مختصّون ل «الشعب»: قرارات الرئيس تبون شجاعة ومفصلية 11 مليون تلميذ على موعد مع «تغييرات» هامة تعليمة استعجالية لتنصيب الأدراج وإنهاء أزمة المحفظة 1478 مكتبة خاصة لبيع الكتب المدرسية بأسعار معقولة اتخذت وزارة التربية الوطنية ضمن مسعى إنجاح الدخول المدرسي القادم، جملة من الإجراءات لضمان عودة قرابة 11 مليون تلميذ إلى مقاعد الدراسة، حيث يتوقع أن يكون دخولا مميزا بالنظر إلى القرارات الهامة التي اتخذت لصالح المدرسة، تتعلق برقمنة الكتاب المدرسي، استعمال الأدراج المدرسية، وتدريس اللغة الانجليزية، ابتداء من الموسم الدراسي الحالي، بالإضافة إلى فرضية الإبقاء على نظام التفويج. اعتبر فاعلون في القطاع التربية، حزمة الإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية الوطنية خطوة إيجابية لتحقيق جودة التعليم، والتي ستشرع في تجسيدها، انطلاقا من الموسم الدراسي القادم الذي يفصلنا عنه قرابة 40 يوما، هذه الفترة تمثل منعرجا حاسما للوصاية التي تسابق الزمن لتطبيق تعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، المتعلقة بتخفيف ثقل المحفظة المدرسية في الابتدائي، وكذا إدراج الانجليزية، من خلال الشروع في استقبال ملفات المعنيين، في حين المشاورات قائمة حول اعتماد نظام التفويج من عدمه، مقابل ذلك سارع الأولياء لاقتناء الأدوات المدرسية التي زادت أسعارها ب 150 بالمائة، في انتظار ما يجدّ من قرارات. حلول فورية لإنهاء أزمة المحفظة تعمل وزارة التربية الوطنية على تجسيد تعليمات رئيس الجمهورية المتعلقة بتخفيف ثقل المحفظة المدرسية، بالاعتماد على الألواح الإلكترونية والعودة إلى استعمال الأدراج المدرسية في تعليمة أرسلت لمجالس البلدية من أجل البدء في تنصيبها على مستوى كل المدارس، حتى يتسنى للتلاميذ الاحتفاظ بالكتاب والكراس على متنها. دعمت تنسيقية التعليم الابتدائي مشروع دمج الكتب من أجل التخفيف من ثقل المحفظة التي تهدد صحة وسلامة التلاميذ، هذا بالإضافة إلى أنها تحد من نشاطهم اليومي، حيث أكدت على لسان الأمين الوطني أنها أحد أهم المحاور التي تحتاج إلى تحليل ودراسة والاجتهاد من أجل دمج المواد والكتب والمحاور الدراسية، لأن الطفل الصغير لا يدرس المواد بشكل معمق، فهو لا يحتاج بالضرورة كتاب وكراس لكل مادة نستطيع إيجاد صيغة وطريقة للتنسيق بين الانتقال بين المواد والدروس دون أن يشعر بهذا الانتقال. وأضاف المتحدث في سياق موصول، أن الكفاءة الختامية لكل مادة، هي امتداد للكفاءة الختامية للمحور، خاصة وأن المقاربة بالكفاءات ترتكز على الانتقال من الملموس الى الشبه محسوس فالمحسوس في مسار الدرس، بمعنى يكون الانتقال تلقائيا دون أن يشعر التلميذ، وهي الطريقة التي يمكن تطبيقها في دمج الكتب والدروس فيصبح التنسيق والانتقال بين المواد غير مباشر ولا يؤثر على المعارف العلمية للتلميذ. الأدراج حل استعجالي من جهته، عضو التنسيقية الإبتدائي، الأستاذ جمال بلعيد، قال في تصريح ل «الشعب»، إنه بعد إسداء تعليمات وتوجيهات