* الأستاذ بوعمامة:الجزائر لها كل مقوّمات التصدي للمناورات المغربية * الأستاذ بوحنية:التنسيق المغربي الإسرائيلي يدخل في إطار "الناتو العربي الجديد" أجمع أستاذا العلوم السياسية والعلاقات الدولية، زهير بوعمامة وقوي بوحنية، على أن الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في المغرب ينذر بخطر كبير، ليس على دول الجوار ومنطقة شمال إفريقيا فحسب، بل على المغرب نفسه الذي تحوّل إلى أداة في يد الصهاينة، وذلك في الوقت الذي يعيش فيه الشارع المغربي حالة احتقان كبيرة، نتيجة رفضه للسياسة المنبطحة للقصر الملكي الذي بات يعيش انشقاقات كبيرة في ظل الغياب المتواصل والمحير للملك محمد السادس وتبعات إلغاء احتفالات عيد العرش بسبب تدهور وضعه صحي بشكل كبير. وقال المحلل الدولي، زهير بوعمامة في اتصال مع "المساء"، أن المغرب تصهين تماما وأصبح أرضية لتنفيذ أهداف الإسرائيليين الذين يخططون منذ سنوات للتواجد في المنطقة المغاربية عبر بوابة المغرب، مضيفا أن الأمر يستهدف بالخصوص الجزائر والتشويش عليها ومحاولة ضرب استقرارها والضغط عليها من أجل دفعها لتغيير موقفها الداعم للقضية الفلسطينية. وأوضح أن المغرب الذي يعيش مشاكل داخلية كبيرة، يسعى للمناورة ومحاولة التغطية عليها مع استغلال القضية الصحراوية، عبر الترويج لمغالطة، أن الجزائر هي السبب في ذلك، ما يستدعي التحالف مع أي دولة أو جهة يمكن أن تقدم مساعدة له للاستقواء عليها. ويرى أستاذ العلاقات السياسية والعلاقات الدولية، أن المخزن ذهب بعيدا بسياسته، حيث لم يسبق لأي دولة عربية التي لها علاقة مع الكيان الصهيوني أن وصلت إلى المراحل التي وصل إليها المخزن، خاصة بعد إقامة علاقات أمنية، عسكرية ودفاعية مع الكيان المحتل، فيما يشبه بحلف يستهدف بشكل واضح الجزائر دون غيرها. غير أن المحلل بوعمامة، دعا إلى عدم القلق، كون الجزائر لها كل المقوّمات للتصدي لهذه المخاطر، في حين أكد على ضرورة اليقظة لمواجهة التحديات الجديدة التي أخذت أبعادا جديدة خلال السنتين الأخيرتين. وقال إنه لا خوف على الجزائر في الوقت الذي يتم العمل على تقوية جبهتها الداخلية بفضل المؤسسات التي تسهر على الدفاع عن حدود البلاد وأمنها، في حين قلّل من الحجم الممنوح للمغرب، قائلا إنه "أضعف من أن يواجهنا كون موازين القوى أصبحت بعيدة كل البعد عنه". وأشار إلى أن المخزن يدرك في قرارة نفسه، بأن البلد الأقوى والمحوري في المنطقة هو الجزائر ولأنه يرفض استيعاب ذلك والإقرار به، فإنه يعمل على الاستقواء وبيع كل شيء وتقديم تنازلات مهينة على حساب مصالح الشعب المغربي. وأكد بوعمامة، أن التطوّرات الأخيرة جعلت من الجزائر مركز ثقل في المنطقة، حيث ساهمت التقلبات الجيو سياسية التي لها علاقة بالحرب في شرق أوروبا وحرب الغاز، في وضع الجزائر في مكانة جيو سياسية وجيو اقتصادية أفضل، يراهن عليها لتقديم الكثير، ما جعل عديد الدول تراهن عليها خلافا للمغرب الذي لا يملك هذه المقومات. وأضاف المحلل الدولي، أن المغرب أصبح دولة مناولة في أيدي الصهاينة من جهة والفرنسيين من جهة أخرى، من خلال تبني