استقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أول أمس، سفراء كل من جمهورية نيجيريا الفدرالية، فدرالية روسيا، جمهورية باكستان الإسلامية والجمهورية الهيلينية (اليونان)، على التوالي السيدة عائشة محمد غاربا، والسادة فاليريان شوفاييف، محمد طارق، وجورجيوس زاكاريو داكيس، الذين سلموا له أوراق اعتمادهم كسفراء جدد لبلدانهم لدى الجزائر، حيث جرت مراسم تسليم أوراق الاعتماد بمقر رئاسة الجمهورية، بحضور وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد رمطان لعمامرة، ومدير ديوان رئاسة الجمهورية، السيد عبد العزيز خلف. في تصريح لها عقب الاستقبال، جددت السفيرة الجديدة لنيجيريا عائشة محمد غاربا، تعهد بلادها بمرافقة مشاريع "الطريق العابر للصحراء"، "أنبوب الغاز" و"الربط بالألياف البصرية"، مبرزة أن "تجسيد هذه المشاريع سيفتح آفاقا اقتصادية جديدة تخلق فرص عمل ليس فقط للبلدان المشاركة في المشاريع، بل للعديد من البلدان الإفريقية المجاورة". سفيرة نيجريا: الرئيس تبون قائد متميز بسياسة قوية وديناميكية وأشارت السفيرة من جانب آخر الى تطلع نيجيريا لتجسيد مشاريع مستقبلية مع الجزائر، من خلال اقتراحات في بعض المجالات أهمها الطاقات المتجددة، معربة عن أملها في دعم الجزائر لإنجاز هذا المشروع الذي من شأنه المساهمة في حل "مشاكل التغيرات المناخية والأمنية". وأكدت بالمناسبة أن بلادها والجزائر تجمعهما العديد من الاتفاقيات الثنائية ومتعددة الأطراف، وتتقاسمان وجهات نظر متقاربة على الصعيد الدولي، كالاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، ومنظمات أخرى، "لأن بلدينا يضعان إفريقيا في قلب اهتمامهما". وبخصوص الاستقبال قالت سفيرة نيجيريا "تشرفت بلقاء الرئيس تبون، فهو أحد القادة الأفارقة الذين أحترمهم وأقدرهم كثيرا، وهذا عائد لسياسته القوية والديناميكية التي تنعكس على حياة المواطنين الجزائريين". واستطردت أنه تم خلال اللقاء "تناول العلاقات التي تربط البلدين وماضيهما المشترك وتطلعاتهما للمستقبل"، مشيرة إلى أن "لنيجيرياوالجزائر تاريخ غني تطبعه معاهدات ثنائية وأخرى على الصعيد الدولي". وقالت في هذا الصدد: "نحن من الأوائل المبادرين بالنيباد الذي تم تأسيسه في 2001، حيث عملنا على تطوير التنمية الاجتماعية والاقتصادية في إفريقيا، كما أسسنا سويا مجموعة الأربع مع إثيوبيا وجنوب إفريقيا، وهذا لمواجهة التحديات خاصة النزاعات الإفريقية ". سفير روسيا: إرادة مشتركة لتقوية العلاقات الثنائية من جهته أكد السفير الجديد لفدرالية روسيابالجزائر، السيد فاليريان شوفاييف، الإرادة المشتركة التي تحدو بلاده والجزائر من أجل تطوير وتقوية علاقاتهما الثنائية في كافة المجالات، مشيرا في تصريح له عقب تسليمه أوراق اعتماده لرئيس الجمهورية، إلى أنه تم خلال اللقاء بالرئيس تبون، تقديم عرض حول العلاقات الثنائية بين البلدين، إذ تم تسجيل ارتياح الطرفين وكذا إرادتهما المشتركة لبذل المزيد من الجهود الهادفة إلى تطوير وتقوية العلاقات الثنائية في كافة المجالات. وأضاف الدبلوماسي الروسي، "أبلغت الرئيس تبون، بصفتي سفيرا جديدا لفدرالية روسيا، عزمي على بذل كل جهدي من أجل تحقيق هذا الهدف النبيل". سفير باكستان: اقتصاد الجزائر القوي يسهل شراكتها الدولية بدوره أبرز السفير