* اجتماع لجنة التعاون المشترك نهاية 2022 بهانوي * رئيس مجلس إدارة "فيتنام بتروليوم – بتروفيتنام" في الجزائر قريبا أكد سفير فيتنام لدى الجزائر، نغويان ثانث فينه، أن سياسة الإصلاح التي تنتهجها الجزائر لتنويع صادراتها خارج المحروقات، من شأنها خلق فرص للتعاون بين متعاملي البلدين، حيث أبرز اهتمام رجال الأعمال الفيتناميين لاستغلال فرص الشراكة في الجزائر، مشيرا في سياق متصل، إلى أنه سيتم، خلال الفترة القادمة، تبادل الزيارات لوفود البلدين في إطار اجتماع لجنة التعاون المشترك، المقرر عقدها نهاية العام الجاري في فيتنام. المساء: تحيي الجزائروفيتنام يوم 28 أكتوبر الجاري الذكرى ال60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ما هو تقييمكم للمراحل التي عرفتها هذه العلاقات؟ سفير فيتنام : تجمع فيتناموالجزائر علاقات صداقة تقليدية تعود إلى ما قبل استقلال الجزائر سنة 1962، وقد تطورت هذه العلاقات رغم الصعوبات التي واجهت كل دولة، فضلا عن تطورات وتحدّيات الوضع الدولي. كما مر البلدان بمراحل تاريخية متشابهة، تميزت بالدعم المتبادل للشعبين في النضال من أجل الاستقلال والتفرغ لمسيرة تنمية البلاد. وعلى مدى السنوات الستين الماضية، تطور التعاون بين البلدين وتوسع ليشمل العديد من المجالات، في ظل تبادل زعماء البلدين الزيارات، حتى في أصعب الفترات، حيث حافظا على التشاور مع دعم المواقف المشتركة في المحافل الدولية، على الرغم من التطورات المعقدة والمتوترة التي تحدث في المنطقة أو في العالم. كما التزم البلدان بدعم القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة، لا سيما فيما يخص احترام استقلال وسيادة وسلامة الدول وتسوية النزاعات بالطرق السلمية دون استخدام القوة، إذ وبناء على هذه المبادئ، ساهمت فيتناموالجزائر، بشكل إيجابي، في السلام والتنمية في كل منطقة وفي العالم. المساء: ترأس الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائري مناصفة مع نائب وزير الخارجية الفيتنامي، شهر ماي الماضي، الدورة الثالثة للمشاورات السياسية الجزائرية - الفيتنامية، برأيكم إلى أي مدى سيكون لهذه المشاورات دور في تأطير ورشات التعاون مع قرب انعقاد اللجنة المشتركة بين البلدين؟ وهل هناك زيارات لمسؤولين فيتناميين إلى الجزائر في الافق القريب؟ سفير فيتنام: فضلا عن الزيارات المتبادلة بين البلدين، وخاصة على المستوى العالي، فإن آليات التعاون القائمة مثل لجنة التعاون المشترك وجلسة التشاور السياسي بين وزارتي الخارجية، تعتبران دليلا على الصداقة التقليدية بين البلدين، فلجنة التعاون المشترك هي آلية للوزارات والهيئات ذات الصلة من كلا الطرفين لتبادل ومناقشة وكذا الاتفاق على خطط وإجراءات تعاون محدّدة في مجالات رئيسية مثل التجارة، التعليم، التدريب، النقل، العلوم والتكنولوجيا.. وغيرها. أما جلسة التشاور السياسي، فهي آلية للتبادل ومناقشة القضايا المشتركة بين وزارتي خارجية البلدين، حيث يمكن للطرفين، في إطار هذه الدورة، إبلاغ أو تبادل المعلومات حول التنمية الاجتماعية والاقتصادية لكل بلد، مع تسليط الضوء على الوضع الإقليمي الدولي وعلاقات كل بلد مع الشركاء الدوليين، إذ تتركز المهمة في هذا السياق، على إعطاء توجيهات في ظل السياسات الرئيسية المندرجة في إطار توطيد العلاقات الثنائية مستقبلا. سيتم خلال الفترة القادمة تبادل