أشاد كتاب ومثقفون جزائريون، بمسيرة أيقونة الأدب والسينما الجزائرية، آسيا جبار، التي ناضلت بقلمها للدفاع والتعريف بالمرأة الجزائرية المجاهدة أثناء الثورة التحريرية وبعد الاستقلال. وبادرت مجموعة من المثقفين الجزائريين بتنظيم ندوة تطرقت إلى أعمال وكتابات إحدى أشهر الكتاب في الجزائر والمغرب العربي والعالم الفرنكوفوني، الراحلة آسيا جبار، تطرقوا خلالها إلى الجوانب الخفية من مسيرتها التي يجهلها الكثير وخاصة نضالها أثناء الثورة التحريرية. وقال عضو مجلس الأمة، كمال بوشامة في مداخلة تناولت السيرة الذاتية ومسيرة الكاتبة التي توفيت يوم 6 فيفري 2015 بالعاصمة الفرنسية باريس عن عمر يناهز 79 عاما، أن الكثيرين يجهلون نضالها خلال ثورة نوفمبر من خلال عملها في جريدة المجاهد بتونس التي التحقت بها عقب توقفها عن الدراسة بعد إضراب الطلبة وكتاباتها لعديد المقالات الصحفية التي تروي نضال وجهاد المرأة الجزائرية. وأضاف أن نصرة جبار للقضية الجزائرية نابع من التعاليم التي تربت عليها وتشبعها بالروح الوطنية كونها منحدرة من أسرة ثورية، حيث كان والدها وشقيقها، مناضلين في جيش التحرير الوطني. وذكرت الكاتبة والجامعية، شهرزاد بودراع قريش المشرفة على هذه المبادرة، أن آسيا جبار المعروف عنها، التزامها في الدفاع عن الحرية وقضايا المرأة عملت على التعريف بالقضية الجزائرية العادلة من خلال كتاباتها، حول المرأة المجاهدة داعية إلى تكريم هذه الكاتبة واستغلال كتاباتها العميقة من خلال إدراجها في المناهج التربوية. وولدت الأديبة الراحلة، واسمها الحقيقي، فاطمة الزهراء إمالحاين، في30 جوان 1936 بمدينة شرشال حيث قضت طفولتها وسنوات دراستها الأولى بمدينة موزاية بولاية البليدة قبل أن تتابع دراستها الثانوية بفرنسا سنة 1954 قبل عودتها بعد الاستقلال لمواصلة دراستها بجامعة الجزائر. وألفت آسيا جبار روايتها الأولى "العطش" سنة 1957 وتلتها أعمال أخرى أكسبتها اعترافا دوليا توّج بحصولها على عديد الجوائز الأدبية حيث رشحت لنيل جائزة نوبل المرموقة للأكاديمية السويدية في 2004 وبعدها لمرات عديدة. وبعد رحلة إبداعية تجاوزت 50 سنة من العطاء الأدبي والفني والإنساني جاءت روايتها الأخيرة "لا مكان في منزل والدي" في 2007. وتوجت فقيدة الأدب الجزائري والمغاربي، آسيا جبار بعديد الجوائز الدولية على غرار الجائزة الدولية للأدب "الولاياتالمتحدة-1996" والجائزة الدولية لبالمي "ايطاليا" سنة 1998 وجائزة السلام لأصحاب المكتبات الألمان "فرانكفورت-2000" والجائزة الدولية بابلو نيرودا "ايطاليا-2005". وكانت الراحلة، وهي أول أديبة عربية وإفريقية تدخل الأكاديمية الفرنسية سنة 2005، مبدعة اختزلت كل أنواع الإبداع الأدبي من الرواية والشعر والكتابة الصحفية والإنتاج السينمائي والمسرحي ونضالها من أجل القيم الإنسانية عبر العالم.