تعرف الأسواق التضامنية لبيع الأدوات المدرسية التي بادرت بتنظيمها مديرية التجارة وترقية الصادرات بقسنطينة، توافدا معتبرا من الأولياء، لاقتناء المستلزمات المدرسية لأبنائهم المتمدرسين، وسط ارتياح للنوعية والأسعار مقارنة بتلك المعروضة في المكتبات الخاصة. تضاعف إقبال الأولياء على أسواق الرحمة التي فتحت أبوابها للمواطنين منذ بداية الشهر الجاري عبر العديد من النقاط، على غرار وسط مدينة قسنطينة بساحة "دنيا الطرائف"، وكذا حي 1600 مسكن ببلدية الخروب، والمقاطعة الإدارية للمدينة الجديدة علي منجلي، لاقتناء الأدوات المدرسية وبأسعار معقولة، حيث زاد الإقبال مقارنة بالأسابيع الأولى بعد الدخول المدرسي الأسبوع الماضي، إذ اختار العشرات من الأولياء هذه الفترة تحديدا، لاقتناء مستلزمات أبنائهم بعد ضبط قوائم الأدوات المدرسية من قبل الأساتذة، فيما أجّل البقية شراء حاجياتهم إلى حين تراجع الأسعار بعد الدخول المدرسي، لكونها الفترة التي يعمد فيها التجار، لوضع تخفيضات أخرى للتخلص من باقي مخزونهم. وطافت "المساء "خلال جولة استطلاعية بسوق الرحمة بوسط المدينة، الذي يضم 20 متعاملا اقتصاديا، للوقوف على سيرورة العملية التضامنية بهذا الفضاء التجاري الذي خُصص لدعم القدرة الشرائية للمواطنين، حيث رصدت تصريحات الأولياء، الذين أكدوا الوفرة والنوعية وجودة مختلف المستلزمات الدراسية المعروضة للبيع، منها المحلية والمستوردة وبأسعار تنافسية، الأمر الذي كان له أثر إيجابي في إعطاء حركة كبيرة للسوق التضامني، الذي يعرف، كل يوم، توافدا كبيرا من المواطنين حسب العارضين، بعد أن عجز الكثير منهم عن اقتنائها من الأسواق بسعرها الذي تضاعف 3 مرات مقارنة بالعام الماضي، حيث أجمع الأولياء على تسجيل وفرة ونوعية وتخفيضات بين 10 دنانير و25 دينارا في أسعار الكراريس بأحجامها، ناهيك عن وفرة الكتب المدرسية لكل الأطوار. وخلال زيارتنا لعدة أجنحة، لاحظنا أن العديد من تجار الجملة والتجزئة، عمدوا بعد الدخول المدرسي، إلى وضع تخفيضات جديدة عما كانت عليه خلال الأسابيع الأولى من الافتتاح، حيث تراوحت بين 15 و20 ٪، في محاولة لاستقطاب الأولياء لاقتناء ما يحتاجه لأطفالهم من أدوات مدرسية، خاصة أن السوق التضامني سيغلق أبوابه بعد أيام قليلة، فيما قام تجار آخرون بتقديم عروض تنافسية لحقائب كاملة تحوي كل مستلزمات الدراسة بأسعار تنافسية، حيث ذكر أحد تجار التجزئة، أنه رغم الزيادات التي عرفتها أسعار الأدوات المدرسية وخاصة الكراريس التي ارتفعت بأكثر من 200 ٪ بسبب غلاء أسعار الجملة وارتفاع أسعار الورق في السوق الدولية، إلا أن التجار بادروا بتقديم عروض تنافسية من أجل تمكين كل الأسر محدودة الدخل على وجه الخصوص، من اقتناء مستلزمات الدراسة لأطفالهم حتى تسود فرحة العودة إلى مقاعد الدراسة للجميع. ومن جهته، أكد أحد التجار أنه عمد رفقة زملائه خلال هذا الأسبوع الذي يُعد آخر أسبوع للسوق التضامني، إلى إبرام اتفاق معنوي بينهم، لعرض أسعار في متناول الجميع، من أجل مساعدة العائلات على مجابهة أعباء الدخول المدرسي لأبنائهم، من خلال تخفيضات أخرى، خاصة أن الأسر محدودة الدخل لم تقم إلى حد الآن، بشراء الأدوات المدرسية، في انتظار التخفيضات التي يقوم بها التجار. وحسب أحد زوار أجنحة سوق الرحمة، فإن الفرق طفيف جدا في الأسعار بالنسبة للعائلات من ذوي الدخل المحدود، الذين لديهم أكثر من 4 أبناء متمدرسين، حيث قال السيد عبد الغني، عون إداري بالبلدية، "من الصعب جدا تغطية نفقات الدخول المدرسي بالإضافة إلى الملابس، خاصة أن تكلفة الأدوات المدرسية لوحدها، قد تصل إلى 30 ألف دج...!"، فيما استحسن زوار المعرض الوفرة والتنوع، حيث لقيت هذه المبادرة استحسان أولياء آخرين، عبّروا عن ارتياحهم لتنوع المنتوجات سواء من علامة أجنبية معروفة، أو محلية، الأمر الذي سهل الاختيار، وهو ما لاحظناه، حيث أكدت لنا السيدة "ن. أمينة" أستاذة في الطور الابتدائي، أنها أعجبت بالمبادرة، خاصة أنها تدعم وتساعد الأولياء ذوي الدخل البسيط، متمنية أن تعمم على مدى الفصول الدراسية الثلاثة، لكون بعض الأدوات على غرار الكراريس والأقلام، تنفد في منتصف السنة. كما دعت الأستاذة زملاءها إلى وضع قائمة معقولة، تأخذ بعين الاعتبار القدرة الشرائية، لا سيما للعائلات محدودة الدخل. أما السيد فارس والذي وجدناه رفقة أبنائه الأربعة، فقال إنه تعمّد اقتناء مستلزمات أبنائه قبيل الدخول المدرسي بيوم فقط، بسبب التخفيضات التي يقوم بها التجار خلال الأيام الأخيرة، حيث أوضح أن الأسعار منخفضة رغم أنها ليست في متناول الجميع، إلا أنها تعرف مقارنة بباقي المحلات والمساحات التجارية لبيع اللوازم المدرسية، انخفاضا نسبيا، وهو ما سمح له بكسب الفارق، وتوفير بعض المال لاقتناء الكتب، التي تبقى، هي الأخرى، هاجسا، وتشكل تكاليف إضافية. ومن جهة أخرى، يشهد جناح الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، إقبالا محتشما، حيث أكد القائمون عليه، أن الاقبال كان كبيرا جدا خلال الأيام الأولى، مخافة عدم توفر الكتب، غير أن الديوان وفّر الكتب لجميع المستويات، من المستوى التحضيري إلى الثانوي. وحسب أولياء قابلناهم، فإن اقتناء الكتب مبكرا مهم لتجنب الاكتظاظ والتدافع في آخر لحظة، خصوصا مع الخوف من نفاد المخزون أو الحصة الموجهة للولاية، وهو أمر استبعده مسؤولون بالديوان، مؤكدين على وفرة الكتاب هذه السنة، خاصة مع فتح نقاط جديدة للبيع، وعدم تكرار الأخطاء التي وقعت الموسم الدراسي الماضي.