الزيارات لوفود البلدين، في إطار اجتماع لجنة التعاون المشترك المقرر عقدها نهاية العام الجاري في فيتنام بمشاركة السلطات المختصة في الجزائر، فضلا عن التعاون البرلماني. أما في قطاع النفط، فينتظر أن يزور رئيس مجلس إدارة مجموعة "فيتنام بتروليوم – بتروفيتنام" الجزائر لتعزيز التعاون في هذا المجال. ومقابل ذلك، آمل أن أستقبل وفودًا فيتنامية أخرى في مجالات الثقافة والفلاحة والتعليم لزيارة الجزائر، كما أجدّد ترحيبي بالوفود الجزائرية في فيتنام. المساء: قدّم مكتب التجارة الفيتنامي في الجزائر، خلال السنة الجارية، دليل الأعمال والاستثمار عن السوق الجزائرية لمساعدة الشركات الفيتنامية على فهم هذه السوق بشكل أفضل، هل لمستم الاهتمام من الطرف الفيتنامي لاستغلال فرص الشراكة التي توفرها الجزائر؟ وما هو حجم التبادل التجاري بين البلدين حاليا؟ سفير فيتنام: يعتبر دليل الأعمال والاستثمار في السوق الجزائرية جسرا، تستطيع من خلاله الشركات الفيتنامية والمتعاملون الاقتصاديون فهم إمكانيات السوق الجزائرية بشكل أفضل على أرض الواقع، خاصة وأن فرص الشراكة بين البلدين واعدة للغاية. وتحتل الجزائر حاليا المرتبة الرابعة إفريقيا بالنسبة للدول المستوردة من فيتنام، كما أنها أضحت واحدة من أهم شركائها على مستوى القارة، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية 190 مليون دولار أمريكي في عام 2019. غير أن وباء "كوفيد 19" أثّر على هذه المبادلات، ما أدى إلى انخفاض هذا الرقم إلى 153 مليون دولار أمريكي في عام 2021. وخلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2022، بلغت صادرات فيتنام إلى الجزائر 65,2 مليون دولار أمريكي أي بزيادة 17,6٪ مقارنة بنفس الفترة من عام 2021. ويجب الإقرار بأن التعاون الاقتصادي مازال لا يرقى الى مستوى العلاقات السياسية وإمكانيات بلدينا.بما أن الجزائر تنفذ سياسة إصلاحية لتنويع صادراتها خارج المحروقات، من خلال تعزيز قطاع المناجم وتطوير الفلاحة، فإنه من شأن هذه السياسة خلق فرص التعاون بين متعاملي البلدين، خاصة بالنسبة للذين لديهم خبرة كبيرة في استغلال قطاع المناجم وتحويل المنتجات الفلاحية، لاسيما في مجال تربية الأحياء المائية، وتصنيع المنتجات الاستهلاكية. من جهتها، تدعو هانوي الشركات الجزائرية للاستثمار في فيتنام التي تعد بوابة الأسواق الآسيوية، لا سيما بلدان رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي يبلغ عدد المستهلكين فيها 650 مليون مستهلك. من جانبنا، فإن المجالات التي تهم مستثمرينا تتمحور في استكشاف واستغلال النفط والغاز، المناجم، تجهيز الأغذية الزراعية وغيرها، وعليه، نأمل أن يسهم الإصلاح الاقتصادي الحالي في الجزائر في تشجيع رجال الأعمال الفيتناميين على الاستثمار في الجزائر، حتى يزدهر تعاوننا متعدّد الأبعاد. المساء: تلتزم الجزائروفيتنام بمبادئ الشرعية الدولية في دعم حركات التحرر وتصفية الاستعمار، ما تعليقكم حول الانسداد الذي تعرفه القضية الصحراوية؟ سفير فيتنام: أود أن أجدّد موقف فيتنام المؤيد لتسوية قضية الصحراء الغربية، من خلال المفاوضات السلمية بين الأطراف المعنية على أساس القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة، من أجل التوصل إلى تسوية عادلة ومرضية ومقبولة لجميع الأطراف المعنية لصالح السلام والتعاون والتنمية في المنطقة.