من طرف رئيس الجمهورية بضرورة إيجاد حلول فورية واستعجالية لمعاناة التلاميذ بسبب ثقل المحفظة المدرسية في الطور الابتدائي، التي تسببت في أضرار صحية خطيرة لدى الكثير من التلاميذ، فإن الأساتذة رحبوا بهذه القرارات التي تحد من معاناة التلميذ. وصرح المتحدث في ذات السياق، أن الكثير من التلاميذ يخضعون للعلاج، بسبب اعوجاج العمود الفقري، والثقل المستمر للمحافظ، حيث أقترح ثلاثة حلول، توفير الألواح الالكترونية وتدعيمها بقرص فلاش يضم الكتب أو الدروس المقررة، تقسيم الكتاب المدرسي الى أجزاء جزء لكل فصل مع تخفيض حجم الكراريس، وكاقتراح ثالث توفير أدراج للتلاميذ لوضع الكتاب المدرسي مع توفير كتب أخرى في البيت من أجل المتابعة اليومية. والحل الأنجع الذي يلزم تطبيقه في الدخول المدرسي المقبل بعد طباعة الكتب، يتعلق بضرورة توفير أدراج للتلاميذ من طرف الجماعات المحلية، مع ضرورة توفير الكتاب المدرسي في القسم وفي المنزل، لأن اللوحة الإلكترونية لا يمكن تعميمها على جميع مدارس الوطن بالرغم أنها معتمدة في 50 مؤسسة تربوية على المستوى الوطني، لذلك اقترح تعميمها على جميع مناطق الظل بدرجة أولى، لأنهم المتضررون من ثقل المحفظة أكثر من غيرهم بسبب قطعهم لمسافات طويلة مشيا على الأقدام. تحد اكتساب المهارات بدوره الأستاذ علي عريوي عقبة، قال إن ثقل المحفظة المدرسية أكبر هاجس للتلميذ والأستاذ والأولياء وحتى الجهات المختصة لما لها من مخاطر وأضرار على صحة التلميذ، وهناك عدة تصريحات من أطباء بهذا الشأن حيث دقوا ناقوس الخطر، لأنه يؤدي إلى تشوّهات في جسم الطفل من بينها اعوجاج العمود الفقري، هذا بالإضافة إلى كونها تحد من نشاطه وحيويته وتركيزه في اكتساب المهارات والكفاءات المستهدفة. طالب المتحدث في عدة مناسبات بتخفيف وزن المحفظة لما لها من انعكاسات سلبية بحكم معرفته وقربه من التلميذ و احتكاكه اليومي بهم، حيث من المفروض أن لا تتعدى10 بالمائة من وزن الطفل. وهذا ما لا نراه عندنا، مشيرا بخصوص التدابير والإجراءات التي اتخذتها السلطات المعنية من توفير الألواح الإلكترونية والكتاب المدرسي للتلميذ داخل القسم وفي المنزل، إنه يبارك هذه الخطوة تبقى بحاجة إلى طريقة ناجعة لتطبيقها، على اعتبار أنها حلولا مؤقتة فليس كل التلاميذ معتادين عليها ويجيدون استعمالها، خاصة في مناطق الظل، ناهيك عن بعض الأعطاب التي يمكن أن تصيبها إن لم تكن ذات جودة عالية. وبخصوص تنصيب الأدراج داخل القسم، قال إنه قرار مهم يساهم في التخفيف من ثقل المحفظة المدرسية، إن كان عدد التلاميذ قليل، لكن في حال الاكتظاظ، فإن توزيع وجمع الكتب مع بداية ونهاية كل حصة يأخذ وقتا طويلا، لذا يجب التوجه إلى مراجعة البرامج والمناهج التي تثقل كاهل التلميذ والولي وحتى الاستاذ لكثرتها وتعقيداتها وعدم ملاءمتها ومستوى التلميذ، ويكون هذا بتقليص عدد المواد وحذف بعض الدروس المكررة، أو التي لا تتماشى مع الفئة العمرية للطفل وتركها لسنوات ومستويات أعلى. العملية تتم بدمج بعض