اللوبيات المتلاعبة بقوت الجزائريين عات مرّة أخرى، لممارسات الاستفزاز والابتزاز والأساليب المافياوية التي لا تحلّل ولا تحرّم، عندما يتعلق الأمر بمصالحها الضيقة، وبالعائدات التي تدخل في جيوبها وأرصدتها غير آبهة بآهات "الزوالية" وصرخات "الغلابى". سيتحرّك الآن، وبكلّ صرامة وقوة، ومن دون رحمة ولا شفقة قانون "تجريم المضاربة"، الذي يُنتظر أن يُخرج سيف الحجّاج لإنصاف المواطنين خاصة المتضرّرين منهم، خاصة بعد إنشاء مجلس الأمة، للجنة تحقيق برلمانية للتقصّي في مناورات مفبركي الندرة والمضاربة بالمواد الاستهلاكية واسعة الاستعمال. لقد تيقّن الرأي العام الوطني، أن هذه "الكمشة" من "التجّار الفجار" وعديمي الذمة لا يخافون الله، ولا يخشون لومة لائم، ولذلك ينتهزون الفرص والأزمات، ويصطادون دون حياء ولا خجل في المياه الراكدة، ولا يستحون كذلك من سرقة "الموتى" واستغلال المحن والإحن، وفي هذا المُنكر عديد التجارب والنماذج السابقة. إنهم يتحيّنون والعياذ بالله، الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل والحرائق، ويتربّصون سوءا بالناس عند حدوث الطوارئ، وها هي الأزمة الصحية العالمية تعرّي هؤلاء المرضى بالطمع والجشع بعدما تحوّلوا إلى "مصّاصي دماء" وخفافيش لا تختلف في جنسها وسمومها عن تلك التي يشتبه الأطباء والعلماء بأنها مصدر كورونا! فعلا، إنهم أشدّ من الفيروسات الفتّاكة والأوبئة القذرة، فهم يحملون صفة البشر لكنهم في الحقيقة أعداء للإنسانية والحياة، ولهذا لا عجب في ظهورهم بين الفينة والأخرى بحثا عن "جيفة" يقتاتون منها، وقد أصابتهم عدوى أكل لحم إخوانهم بطريقة وحشية، متناسين أنهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. ما يحدث هذه الأيام من افتعال للندرة، وتنامي المضاربة، وإشعال النّار في أسعار "قوت" الفئات الهشة وعموم المواطنين، ما هو سوى محاولة أخرى يائسة وبائسة ومخطط عبثي هدفه مثلما قال رئيس الجمهورية، ضرب معنويات الجزائريين والوصول بالبلاد إلى الخراب بالإشاعات وخطابات التيئيس والإحباط. مأمورية محاربة هذه "العصابات" التي تستهدف الأمّة في غذائها ودوائها، وبالتالي في طمأنينتها واستقرارها، تستدعي هبّة جماعية لا تقتصر على فلان أو علان، ولا على حزب دون سواه ولا على فئة دون غيرها، وهذا هو المسلك الآمن والناجح لفضح المتلاعبين والمغامرين والمقامرين والمضاربين الذين لا يريدون أن يقنعوا فلم ولن يشبعوا إلاّ إذا تابوا وغيّروا ما بأنفسهم من سوء وخبث. نعم، لن تنفع محاولات جرّ البلاد والعباد إلى "لعبة قطّ وفأر" أبطالها لوبيات وعصابات "تضرب وتبكي.. وتسبق وتشتكي"(..)، وهي تسعى فاشلة إلى مواصلة ملء "الشكارة" بالمال الفاسد المتأتّي من المضاربة واختلاق الندرة وإشعال النّار في الأسعار. إنها تستعمل كذلك المواد المدعّمة كدروع لهزّ عواطف المجتمع وتهييجه وضرب سكينة العائلات المعوزّة، وهو "المخطط المفضوح" الذي سيصطدم بالقانون وبتصدّي الدولة، وكلّ الخيّرين الذين يريدون الخير لهذا البلد الذي يكفر بعقلية الابتزاز والمساومة وليّ الذراع.