"حلّوا عينيكم.. الجميع كبّر بالجزائر، ما تصغروهاش".. هذه الكلمات جاءت في المقابلة الإعلامية الأخيرة لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، مع ممثلي الصحافة الوطنية، وهي كلمات ليست كالكلمات بالنسبة لمن يتمعّن معانيها ومقاصدها وأهدافها وقيمتها. فعلا، الجزائر كبيرة بثورتها التحريرية بتاريخها ونضالها وكفاحها، وتضحيات المليون والنصف مليون من الشهداء الأبرار الذين استعادوا الأرض والعرض والكبرياء بالحديد والنّار والبندقية. الجزائر كبيرة بمواقفها الخالدة ومبادئها الثابتة التي لا تتزعزع، لا تخنع ولا تخضع، واقفة مع الضعفاء والحركات التحرّرية، وضدّ الاستعمار والاحتلال بالأمس واليوم وغدا، وإلى الأبد، ببساطة لأنها قبلة الثوار والأحرار. كبيرة بشعبها الذي يعرف متى وكيف يغيّر مجرى الأحداث، بطرق سلمية وحضارية، أبهرت العالم، في مختلف المنعرجات والمحطات بينها "الحراك الأصلي والأصيل"، الذي دوّخ المجتمعات بسلميته ووحدته وتماسكه ودفاعه عن الوطن والوحدة الوطنية ومؤسساتها. ولأن الجزائر كانت ومازالت وستبقى كبيرة بإذن الله تعالى، وبتضحيات ووقفة الرجال والنساء من الخيّرين والوطنيين والمكافحين، لا عجب في ظهور ثلّة وكمشة من "الخلاطين" والمغامرين والمجازفين والمتلاعبين الذين يحاولون يائسين بائسين في كلّ منعرج، "تصغير" هذه الجزائر بجرائم وإشاعات وفساد و"ثورات مضادة"! استغلال الأزمة الصحية بالسمسرة والبزنسة، حتى بأكسجين المرضى، وإشعال النيران في الغابات والتسبب في هلاك أبرياء وعزّل، ومحاولة افتعال "أزمة غذاء" وندرة الدواء، وتفريخ الدعايات المغرضة والأكاذيب لتهييج الرأي العام وتحريضهم، كلها محاولات فاشلة لتصغير هذه الجزائر التي تقتضي جزاء وشكورا من هؤلاء وأولئك. تسبّب مجرمو وإرهابيو حرق الغابات، في وفاة مدنيين وعسكريين، كانوا يعملون على إخماد النيران، هي دون شكّ "جريمة ضد الإنسانية"، وهي محاولة فاشلة لتصغير و"تركيع" الجزائر، الواقفة بشعبها وجيشها ومؤسساتها، فخسئتم أنتم الذين تريدون والعياذ بالله "حرق" كلّ شيء جميل في هذا البلد الآمن. من ينهب ويسرق مال الشعب والدولة خلال العهد البائد، ويركب "البقرة الحلوب" من أجل الثراء الفاحش لنفسه وعائلته وحاشيته وبطانة سوئه، ويستغل بعدها محنة كورونا العالمية، ويصطاد في المياه العكرة، مُخطّطا لضرب الاستقرار والسكينة والطمأنينة، بنشر البلبلة والتلفيقات والأراجيف، ويخطّط لاختلاق "أزمة جوع" بالمضاربة والندرة وإشعال النار في أسعار مواد الفقراء، لا يُمكنه إلاّ أن يتآمر ويتخابر ويشعل النيران في الغابات والعقول، من أجل تحقيق غايات وأهداف مفضوحة! نعم، هي معركة حياة أو موت.. معركة بقاء بين الخير والشرّ.. سينتصر فيها دون أدنى شك الخير، الذي يرعاه ربّ العالمين، وطبعا فإن ما جمعته يد الله لا تفرّقه يد الشيطان أبدا وبأيّ حال من الأحوال.. إن قوافل التضامن والتعاون للانتصار على وباء كورونا، ومجابهة أيادي الإثم والعدوان، والتصدّي لآثار الحرائق الإجرامية، وتكريس شعار "الجيش الشعب.. خاوة خاوة" في المحن والإحن، وفي اليسر والعسر، والشدّة والرخاء وحتى في "الموت"، هي ضربات موجعة وقاصمة لكلّ المشككين في وحدة الأمة، ومستهدفي أمنها واستقرارها، فألا تتوبون وترجعون إلى جادّة الصواب يا أيها الآثمون والسفهاء؟