أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة، أمس، أن منتدى تواصل الأجيال لدعم العمل العربي المشترك الذي افتتحت أشغاله بوهران، سيساهم في بلورة رؤية موحدة تجاه التحديات الراهنة. وأبرز الوزير في كلمة خلال مراسم افتتاح هذا اللقاء، قرأها نيابة عنه ممثل الوزارة، السفير نور الدين عوام، أن هذا المنتدى، يهدف إلى عرض سبل وكيفيات تفعيل دور المجتمع المدني العربي في معالجة أهم القضايا التي تهم العالم العربي وكذا انشغالات وطموحات الشعوب العربية، ومن ثم المساهمة من دون شك في "الجهد الجماعي لبلورة رؤية موحدة تجاه التحديات الراهنة". وأضاف لعمامرة، أن، المنتدى يهدف إلى "توسيع مشاركة مكونات المجتمع المدني وتفعيل أدوارها في منظومة العمل العربي المشترك"، كما "يندرج ضمن سلسلة المبادرات الرامية إلى إعطائها دورا فعالا وفق مقاربة تشاركية مع مختلف المؤسسات الرسمية لبلداننا العربية، قصد تعزيز إدراج المنطقة العربية كأولوية رئيسية على الأجندات الإقليمية والدولية". وأشار إلى أن "منتدى تواصل الأجيال يشكل أيضا فرصة لإحياء الذاكرة التاريخية للشعوب العربية بأبعادها الثقافية والحضارية والتي تمثل أحد ركائز الهوية الوطنية للأمة العربية التي يجب الحفاظ عليها ووضع استراتيجية لها، كما أنها تعد عنصرا هاما في بناء وتعزيز لحمة المجتمعات العربية ومد جسور التواصل فيما بينها". وذكر بأن المنتدى، ينعقد قبل أسابيع قليلة من احتضان الجزائر للقمة العربية في الفاتح نوفمبر القادم، تزامنا مع رمزية عزيزة على كل الجزائريين وأشقائنا العرب، ألا وهي الذكرى 68 لاندلاع ثورة نوفمبر الخالدة والتي كانت "عنوانا لوحدة الصف العربي ولتضامن الشعوب والدول العربية مع كفاح ونضال الشعب الجزائري التحرري"، مضيفا بالقول إن "مشاركتكم في هذا اللقاء لرسالة توجهونها إلى الأجيال الصاعدة في كل ربوع الوطن العربي حول الدور الذي لعبته ثورة نوفمبر 1954 في توحيد الصفوف العربية وترسيخ قيم التضامن والتآزر والتلاحم بين الشعوب العربية بكل أطيافها وأجيالها". وأضاف الوزير في حديثه عن تجربة الجزائر بخصوص دور المجتمع المدني، "إن أحسن ما ألخص به قولي هو ما أكده رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون في عدة مناسبات وهي أن المجتمع المدني هو الحليف الأول لتحقيق استقامة الدولة"، لافتا الى أن يكون المجتمع المدني "رديف الحكومات في العمل من أجل التنمية ويكمل دورها ويتكامل معها في رفع الأعباء والمشكلات في بلادنا العربية بما يدعم الجهود العربية الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة". كما ذكر أيضا بأن رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، ألح على ضرورة إدماج المجتمع المدني ومساعدته، مبرزا بأن "إنشاء المرصد الوطني للمجتمع المدني ودسترته بمنحه الصفة الاستشارية لهو خير دليل على هذا التوجه". من جهته، قال عبد الرحمان حمزاوي، رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني في كلمته الافتتاحية إن المشاركين سيتناولون بالتحليل، مسيرة العمل العربي المشترك وتحدياته وآفاقه كما سيناقشون قضايا ذات أولوية وأهمية على الصعيد العربي، بغية بلورة تصور لدعم العمل العربي المشترك في ظل التحديات والرهانات، خاصة ما تعلق بالأمن الطاقوي والغذائي والصحي والتغير المناخي. وأبرز المتحدث إرادة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في بعث العمل العربي المشترك، من أجل توطيد روابط الأخوة والصداقة بين بلدان الوطن العربي التي تمثل "عمقنا وتجذرنا الحضاري". ويعرف المنتدى المنظم من طرف المرصد الوطني للمجتمع المدني مشاركة نحو 150 شخص من مسؤولين سامين وناشطين من المجتمع المدني ومؤثرين وشخصيات أكاديمية رفيعة من 19 دولة عربية وهي الجزائر، مصر، تونس، البحرين، الكويت، موريتانيا، الإمارات العربية المتحدة، سلطنة عمان، العربية السعودية، اليمن، سوريا، فلسطين، العراق، السودان، ليبيا، لبنان، الأردن، قطر وجيبوتي.