المواد في كتاب واحد مع تخفيف المحتوى وتبسيطه، ويقسم الكتاب إلى أجزاء ويوزع كل جزء في بداية كل فصل، والأجدر أن يركز في السنوات الأولى من التعليم على المبادئ الأساسية للغة العربية، الرياضيات والتربية الإسلامية كالقراءة والكتابة والحساب حتى يتقنها جيدا، مع إضافة مواد الإيقاظ، بعدها التدرج في إدخال بعض المواد، ابتداء من السنة الثالثة. قرار «التفويج»محل فصل من جهته، الناشط التربوي كمال نواري، قال إن فرضية العمل بالتفويج قائمة وممكنة، خلال الموسم الدراسي 23/22 بحسب الوضع الوبائي، خاصة وأن عدد الإصابات بوباء كورونا ترتفع يوما بعد يوم، ولحد الآن وزارة التربية لم تفصل في هذا الأمر، حيث أمرت مديري التربية بإرسال التنظيمات التربوية الى المؤسسات التربية بالنظامين، بالتفويج وبدونه، حتى تفصل اللجنة العلمية التابعة لوزارة الصحة في الأمر، قبل نهاية شهر أوت، وليتمكن مديرو المؤسسات من انجاز مواقيت التلاميذ والأساتذة قبل الدخول المدرسي. وأضاف المتحدث بخصوص جديد الدخول المدرسي القادم، أن إدراج الانجليزية في الطور الابتدائي أهم قرار ستشهده المنظومة التربوية، بل يعد مكسبا لصالح التلاميذ، المشكل الوحيد الذي يمكن أن يعترض انتشارها هو المدارس النائية والمعزولة والجبلية والجنوبية، على أساس أن أغلب طالبي التعاقد هم نساء يصعب عليهم التنقل بسبب عدم توفر النقل، الإيواء والإطعام، الأمر الذي يمكن أن يعرقل العملية. وعرج على صعيد آخر إلى عملية بيع الكتاب المدرسي، حيث قال إن الجديد هذا الموسم تخصيص منحة 6 بالمائة من المبيعات الى القائمين على العملية، وتم الاتفاق مع المكتبات الخاصة للقيام بنفس العمليات حيث تبيع بنفس الأسعار وصل عددها الى 1478 مكتبة لحد الآن، بالإضافة إلى التعاقد مع شركة خاصة للبيع الالكتروني وهي إيصال الكتاب الى المنزل مقابل مبلغ رمزي. شعبة الفنون ..توجيه جديد من جهته، أشار المتحدث إلى إدراج شعبة الفنون خلال الموسم الدراسي القادم، حيث تم توجيه مجموعة من تلاميذ السنة أولى ثانوي الى شعبة فنون بخياراتها الأربعة موسيقى، رسم، مسرح، سينما بثانوية الجزائر العاصمة كمرحلة أولى بالتعاون مع وزارة الثقافة والفنون في تأطيرهم ومتابعة دراستهم. اتخذت الوزارة مجموعة من التدابير التي تضمن فتح الشعبة والمتمثلة في المسار الدراسي لشعبة الفنون، الذي يحدد السنة التي ينطلق فيها تدريس هذا التخصص وتكون لسنتين، تطبعها أربعة خيارات وهي موسيقى، فنون تشكيلية، مسرح، سينما سمعي بصري، على أن يدرس التلميذ الموجه إلى هذا المسار الدراسي مواد تعليمية خاصة في المجال الفني، تكون بمعامل وحجم ساعي يحققان التمييز، إلى جانب مواد تعليمية مشتركة مع شعب السنة الثانية ثانوي. وهي العملية التي لاقت استحسانا من قبل بعض التلاميذ الراغبين في الحصول على شهادات عليا في المجال، بالإضافة الى إدراج مشرفي التربية في الابتدائي لأول مرة من أجل رفع الغبن على الأساتذة خاصة في المهام غير البيداغوجية. ملفات هامة تنتظر التجسيد أكد