تعد بلدية عين سخونة، الواقعة جنوب شرق ولاية سعيدة، وتبعد عنها بحوالي 98 كيلومترا عبر الطريق الوطني رقم 92، وعلى حدود ولايتي تيارت والبيض، من البلديات التي تزدهر بالسياحة الحموية، شأنها في ذلك شأن شلالات "تيفريت" و"هونت" وحمامات سيدي عيسى وحمام ربي المشهور وطنيا. تضم البلدية بحيرة رائعة المنظر بجانب الآبار الارتوازية، وحتى تلك التي حولت منها المياه الصالحة للشرب لتموين الولاية بحوالي 200 لتر في الثانية مع بداية سنة 2000، بمبلغ مالي تجاوز وقتها حوالي 120 مليار سنتيم. الملفت للانتباه بهذه البلدية النائية المعزولة، حوضها المعدني الدافئ الذي الحق من بلدية سيدي عبد الرحمان بتيارت، في التسعينات، خلال التقسيم الإداري بولاية سعيدة، والمصنفة منطقة رطبة وطنيا. وطريقة الاستحمام بهذا الحوض لا يزال تقليديا، وهو معروف بوفرة مياهه التي تختص أيضا بمعالجة الأمراض الجلدية والتنفسية وأمراض الروماتيزم، حيث تبلغ نسبة التدفق 90 لترا في الثانية، بدرجة حرارة قدرها 30 درجة، وتعد بلدية عين السخونة بفضل هذا الحوض المعدني، فضاء سياحيا ممتازا، كما تتميز المنطقة أيضا بالسياحة الدينية والثقافية، لوجود زاوية "عين السخونة". كما تشتهر المنطقة بأحواض تربية الأسماك ذات الخصائص العلاجية، المتمثل في سمك "تيلابيا"، لاسيما الأمراض الجلدية، ضمن حماماتها توفر خدمة العلاج بهذا النوع من السمك، حيث يعد من أهم الاكتشافات في الطب السياحي، إذ يدخل الزائر إلى الحوض الذي يحتوي على هذا السمك، ليقوم الأخير بمهاجمة المرض، وحسب العارفين بهذا النوع من العلاج، فإن هذه الأسماك لا تتواجد إلا في منطقتين، إحداهما في عين السخونة، والثانية في تركيا. للتذكير، فإن هذه المنطقة المعزولة أعاد لها الحمام المعدني حركيتها الاقتصادية والاجتماعية، من خلال توافد الزائرين عليها من كل مناطق الوطن، بغرض العلاج والسياحة الحموية، وتبقى هذه الفضاءات السياحية المهمشة تسير بخطاها المتعثرة، في انتظار التفاتة جادة من طرف السلطات المحلية، وعلى رأسها مديرية السياحة وكذا أصحاب المال والأعمال من أبناء الولاية لتنشيط الحركة الاستثمارية بها.