الجديد لجمهورية باكستان الإسلامية لدى الجزائر، السيد محمد طارق، أن بلاده تعمل مع الجزائر من أجل توطيد علاقتهما الثنائية وتعاونهما على الصعيد الدولي، منوها في تصريحه عقب الاستقبال، بالإمكانيات التي تحوزها الجزائر قائلا "تزخر الجزائر بجمال طبيعتها وكرم شعبها بالإضافة إلى اقتصادها القوي"، وهي المزايا التي تسهل حسبه الشراكة على الصعيد الدولي". وذكر السيد طارق، بأن الجزائروباكستان تربطهما "علاقات تاريخية"، حيث أن بلاده "كانت من أوائل الدول التي اعترفت بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية سنة 1958"، مضيفا أن البلدين "عملا على توطيد علاقتهما الثنائية ويعملان على تعزيز تعاونهما على الصعيد الدولي". من جهة أخرى، أشار الدبلوماسي الباكستاني إلى أن سنة 2023، تشكل "محطة مهمة" في العلاقات بين البلدين، وذلك بمناسبة إحياء الذكرى ال65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجزائروباكستان، والتي ستكون حسبه "فرصة لإقامة العديد من النشاطات على غرار تبادل زيارات الوفود البرلمانية والوزارية"، مشيرا في هذا الصدد إلى اجتماع "لجان اقتصادية مشتركة عن قريب في العاصمة الباكستانية". كما أكد في هذا الإطار، أنه يتوجب على البلدين "استغلال قدراتهما من أجل توطيد علاقاتهما الاقتصادية". سفير اليونان: نثمن عاليا دور الجزائر الضامن للاستقرار بدوره أكد السفير الجديد لليونان لدى الجزائر جورجيوس زاكاريو داكيس، في تصريحه أن العلاقات السياسية بين الجزائر واليونان تعرف مستوى متميزا، مبرزا دور الجزائر البنّاء والضامن للاستقرار على الصعيد الدولي. كما أكد السفير اليوناني أن "شعبي البلدين تربطهما علاقات صداقة تقليدية ضاربة في التاريخ، في حين تعرف علاقاتهما السياسية مستوى متميزا ويمكنها أن ترقى أكثر فأكثر خدمة لمصالح الطرفين المتبادلة"، وقال إن البلدين "لا يدّخران أي جهد في سبيل تعزيز الحوار السياسي من خلال الزيارات الثنائية وعبر اللجنة العليا المشتركة المرتقب التئامها مطلع 2023 بأثينا"، مشيرا إلى أن هذا الاجتماع "سيساهم بشكل بارز في توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري وتعميقه، لاسيما في مجالات الطاقات المتجددة والفلاحة والتكنولوجيات الجديدة والسياحة والثقافة والنقل". على الصعيد الدولي صرح سفير اليونان أن الجزائر واليونان "تتشاركان مبادئ السلم نفسها وتعملان على تعزيز الاستقرار والأمن في منطقتنا قاطبة"، مؤكدا "التزام البلدين الراسخ لترقية مبادئ حسن الجوار واحترام القانون الدولي، لاسيما القانون البحري الدولي". وقال في هذا الإطار أن بلاده "تعترف وتثمّن عاليا دور الجزائر البنّاء والضامن للاستقرار على صعيد جهود المجتمع الدولي الجماعية من أجل رفع التحديات التي نواجهها، لاسيما بالعالم العربي وبشمال إفريقيا وحوض المتوسط والساحل وكذا على صعيد المنظمات الدولية والاقليمية". وإذ شدد على "الأولوية التي تكتسيها ترقية علاقات الاتحاد الأوروبي مع جواره في جنوب المتوسط بالنسبة لليونان"، أبرز الدبلوماسي، دعم بلاده "منذ البداية لتطوير التعاون بين أوروبا والجزائر". والتزم سفير اليونان الجديد ختاما ببذل قصارى جهده "من أجل المساهمة في تطوير العلاقات الثنائية خدمة لمصالح البلدين المشتركة وجوارنا المتوسطي".