❊ إلغاء تكاليف كراء الأجنحة يجسد اهتمام الرئيس تبون بالثقافة ❊ يجب تطوير نوعية الكتاب المدرسي وتخفيف ثقل المحفظة ❊ مجلة "الجيش" العريقة تحمل مقالات بمستوى احترافي ❊ نسبة الأمية تقلّصت إلى حدود 7,9 بالمئة بفضل جهود الدولة ❊ حتمية رقمنة المنشورات وتكريس ثقافة القراءة وسط الشباب ❊ تشجيع النشر باللغة الانجليزية وتحسين مستوى المعارف والتكوين بالجامعة ❊ إحياء سلسلة "أنيس" والعمل على ترجمة الأعمال العالمية أكد الوزير الأول، السيد أيمن بن عبد الرحمان، على ضرورة تكريس ثقافة القراءة خاصة في أوساط الناشئة والشباب، وإعطاء الأولوية للإصدارات التي تثمّن التاريخ الوطني لما قبل فترة الاحتلال الفرنسي، وكذا بحث سبل إقامة شراكات علمية مع دور نشر أجنبية، فضلا عن تحسين نوعية الكتاب شكلا ومضمونا بقناعة أن التحدي اليوم، منصب على تشجيع القراءة وتحسين نسبها. استهل الوزير الأول، زيارته بجناح الجيش الوطني الشعبي الذي يشارك لأوّل مرة في فعاليات معرض الجزائر الدولي للكتاب، حيث قدمت له شروح حول أهم إصدارات المؤسسة العسكرية التي تواكب مختلف المستجدات، قبل أن يهنّئ القائمين عليها، مؤكدا أن مجلة "الجيش" العريقة تحمل مقالات بمستوى احترافي، وليست فقط لسان حال الجيش الجزائري، وإنما "كل جزائري وطني غيور على أمته". ودعا الوزير الأول، بالمناسبة إلى ضرورة القيام بأبحاث تركز على تاريخ الجزائر قبل 1830، حيث كانت الجزائر حاضرة علم بدليل أن نسبة الأمية لم تكن تتجاوز 14 بالمئة، ولكنها بلغت 90 بالمئة مع دخول الاستعمار الفرنسي. وأضاف بن عبد الرحمان، أن هذه النسبة تقلصت في الوقت الراهن إلى حدود 7,9 بالمئة، بفضل الجهود التي بذلتها الدولة الجزائرية بعد استعادة الاستقلال الوطني. وحث الوزير الأول، لدى زيارته جناح المديرية العامة للأمن الوطني، على ضرورة رقمنة المنشورات وجعلها في متناول القرّاء والمهتمين، داعيا بجناح المؤسسة الوطنية للاتصال، النّشر والإشهار، إلى عدم الاكتفاء بالنّشر والتركيز موازاة مع ذلك على الترويج للكتاب "حتى يقرأ" للقضاء على الأمية، والعمل على تحسيس الشباب بضرورة القراءة والمطالعة وكذا المثابرة على ذلك. ويعتبر معرض الجزائر الدولي للكتاب بالنسبة للوزير الأول، من أكبر المعارض الدولية من حيث المشاركة واستقطاب الجمهور، مما جعله يلح على ضرورة استغلال فرصة تنظيمه لبعث الرغبة في القراءة خاصة لدى الشباب" وأوضح أن مبادرة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الخاصة بإعفاء جميع المشاركين من تكاليف كراء الأجنحة، تعتبر قرارا "يجسد الاهتمام الذي يوليه الرئيس لقطاع الثقافة". وعند زيارته فضاء ديوان المطبوعات المدرسية أوصى رئيس الجهاز التنفيذي، بحضور وزير التربية الوطنية، نور الدين بلعابد، بضرورة تطوير نوعية الكتاب المدرسي والتخفيف من ثقل المحفظة، مشيرا إلى توصية رئيس الجمهورية، حول ضرورة "طبع الكتاب المدرسي في ثلاثة أجزاء بمعنى جزء لكل فصل بغية تخفيف وزن المحافظ المدرسية". وتحدث الوزير الأول، لدى توقفه بجناح الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية، بخصوص المصنّفات الجامعية عن الطبع بصفة محكمة، لجعل الجامعة الجزائرية أقطابا علمية وإعطائها حقها لأنها مكتسبات لابد من تمتينها وتثمين جهود الدولة في هذا المجال، مشددا على ضرورة "النّشر باللغة الإنجليزية " كون معظم البحوث الجامعية منشورة بهذه