سياسة" اللوبيينغ"والسياسات اللاأخلاقية التي تعتمد على دفع الرشاوى والتشويش على أمن المنطقة ومحاولة اختراق منطقة الساحل. وأوضح أن المخزن يقدّم بلده وشعبه إلى الصهاينة دون رحمة، مع محاولة إيهامه بأن تحالفه مع الكيان الصهيوني سيزيد من قوته، في حين أن إسرائيل لا تسعى سوى لخدمة مشروعها الصهيوني والعمل في كل مرة على التمهيد لمراحل أخرى للهيمنة على المنطقة، لافتا الانتباه إلى أن الحديث عن اشراف صهاينة على مناصب مغربية داخل دواليب الحكم، يشكل في حد ذاته قمة الخنوع. وأشار المتحدث بخصوص ما يحدث في القصر الملكي إلى وجود خلافات داخلية، حول خلافة محمد السادس لدرجة أصبحت فيه بعض الاطراف تستقوي بالصهاينة، حيث يعتقد المخزن أنه يمكن استخدامهم لحسم موضوع خلافة العرش. وأوضح بخصوص قرار إلغاء احتفالات العرش، أن ذلك يعكس الكلام المثار بخصوص تدهور الوضع الصحي للملك، مضيفا أن التحجج بإصابته بكورونا أمر عار من الصحة، لأنه لم يتم التخلي في المغرب عن التظاهرات الثقافية والرياضية، وتساءل قائلا "اعتدنا أن نرى هذه الاحتفالات في كل سنة بطقوس مذلة للمغاربة ومادام تم التخلي عنها فهو سبب قوي للتأكيد على صحة التسريبات حول وضعه الصحي". أما الأستاذ بوحنية قوي، فقد أشار من جانبه في اتصال مع "المساء" إلى أن الزيارات المتكررة للمسؤولين الاسرائيليين إلى المغرب، تهدف بالدرجة الأولى إلى تنسيق التعاون الأمني المغربي الإسرائيلي في إطار ما يسمى ب"الناتو العربي الجديد"، فضلا عن محاولة مجابهة كل التهديدات الحقيقية والوهمية والمفترضة من قبل المؤسسة المخزنية. وأضاف أن هذه السلوكيات تبعث برسالة وهمية، مفادها أن "الجار الشرقي" يهدد المغرب وهو ما يتنافى وعمق العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى استمرار حالات الاستفزاز المرتبطة بالسلوك المخزني تجاه الجزائر والذي بدأ منذ سنوات لينتهي بقطع العلاقات الدبلوماسية، بعد التصريحات التي أدلى بها وزير الكيان الصهيوني ضد الجزائر انطلاقا من الأراضي المغربية في سابقة لم تحدث في تاريخ العلاقات العربية العربية. وأوضح بوحنية، أن هذه السلوكيات مجتمعة، من شأنها أن تزيد من احتقان الشارع المغربي الرافض للتطبيع جملة وتفصيلا، حيث لاحظنا التعاطي الباهت للمغاربة مع مختلف الزيارات الصهيونية للمغرب إعلاميا وعلى مستوى فضاءات مواقع التواصل الاجتماعي، فضلا عن الرفض القاطع لمختلف الفاعلين وحركات المجتمع المدني إزاء التقارب الإسرائيلي المغربي والذي من شأنه أن يقوّض أي دعم للقضية الفلسطينية، ما يشكل تراجعا لسلوكيات النشاط الدبلوماسي المغربي. وقال المتحدث إن إلغاء احتفالات العرش يحمل مؤشرات ودلالات تثير الكثير من التساؤلات بخصوص صحة العاهل المغربي، التي أصبحت موضوع الإعلام الوطني والدولي بعد أن كانت من الطابوهات الخفية، مضيفا أن الجميع يعلم بأن حالته الصحية ليست على ما يرام، حيث أصبح ظهوره منعدما في المدة الأخيرة، غير أنه أشار إلى أن تأجيل عيد العرش الذي يعد من الأعياد المهمة في المغرب، سيؤدي إلى حالة اعتلال في الدور الدبلوماسي المغربي.