الخبير التربوي بن زهرير بلال في تصريح ل « الشعب «، أن الدخول المدرسي المقبل سيكون مميزا نظرا لعديد الملفات التي أُدرجت فيه، ومن بين أهم الملفات ثقل المحفظة، التي أمر رئيس الجمهورية بالتخفيف منها من خلال مجموعة من الإجراءات، إلى جانب إعادة النظر في البرامج المعتمدة والمناهج المطبقة، والتي ينتظر تجسيدها وفقا لالتزامات رئيس الجمهورية. في هذا الشأن، قامت وزارة التربية باعتماد اللوحات الرقمية من أجل التخفيف من ثقل المحفظة مؤقتا، ولا تنهي الثقل نهائي، لأن ذلك منوط بتغيير المناهج وحذف بعض المواد التي أثقلت فكر التلميذ قبل كاهله كالتربية المدنية ومادة التربية العلمية ومادة الجغرافيا والاعتماد أساسا على كتاب اللغة العربية، في حين تلك الكفاءات العرضية تدرج في كتاب اللغة. أما بخصوص وضع الأدراج في الأقسام فهو حل كان متاحا سابقا وطبق من قبل ولم ينجح لعدة أسباب منها تبعية المدارس للبلديات وعدم استطاعة البلديات الفقيرة تجهيز مدارسها بهذه الأدراج، وهو ما جعل من المشروع يفشل سابقا، لذا يجب التفكير في طريقة أنسب لإنجاح العملية. وفيما يتعلق بمسألة «التفويج «، صرح المتحدث أنه من المنتظر أن تبقي وزارة التربية عليه، لأن كل الظروف سواء الصحية أو الاكتظاظ الذي سيكون في حال إلغاء التفويج، كلها عوامل ستبقي بصفة كبيرة عليه، أما عن قرار إدراج اللغة الانجليزية فهو قرار سيادي وريادي، الهدف منه وضع الجزائر والمنظومة التربوية في السكة الصحيحة، كون اللغة الانجليزية هي لغة العالم يتحدث بها أكثر من 1.6 شخص عبر العالم، حتى الدول الأوروبية، فأكثر من 60 بالمائة من شعبها يتحدثون اللغة الانجليزية، آملا أن تكون اللغة الأجنبية الأولى بديلا عن اللغة الفرنسية. بناء عليه، ثمن الفاعلون في القطاع، التدابير التي أقرتها وزارة التربية الوطنية، ابتداء من الدخول المدرسي المقبل، والتي جاءت استجابة لمطالب الأسرة التربوية، خاصة ما تعلق بثقل المحفظة المدرسية بشقيه الألواح الإلكترونية الإدراج ومراجعة المناهج «، وقرار تدريس اللغة الإنجليزية في مرحلة التعليم الابتدائي، التي تعد مكسبا هاما للتلميذ، لأنها ستضاف إلى رصيده المعرفي. ترقب أولياء التلاميذ في الوقت الذي تعرف فيه المدرسة قرارات هامة من شأنها إصلاح المنظومة التربوية وتحسين التعليم، ينتظر أولياء التلاميذ جديد الدخول المدرسي الحالي، الذي يعتبر شغلهم الشاغل، أيام قبل العودة المدرسية، حيث ينتظر الأولياء الفصل في قرار اعتماد التفويج من عدمه ومعرفة التوقيت، حتى يتسنى لهم البحث عن مكان يتركون فيه الأبناء خاصة العاملون، بالإضافة إلى الأدوات المدرسية. في هذا الشأن، قالت ولية تلميذ من الدار البيضاء، إنها تنتظر الفصل في التفويج، قبل أن تقرر أن تنقل ابنها لأنه على موعد مع الشهادة ولا تريد أن تبقيه بنظام 10 ساعات في الأسبوع، فهو غير كاف لاكتساب أهم التعليمات - على حد قولها - في حين تحدثت سيدة أخرى عن « تغيير هام لاحظناه ونحسه، « غير أنه يجب أن يراعي الكثير من المعطيات.