد ديب الستيني، الوقوف على نجاح تجربة هذا الفلاح في غرس بعض أشجار الفواكه الاستوائية، على غرار الجوافة بنوعيها البيضاء والحمراء، والماراكوجا، والحرنكش، والمورينغا، والتي أعطت جميعها "مردودا وفيرا"، حسبما أفاد، بذلك، هذا المستثمر في الفلاحة. وأشار الفلاح إلى أن ارتباطه بالأرض ليس وليد اليوم أو الأمس، بل يعود إلى سنوات طويلة، فرغم تخصصه في إصلاح هياكل السيارات وفتحه مستودعا لمزاولة هذه المهنة رفقة أبنائه بالجزائر العاصمة، إلا أن ذلك لم يدفعه إلى التخلي عن "أرض الأجداد"، على حد تعبيره. وقال إنه اهتم في بادئ الأمر، بغرس أشجار الحمضيات، وجميع أشجار الفواكه، وكذا أشجار الزيتون، فأعطت أشجار البرتقال، واليوسفي، والليمون، والبرقوق، والمشمش، والليمون الهندي، نتائج "باهرة"، شجعته على توسيع وغرس أنواع أخرى من أشجار الفواكه الاستوائية. التجربة بدأت بغرس شجرة الجوافة كانت بداية تجربة غرس أشجار الفواكه الاستوائية، بشجرة الجوافة، التي اقتنى فاكهتها في مكةالمكرمة بالمملكة العربية السعودية، معتقدا أنها فاكهة الإجاص، لكنه وجد ذوقها يختلف عن الإجاص، ولها نكهة خاصة جدا، فسأل صاحب المحل عنها فقال له إنها الجوافة، وهي تثمر في المناطق الاستوائية. وبدأت رحلة محمد في البحث عن فسيلة هذه الفاكهة بعد عودته من البقاع المقدسة، ووجدها بإحدى المشتلات بالجزائر العاصمة، فاقتناها، وغرسها في مزرعته، وكانت تلك تجربة جديدة، أعطت "مردودا ممتازا"؛ ما دفعه إلى البحث عن أنواع أخرى من أشجار الفواكه الاستوائية، لتجربتها محليا. وأشار محمد إلى أنه بالتنسيق مع مشتلة بالجزائر العاصمة وفرت له أنواعا أخرى من الشجيرات الاستوائية، خاض تجارب جديدة، أعطت ثمارها وبكميات لم يكن يتوقعها. وبعد ذلك صار محمد رفقة أعضاء عائلته، يبحثون باستمرار عبر الإنترنيت، عن أفضل أشجار الفواكه الاستوائية، وفوائدها الغذائية لجسم الإنسان لتجربتها محليا، وهو يعمل على جلب بعض أنواعها، على غرار شجيرات ليمون الكافيار، والليتشي؛ في رحلة للمزج بين ما هو استوائي وما هو متوسطي، ولتأكيد أن الأرض تعطي كل من يخدمها. فواكه استوائية بفوائد عديدة اعتبر المستشار في الفلاحة ببلدية العوانة أحمد بوسيكي، أن تجربة محمد ديب هي "أول مبادرة ناجحة على مستوى ولاية جيجل"، مضيفا: "رغم محاولة بعض الفلاحين تجربة غرس شجيرات الفواكه الاستوائية، إلا أن معظم المحاولات كانت "محتشمة" على عكس محمد، الذي تمكن من تحقيق نتائج مميزة". وأضاف أن التجارب التي قام بها الفلاح محمد، أثبتت إمكانية تأقلم الأشجار الاستوائية مع مناخ الجزائر، وبالخصوص بالمناطق الساحلية، التي بإمكانها أن تكون فضاء حقيقيا لظهور شعبة جديدة، خاصة بأشجار الفواكه الاستوائية. وعن الفوائد الغذائية والطبية لهذا النوع من الفواكه، أكد البروفيسور ناصر جيرار، مختص في البيولوجيا بجامعة فرحات عباس بسطيف، وباحث في مجال النباتات الطبية، أن بعض أشجار الفواكه الاستوائية، لها "قيمة غذائية وطبية كبيرة". كما إن لأشجار الجوافة والحرنكش وكذا نبتة المورينغا وأشجار أخرى، على غرار التي تمت تجربة غراستها بجيجل، "فوائد لجسم الإنسان بشكل كبير؛ على غرار الجوافة، التي تساهم ثمارها في تعديل السكري في الجسم"، إضافة إلى "أنها غنية بالفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم"، كما أكد نفس المختص.