تعرف الساحات العمومية بمختلف بلديات ولاية البليدة، إقبالا كبيرا عليها من كبار السن و الأطفال خلال الفترة الممتدة من وقت العصر والى ساعة متأخر من الليل، وفي المقابل بادر بعض الخواص إلى طرح بعض الأنشطة التي تخلق جوا من المتعة بالساحة لتتحول الساحات العمومية إلى فضاءات ترفيهية يستمتع فيها الكبير والصغير. عند الحديث على الساحات العمومية التي تستقطب إليها أعدادا كبيرة من الزوار خلال الفترة المسائية وتصل حد الاكتظاظ بالمواطنين تأتي ساحة التوت، الواقعة بقلب مدينة الورود والتي تعتبر من أهم المعالم التاريخية للمدينة، ومن أهم ميزاتها التي جعلت ساكنة الولاية وكذا الزوار من خارج الولاية، يمضون بعض الوقت فيها بوجود معلم أثري مميز مزين بهندسة معمارية تجتمع فيها ستة أقواس، ويحيط بالمبنى حوض مائي تتدفق فيه ستة عيون مياه عذبة، الأمر الذي عزّز مكانتها لدى السكان والزوار، حيث تعرف الساحة خلال فصل الصيف إقبالا كبيرا عليها خاصة بعدما تم إعادة تهيئتها مؤخرا، إذ تمضي فيها العائلات وقتا ممتعا، لاسيما بعدما تم إدراج بعض الأنشطة الممثلة في بيع المثلجات ومختلف أنواع المشروبات المنعشة وبعض المأكولات الخفيفة، كما تم تنشيطها ببعض الألعاب التي تستهوي الأطفال ما جعلها تنبض بالحياة. اقتربت "المساء" من بعض العائلات المتواجدة في الساحة وحول سبب اختيارهم لها أوضحت مواطنة، من سكان الولاية بأنها تقصد البليدة، من أجل اقتناء بعض المستلزمات من أسواقها العريقة، وبعدما تنهي أشغالها تأتي مباشرة إلى الساحة لأخذ قسط من الراحة، و أمام قلّة المساحات الترفيهية الموجهة للأطفال تعتبر الساحة بمثابة فضاء للتسلية خاصة وأن بعض الجمعيات والخواص يعملون على تنشيطه من خلال برمجة بعض الألعاب و الأنشطة، فتترك أطفالها يلعبون لبعض الوقت ومن ثمة تعود إدراجها الى بيتها بعدما تتخلص من تعبها، مشيرة الى أن ساحة التوت لديها خاصية تجعل كل من يزور الولاية يقف فيها لبعض الوقت للاستمتاع بجمال المكان واستشعار عبق التاريخ بهذه الساحة التي تعتبر رمزا من رموز الولاية الأثرية، معلقة بقولها: "لا يحلو أكل المثلجات إلا في هذه الساحة". وغير بعيد عنها أوضح ستيني، كان رفقة أحفاده بأنه يقصد الساحة بعد صلاة العصر بمسجد الكوثر، المقابل للساحة مرفقا بأحفاده، فيختار الجلوس تحت الأشجار للعب "الدومين" مع بعض أصدقائه، بينما يهرول أحفاده للعب بمختلف الألعاب التي يتم إدراجها في الساحة كالسيارات الصغيرة المتحركة أو العربات التي تجرها الدراجات، مشيرا الى أن الساحة تعد من أهم المعالم التاريخية بالولاية، وبحكم أن ولاية البليدة، تعد من الولايات شديدة الحرارة، فإنه يختار دائما التواجد في الساحة والهروب من ضيق المنزل للاستمتاع بأجوائها المنعشة في الفترة المسائية. وإذا كانت ساحة التوت، تستمد شهرتها ومحبة الناس لها من مرجعها التاريخي، فإن بعض الساحات العمومية الأخرى على مستوى باقي البلديات على غرار بلدية العفرون، تستقطب إليها العائلات لغياب المرافق الترفيهية بالبلدية، حيث يقصدها الأولياء مرفقين ببعض ألعاب الأطفال كالكرة والدراجة و التروتينات، ولعل ما يشد العائلات إليها أيضا هو برمجة بعض الأنشطة بالساحات من أجل إنعاشها في محاولة لخلق بعض المرافق لتسلية الأطفال مثل ما تقوم به جمعية الورود، التي تحاول في كل مرة التواجد في بلدية من بلديات الولاية، لخلق فضاء ترفيهي بالساحات العمومية و إمتاع الأطفال بمختلف الأنشطة والألعاب، إلى جانب بيع بعض الحلويات التي يحبها الأطفال خاصة ما يعرف "بلحية بابا" التي تعد من الحلويات المفضلة للأطفال، وحسب ما رصدناه على ألسنة بعض الوافدين على الساحة، فإن مثل هذه الساحات خاصة بعدما تم إحياءها ببعض الأنشطة الترفيهية بمعية الجمعيات تظل المتنفس الوحيد لبعض العائلات في غياب فضاء يشغل أوقات الأطفال بالعطلة.