اللغة التي يجب أن نتمكن منها كلغة علم ومعرفة"، و«تحسين مستوى المعارف والتكوين في الجامعة الجزائرية". ونصح الوزير الأول، بجناح المؤسّسة الوطنية للفنون المطبعية، بإحياء سلسلة "أنيس" والعمل على ترجمة الأعمال العالمية، سيما منها المتوجة بجوائز نوبل للأدب، وغيرها مع تبسيط المحتوى والارتقاء بالشكل، وعند وصوله إلى جناح وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، توقّف الوزير الأوّل، عند المخطوطات المعروضة، حيث عكفت الوزارة، على رقمنة 191 مخطوط وعرضت النسخة الفريدة والوحيدة من مخطوط سيدي عبد الرحمان الثعالبي، بخط يده، حيث دعا هناك إلى تخصيص حيز من مكتبة جامع الجزائر التي تتسع لمليون كتاب، للمخطوطات. السيد أيمن بن عبد الرحمان، وهو يتنقّل بين أجنحة مختلف دور النشر المشاركة حثّ الناشرين الجزائريين على إيلاء أهمية لدعم القارئ الجزائري بمختلف الإصدارات الجديدة، وإيجاد سبل لصناعة الكتب بالإنجليزية نظرا لازدياد عدد القرّاء بهذه اللغة، كما شجع بدار "الحكمة" على إصدار العناوين التاريخية التي تتناول نضال الجزائريين، خاصة وأن هذه السنة تتزامن مع ستينية استرجاع السيادة الوطنية. وسأل الوزير الأول، عن الترجمات من وإلى العربية انطلاقا من الفرنسية والإنجليزية والايطالية، تثمينا للاتصال الثقافي وتشجيعا لتصدير الكتب نحو الخارج وقبله تحسين المحتوى والشكل. كما طلب الوزير الأول، شروحا عن واقع الكتاب في عدد من الدول العربية والغربية، حيث زار جناح السفارة السويسرية، مذكرا ب«عرفان الجزائر لهذه الأمة العظيمة نظير مساندتها للثورة التحريرية، وتنظيمها للمفاوضات التي تمخضت عنها اتفاقيات ايفيان". وأضاف أنّ السويسريين ساندوا الثورة الجزائرية على غرار المناضل السياسي وعالم الاجتماع، جون زيغلر، "الذي كان صديقا كبيرا للجزائر"، وارتأى أن يرحب بضيوف الجزائر في عرسها الثقافي والفكري، حيث توقّف عند جناح الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، مؤكدا أن "الجزائر عانت من ويلات الاستعمار شأنها شأن الصحراء الغربية وستبزغ شمس الاستقلال عن قريب". آخر محطة في زيارة الوزير الأول، الذي كان مرفقا خلال جولته في مختلف أجنحة المعرض بعدد من أعضاء الحكومة وممثلي السلك الدبلوماسي بالجزائر، الذين أجمعوا على التنظيم المحكم لهذا الموعد السنوي الذي رفع شعار "الكتاب سر الذاكرة"، كان جناحا "القصبة" و "الأهقار" المخصص للكتب البيداغوجية وشبه المدرسية، حيث استمتع الحضور بعرض بعنوان "ملحمة الشهداء" من إنتاج دار الثقافة لولاية تيبازة، قبل أن يشدد الوزير الأول، على ضرورة اعتماد وسائل وطرق بيداغوجية تفاعلية للفت انتباه الأطفال وتحبيبهم القراءة والمطالعة. للتذكير المعرض الدولي للكتاب، الذي يرمي لأن يكون منتدى التقاء وتواصل بين الجزائر ومختلف الدول المشاركة، والتي بلغ عددها خمسا وثلاثين دولة بأكثر من 1250 دار نشر، فتح أبوابه للجمهور أمس، بعد عامين من الغياب بسبب جائحة "كوفيد 19" في ظلّ التأكيد على ضرورة إعادته إلى مساره الحقيقي كفضاء يهتم بالكتاب، القارئ، الناشر والمثقف. للإشارة عودة "سيلا" سيؤثّثها 1250 عارض بنحو 300 ألف عنوان، وهو رقم قياسي في تاريخ التظاهرة ومفاجأة سارة بحكم المخاوف الناتجة عن مخاطر العدوى بكورونا، وهي زيادة من شأنها أن توطّد مكانة معرض الجزائر الدولي، الرفيعة على المستوى الإفريقي والعربي والمتوسطي.