تشهد الوكالات المحلية للتشغيل بكافة ولايات الوطن، منذ أيام، إقبالا كبيرا من طرف البطالين للتسجيل، والحصول على بطاقة طالب عمل، تحمل ترقيما وطنيا، يُعتبر أهم مفتاح للمرور إلى منصة طلب منحة البطالة، فيما يعكف آلاف الشباب البطالين من الحاصلين على هذه البطاقة، منذ افتتاح المنصة المخصصة لهذه العملية، أول أمس الجمعة، على التسجيل عبر أرضيتها، للحصول على إعانة الدولة، ضمن خطوة اعتبرها هؤلاء "جرعة أمل"، في انتظار حصولهم على عمل قار. تشهد الوكالات المحلية والولائية للتشغيل، هذه الأيام ضغطا كبيرا، صنعه طالبو منحة 13 ألف دينار التي أقرها رئيس الجمهورية، لمساعدة البطالين، في انتظار حصولهم على منصب شغل قار. وقد لاحظت "المساء" عيّنة من هذا الضغط ببعض الوكالات المحلية للتشغيل بالعاصمة، التي تضم 12 وكالة محلية، تتفرع منها ملحقات تغطي كافة البلديات، فضلا عن الوكالة الولائية للتشغيل، التي يقع مقرها بعمارات "عدل" ببلدية العاشور. وعندما زارت "المساء" وكالة سيدي امحمد التي تضم 6 وكالات أخرى تابعة لها، وهي: "المدنية، والأبيار، والمرادية، وحيدرة، وبلوزداد والجزائر الوسطى"، وجدت في استقبالها رئيس المحلقة المحلية لسيدي امحمد، عبد الرحيم دهور. كما لاحظت عددا كبيرا من الشبان، يصطف بعضهم أمام بوابة المحلقة. وآخرون داخل قاعة الانتظار، ينتظرون أدوارهم، يحملون معهم ملفات طلب التسجيل في منصة طالبي العمل، التي تمكّنهم من طلب منحة البطالة. ومنهم خريجو الجامعات ومراكز التكوين المهني، حيث كان مستخدمو الملحقة المحلية للتشغيل، يتفحصون ملفاتهم، ويؤكدون تسجيلاتهم. الغربال حاضر لتمييز البطال من العامل ذكر لنا السيد دهور أن منصة طلب الحصول على المنحة التي وضعتها الوكالة الوطنية للتشغيل، منصة ذكية، تقوم بغربلة الملفات، بفضل ربطها بقاعدة البيانات مع هيئات أخرى، خاصة صندوقي الضمان الاجتماعي للأجراء "كناس" وغير الأجراء "كاسنوس"، لتوضيح ما إذا كان طالب المنحة منخرطا في هذين الصندوقين، حيث يتم، بموجبه، رفض طلبه. وأضاف محدثنا: "حتى إذا لم تتمكن المنصة من معرفة وضعية طالب المنحة، وتم اكتشاف ذلك فيما بعد، فإنه يتم استدعاء الشخص، فيُرغَم على إعادة تسديد مبلغ المنحة المتحصل عليه، ويتابَع قضائيا بسبب التصريح الكاذب، علما أن طالب المنحة يوقّع في بداية الأمر، على وثيقة، يشهد فيها أنه بطال وغير مستفيد من أي مساعدة من طرف الدولة، وغير منخرط في صندوقي التأمينات الاجتماعية المذكورين". وأفاد محدثنا بأن منصتي الوكالة الوطنية للتشغيل الأولى الخاصة بطلب عمل ورابطها (www.anem.dz) أو منصة طلب المنحة (www.minha.dz)، مفتوحتان على مدار 24 ساعة، وطيلة أيام السنة، لتمكين الشباب البطالين من الاستفادة من هذه المساعدات، التي تُعد جرعة أمل، في انتظار توفير مناصب شغل قارة. تسهيلات للحصول على حساب بريديّ من جهتها، ذكرت ل "المساء" المكلفة بالإعلام بالوكالة الوطنية للتشغيل، ليلى مراد، أنه تم اتخاذ إجراءات تسهيلية للمسجلين الذين لا يملكون حسابات بريدية، حيث يتوجب على طالبي العمل المعنيين بالاستفادة من منحة البطالة الذين لا يملكون حسابا بريديا جاريا، التقرب من مكاتب "بريد الجزائر"، مرفقين بشهادة التسجيل الأولي محيّنة، كطالبي عمل بالملحقة المحلية للتشغيل التابعين لها، فيتم فتح حسابات بريدية فورية لهم. الشباب يستحسنون قرار الرئيس والتسهيلات الإدارية ثمّن العديد من البطالين بولاية الجزائر على غرار باقي بلديات الوطن، قرار رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الأخير، القاضي بتخصيص 13 ألف دج للشباب العاطلين عن العمل ابتداء من شهر مارس المقبل، مع مرافقة هذه المنحة بالتغطية الصحية لفائدة المستفيدين منها.