كشف البروفسور جميل لبّان رئيس مصلحة طب الأطفال بمستشفى مصطفى الجامعي أن عدد الرضع الكنغر وصل إلى 550 رضيع منذ 2004 إلى ماي 2009، مع تأكيد انعدام تسجيل أي حالة وفاة بمصلحة الأم الكنغر، ولا حتى أي نوع من الاصابة بالجراثيم الاستشفائية، واشار بالمقابل إلى أن صحة الام والطفل بالجزائر في تحسن الا أن القطاع يعاني سوء تسيير في الموارد المادية والبشرية، وهو النقص الذي يمكن تفاديه بالتنسيق الجدي بين كل الفاعلين في قطاع الصحة. ما تزال وفيات الامهات تشكل عقبة في تطور مستوى الصحة العمومية بالجزائر، حيث يسجل وفاة 700 أم سنويا، وهي الارقام التي قال عنها امس ضيف منتدى المجاهد البروفسور لبان إنها تبقى بعيدة عن الواقع نظرا للانعدام شبه الكلي للدراسات حول هذا الجانب من الصحة العمومية، والذي وصفه بالاكثر أهمية على الاطلاق، على اعتبار ان صحة الام تنعكس تلقائيا على صحة الطفل، وبالتالي المجتمع بأكمله، واعتبر المتحدث أن أغلب وفيات الأمهات عند الولادة ناتجة عن "سوء التسيير". ورفعت السلطات الصحية بالجزائر تحديا يقضي بتقليل وفيات الأمهات بمعدل 5.5% سنويا في الفترة ما بين 1999 و2015 علما أن هذا المعدل كان في حدود 40.6 % عام 1999، ما يعني أن امام الجزائر 12 نقطة لتصل إلى الهدف المسطر وهو الهدف الذي قال إنه صعب المنال ولكن من الممكن بلوغه بعمل جدي ومنسق يجمع كل الفاعلين في الحقل الصحي، وعلق المتحدث بقوله إن هناك دراسات حول صحة الام والطفل، لكنها غير متناسقة إطلاقا، حيث أن "الصحة العمومية بالوطن هدف غير مفهوم جيدا". واذا كانت نسبة 96% من عمليات الحمل مراقبة الا ان هناك نسبة معينة من وفيات الامهات لها صلة مباشرة بمشاكل عمليات التوليد، كما أن الاكتظاظ الكبير الذي تعانيه هياكل التوليد بالمستشفيات والعيادات إنما يعود حسب ضيف المجاهد إلى سوء توزيع وتسيير الموارد. بالمقابل فإن وفيات الاطفال تمثل تحديا آخر للصحة العمومية بالجزائر، حيث وصل معدلها في 2002 إلى 34.7%، وإلى 30.4 % في 2005 ليصل إلى 25.5% في 2008 لكل 1000 ولادة حية، مع توقع 21.28% في 2009 وتحقيق الهدف بالوصول إلى أقل من 20% في 2015، غير أن صحة الطفل مربوطة بصفة مباشرة بصحة الام ما يعني أن العمل الحقيقي يبقى في ترقية صحة الأم. وتشير الارقام التي أعلن عنها البروفيسور لبان إلى أن 80% من وفيات الأطفال تسجل لدى المواليد الجدد، في وقت يمثل فيه الخدج 10 % من مجموع هذه الوفيات، فيما يصل عدد الخدج سنويا إلى 80 ألف ولادة، وتصل نسبة وفيات الأجناء قبل ولادتهم إلى 35.92 %، والسبب يرجع إلى انعدام المتابعة المتواصلة للحمل. فيما تتلخص أهم أسباب هذه الوفيات في الاختناق، ارتفاع الضغط والتشوهات.