شرعت وزارة التجارة في تنظيم ندوات جهوية عبر العديد من ولايات الوطن للتحسيس حول صحة المستهلك وحمايته من مخاطر التسممات الغذائية التي تزداد حدتها مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، بسبب انعدام شروط النظافة واستعمال مواد منتهية الصلاحية وعدم مراعاة شروط حفظ وعرض السلع وغيرها من التجاوزات التي تضر بصحة المستهلك. وقد احتضنت ولاية سيدي بلعباس أمس، أولى ندوات للتحسيس بمخاطر التسممات الغذائية والأضرار التي تمس بصحة المواطنين وذلك بحضور مختلف الأطراف المعنية من عدة ولايات بالغرب الجزائري حيث تسعى الوصاية من خلال هذه اللقاءات إلى التوعية والتحسيس للتقليص من الغش بالإضافة إلى تشديدها للرقابة على التجار وعارضي السلع بطرق فوضوية واضعين صحة المستهلك في خطر. وينتظر ان تشهد ولايات أخرى منها تيزي وزو وسكيكدة ندوات مماثلة تجمع المعنيين على مستوى وسط وشرق البلاد التي ليست في منأى عن مشاكل التسممات الغذائية التي ترتفع حدتها في هذه الفترة مما يستدعي التوعية وقمع التجاوزات من خلال تحرير مخالفات ضد التجار وغلق المحلات، حيث تشير الإحصائيات في هذا الصدد إلى انه تم غلق 2.734 محل تجاري في الثلاثي الأول من هذه السنة بعد تسجيل مخالفات تمثلت أساسا في عدم إشهار أسعار السلع المعروضة للبيع، وعدم احترام معايير النظافة في إنتاج أوعرض مختلف السلع. وشدد مشروع قانون حماية المستهلك وقمع الغش الصادر في الجريدة الرسمية في مارس الفارط العقوبة على مرتكبي المخالفات من التجار تصل إلى حد السجن من عشرة إلى عشرين سنة في حالة إصابة المستهلك بعجز أوعاهة جسدية، بالإضافة إلى غرامات مالية كبيرة نتيجة الأضرار الجسيمة الناجمة عن الغش في الميزان والسلع وعدم مطابقتها للشروط المطلوبة أوبيع مواد فاسدة للزبائن. وفي هذا الصدد يطالب الاتحاد الوطني للتجار حسب الأمين الوطني المكلف بنشاط الاتحاديات عمار سعدي بتجميد قانون حماية المستهلك "الذي يجرم التجار ويضعهم في خانة المحتالين"، وإعادة النظر في مواده وخاصة المادة من 68 إلى83 "التي تمس بسمعة التاجر". ودعا الاتحاد إلى تطبيق بنود هذا القانون الذي شرع في تطبيقه مؤخرا على مختلف الفاعلين وعدم استهداف فئة معينة من التجار خاصة مع انتشار التجارة الفوضوية التي تضر بالمستهلك والاقتصاد الوطني. وعن أجندة عمل الاتحاد في هذه الفترة، أشار المتحدث إلى عقد المؤتمر الأول للفدرالية الوطنية لمحطات البنزين في20 جوان الجاري بالبليدة حيث ينتظر ان تشارك 2000 إلى3000 محطة في هذا اللقاء، كما سيتم تنظيم تجمع جهوي لمدرسة تعليم السياقة في 18 من الشهر نفسه.