وقال الشاب "أحمد. خ" خريج معهد العلوم الاجتماعية ببوزريعة الذي كان بصدد تسجيل اسمه لطلب عمل بالوكالة المحلية لسيدي امحمد، إن قرار الرئيس جاء في أوانه، لا سيما أن أغلب خريجي الجامعة لا يجدون في البداية، مناصب عمل قارة تناسب اختصاصهم، مشيرا إلى أن هذه المنحة تحفظ ماء الوجه، وتعيد الأمل للشباب من مختلف مستوياتهم التعليمية والتكوينية، إذ تضعهم على المحكّ، وتفرض عليهم التسجيل في منصة طالب العمل، وعدم الاكتفاء بندب الحظ، وانتقاد السلطات العمومية التي لم توفر العمل. واستحسنت "خديجة. ب" خريجة مركز التكوين المهني، قرار المنحة، ووصفته بالصائب؛ لكونه يعيد الأمل إلى النفوس، ويؤمّن مستقبل الشباب، ويدفعهم إلى تسجيل أنفسهم واستكمال مشوارهم الدراسي أو التكويني، للاستفادة، أولا، من عروض العمل التي توفرها المؤسسات المستقبلة المتعاقدة مع الوكالة الوطنية للتشغيل، وثانيا للحصول على منحة البطالة، التي قد تكون مؤقتة. للإشارة، كان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، حدد في 12 سبتمبر الماضي، 4 معايير لاستفادة من منحة البطالة، الذين لا يتجاوز سنهم 40 سنة. وأمر، خلال اجتماع لمجلس الوزراء، بالاعتماد على أربعة معايير، لتمكين الشباب من الاستفادة من منحة البطالة. وتتعلق بتحديد السن الأقصى لطالبي الشغل المبتدئين، المؤهلين للاستفادة من منحة البطالة وفق معايير معقولة وموضوعية، بالنظر إلى بطء وتيرة الاستثمارات الخلاقة لمناصب العمل والركود الاقتصادي الناجم عن جائحة كورونا، واستحداث نظام مراقبة فعال على البطاقية الوطنية للبطالين من أجل استفادة شفافة وصحيحة، مع مراعاة فرص العمل المتاحة في مختلف مناطق البلاد، وكذا إيجاد آليات قانونية لمعاقبة أي تحايل للاستفادة من هذه المنحة بما فيها المتابعة الجزائية. هذه شروط الاستفادة من منحة البطالة حدد القانون المتعلق بالاستفادة من منحة البطالة، عدة شروط، يتوجب توفرها في الشاب الراغب في الحصول على هذه المساعدات المالية، التي تبلغ 13 ألف دينار شهريا. ونشرت الوكالة الوطنية للتشغيل على موقعها الإلكتروني، الشروط المذكورة، ومنها أن يتراوح عمر طالب المنحة بين 19 و40 عاما. ويتعين أن يكون طلب العمل الخاص مفعلا. إلى جانب ذلك، يجب ألا يكون لدى المهني أي نشاط لحسابه الخاص، أو يكون استفاد من أحد برامج مساعدات الدولة. كما يفرض القانون عدم الاستفادة من الصندوق الوطني للتقاعد. وجاء في قائمة الشروط، أنه يجب أن يكون الراغب في المنحة طالب عمل لأول مرة (لم يعمل من قبل)، وليس طالبا في الجامعة، أو في طور تكوين مهني، وأن يبرر موقفه تجاه الخدمة الوطنية. وفضلا عما سبق يُحرم من المنحة كل شخص رفض العمل الذي تم توجيهه نحوه في إطار عروض العمل التي توفرها المؤسسات المستخدمة. كما يُستثنى من المنحة أحد الزوجين الحاصل على دخل لحسابه الخاص. أما إذا كان كلا الزوجين بطالا ويستوفيان الشروط المطلوبة، فإنهما يستفيدان كلاهما من هذه المساعدات المالية.