ستكون عاصمة الأوراس باتنة، من 1 إلى 5 مارس القادم، على موعد مع الدورة الثانية من مهرجان "إيمدغاسن السينمائي"، الذي يأمل القائمون عليه، أن يكون سانحة لبعث روح جديدة في الفن السابع بالجزائر، بعد أن استقبلت محافظته إلى غاية 31 ديسمبر الماضي، أكثر من 2283 فيلم من 109 دولة. في هذا الصدد، ينافس 29 فيلما من 25 بلدا في المسابقة الدولية لأحسن فيلم، وستخوض أفلام من بلدان، كتركيا وتونس وأوغندا وفلسطين والبرازيل وأستراليا وأوكرانياوكندا، بالإضافة إلى الجزائر، غمار المنافسة على جوائز "أحسن فيلم قصير" و"أحسن إخراج" و"أحسن سيناريو" و"أحسن تصوير" و"أحسن مونتاج" و"أحسن ممثل رجالي" و"أحسن ممثل نسائي"، وكذا "جائزة لجنة التحكيم". ستمر على السجادة الحمراء، خلال حفل الافتتاح بالمسرح الجهوي "الدكتور لمباركية"، أسماء معروفة في السينما والمسرح والتلفزيون، من ممثلين ومخرجين وكتاب سيناريو وموسيقيين وغيرهم، مع برمجة العديد من التكريمات، كما سيحضر ضيوف من خارج الجزائر. من بين الأفلام المشاركة نجد؛ "أول يوم، يوم واحد" لميغان ماكاتير من كندا، جوليانا كابيل ريفيرا من البرازيل بفيلم "او مينينو"، إيليزافيتا بيلوينا من أوكرانيا بفيلم "غاموكبيت"، بينار وكتاس من تركيا بفيلم "العَلم"، عمر البهيي من مصر بفيلم "مواجهة الحياة"، "شبشاق ماريكان" من الجزائر للمخرجة أمل بليدي، "نيكول بريسيلا لا وينو" من أوغندا بفيلم "هيبروز"، خالد فهد من السعودية بفيلم "الطائر الصغير"، ميتا ستريلو من ألمانيا بفيلم "ولوريس"، وزيبي شيتينو من إيطاليا بفيلم "وولف ان لامب". بالتعاون مع المركز الوطني للسينما والسمعي البصري، ينظم المهرجان قوافل سينمائية، ستتضمن عروض أفلام جزائرية طويلة، بين قديمة وجديدة، منها "يد مريم" للمخرج يحيى مزاحم، و"هيليوبوليس" للمخرج جعفر قاسم، ستمس "مناطق الظل" في ولاية باتنة، والتي "تحتاج للتنمية وفسحة سينمائية ممتعة".برمج المنظمون من جهة أخرى، دورات وورشات تكوينية في المهن السينمائية، لصالح المهتمين وطلاب الجامعات من أنحاء الجزائر، سيتمكنون خلالها، من الاحتكاك بالعديد من المخرجين المشاركين والاستفادة من خبراتهم، ليجتمع التكوين النظري مع التطبيقي، "مما يسمح لهم بالحصول على شهادات المشاركة، واكتساب الخبرة وتأطريهم تكوينهم في مجال السينما، سيسمح لهم في المستقبل بإنتاج وإخراج أفلام، ولما لا، يتنافسون بها مستقبلا في المهرجان؟"، هذا أحد أهم أهداف المهرجان. كما تخصص منافسة محلية "بانوراما الأوراس"، من أجل إعطاء فرصة للشباب من هواة السينما وتصوير الأفلام محليا، وتشجيعهم، من خلال عرض أفلامهم أمام محترفي الصناعة السينمائية. ستنظم أيضا، سلسلة من الجولات السياحية لضيوف المهرجان إلى المواقع الأثرية والسياحية بالولاية، على غرار المدينة الأثرية بتيمقاد، التي تعتبر من أقدم المدن الرومانية في شمال إفريقيا، وضريح "إيمدغاسن" النوميدي وشرفات الغوفي. رغم هاجس الإيواء والتكفل، لغياب الدعم المادي وقلة "السبونسور"، يتوقع القائمون على المهرجان، الذي تشرف على تنظيمه التعاونية الثقافية "اللمسة"، "انخراطا من رجال الأعمال في باتنة وباقي أنحاء الوطن، والانخراط في دعم الثقافة والصناعة السينماتوغرافية". للتذكير، يحمل المهرجان اسم ضريح الملك النوميدي "إيمدغاسن" المتواجد في بلدية بومية في باتنة، وهو أحد ملوك الأمازيغ خلال الفترة النوميدية، بُني له ضريح يضم رفاته في القرن الثالث قبل الميلاد، وصنفت "اليونسكو" الضريح تراثا عالميا محميا سنة 2002، في حين صنفته الجزائر تراثا وطنيا محفوظا سنة 1967.