كشفت تقارير إعلامية إسبانية ومغربية عن تسلل عشرات الشباب المغربيين إلى مدينتي سبتة ومليلية الواقعتين تحت السيادة الاسبانية من أجل تفادي الالتحاق بالخدمة العسكرية التي تستلزم عليهم المشاركة في الحرب الدائرة في الصحراء الغربية وهم الذين ليس لهم فيها لا ناقة ولا جمل. وذكرت اليومية الاسبانية "لاراثون" أن مصالح الأمن بمدينة ميليلية، واجهت نهاية الأسبوع، تدفقا كبيرا لمهاجرين من نوع خاص، مؤكدة أن 80 منهم شباب مغربي تتراوح أعمارهم بين 17 و20 سنة تسلقوا الجدار الفاصل بين مدينة مليلية والمغرب. وذكرت "لاراثون" أن هؤلاء المهاجرين هم من الشباب المدعوون للخدمة الوطنية في الجيش المغربي وكان من المتوقع ان يلتحقوا بصفوف القوات الملكية في سنة 2022 لمدة 12 شهرا، مشيرة إلى أن 14 شابا تمكنوا من الدخول إلى المدينة، في حين صدت مصالح الأمن العشرات الآخرين. وعاشت مدينة سبتة نفس المشاهد عندما حاول عشرات الشباب من سكان مدينة الفنيدق المغربية المجاورة الفرار إليها، هربا من الخدمة العسكرية التي فرضتها السلطات المغربية لإجبارهم على المشاركة في الحرب بالصحراء الغربية. وذكرت وسائل إعلام مغربية من جهتها أن سلطات مدينة الفنيدق، عاشت أوقاتا "عصيبة" مساء الجمعة وصباح السبت بسبب "توافد أعداد كبيرة من الشباب المغربي الراغبين في اختراق أسوار جيب سبتة الاسباني"، في حين أظهرت مقاطع فيديو مطاردة عناصر الأمن المغربية لعدد من الشباب في أزقة مدينة الفنيدق بعد محاولتهم الوصول إلى معبر باب سبتة ما أسفر عن اعتقال عدد منهم. وأشارت، أديلا نييتو، مندوبة الحكومة الإسبانية بمدينة سبتة، أشارت في تصريح صحفي إلى أن التوافد الكبير للشباب المغاربة "راجع إلى إصدار الحكومة المغربية لقانون الخدمة العسكرية الإجبارية منذ أواخر شهر أوت الماضي"، وأضافت أن أعداد المهاجرين غير الشرعيين شهدت زيادة بنسبة 54 في المئة منذ تاريخ إعلان المغرب العودة إلى فرض الخدمة العسكرية على الشباب، معبرة عن انزعاجها من أن تتحول سبتة إلى "بقعة" لإيواء الفارين من الجيش المغربي. وكانت الحكومة المغربية قد ألغت الخدمة العسكرية الالزامية في سنة 2006، إلا أنها إعادتها ابتداء من عام 2018 بالنظر إلى نقص المتطوعين الراغبين في الالتحاق بصفوف الجيش. وفي سنة 2020، توقف التجنيد الإجباري بسبب وباء كوفيد-19، لكن في 13 ديسمبر الجاري، انطلقت عملية احصاء المجندين المستقبليين البالغ عددهم 20 ألف في المغرب من أجل استئناف الخدمة العسكرية بداية من سنة 2022. وحسب ما أكده بشير محمد لحسن استاذ علوم الاتصال مختص في المسائل الافريقية بجامعة اشبيلية، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" الروسية، فإن هذا الوضع راجع الى كون دفعة 2022 ستكون الأولى التي يتم ارسالها للمشاركة في الحرب الدائرة بالصحراء الغربية وذلك منذ سنوات الثمانينات. وقال إن "عديد الشباب المغربيين لا يريدون المشاركة في نزاع الصحراء الغربية" وعبر عن اعتقاده بأن "الكثير منهم غير مقتنع بهذه الحرب ونسبة أخرى لا يريدون أن تزهق أرواحهم أو يجرحون في القصف اليومي للجيش الصحراوي.