يبدو أن الاتحاد الدولي لكرة القدم راض إلى حد الآن، عن الحماس الشعبي الذي بلغه تنظيم كأس العالم في قطر، لاسيما أن الأرقام الرسمية التي كشفت عنها هذه الهيئة، أبانت بشكل واضح عن وجود حضور قوي للجمهور في مدرجات الملاعب التي تحتضن أطوار هذه الكأس، بل إن هذا الحضور فاق كل التوقعات، بعد التصريحات الاستفزازية التي كانت قد قللت من نسبة نجاح دورة قطر، والصادرة من دوائر رياضية معروفة بعدائها لتنظيم نهائيات كأس العالم في الدول العربية. ولا شك أن الأرقام القياسية التي كشف عنها الاتحاد الدولي لكرة القدم، حول نسبة حضور الجمهور في مباريات الدور الأول، تؤكد استمرار أطوار المنافسة ومتابعتها من طرف جمهور عريض، إذ أن الأرقام الرسمية التي كشفت عنها "الفيفا"، أكدت أن متوسط الحضور الإجمالي للمباريات، بلغ 94٪، مقارنة بسعة الملاعب المخصصة لاستضافة أطوار كأس العالم، ويقول الاتحاد الدولي في هذا الشأن، إنه تم بيع أكثر من ثلاثة ملايين تذكرة للبطولة، بعد أن مر الدور على جميع المنتخبات الاثنين والثلاثين المشاركة في المنافسة، مؤكدا أن أعلى نسبة حضور الجمهور في الدور الأول شهدها ملعب "لوسيل"، بمناسبة اللقاء بين منتخبي البرازيل وصربيا، التي تابعها على المدرجات 88103 من المتفرجين، حيث انتهت تلك المواجهة بانتصار البرازيل على خصمه الصربي بنتيجة (2-0). كما استدل الاتحاد الدولي لكرة القدم في تقييمه للنجاح الشعبي الذي تعرفه دورة كأس العالم 2022، بمشاركة 98 ألف متفرج على مدار اليوم الواحد، خلال المهرجان الشعبي المخصص للمشجعين في حديقة البدع بالدوحة. كان الاتحاد الدولي لكرة القدم، قد قدم في وقت سابق، توضيحات حول القدرات الرسمية ومتطلبات البطولة لكل من الملاعب الثمانية، التي تستضيف مباريات النسخة الثانية والعشرين من مونديال قطر. وبالفعل، تأكد الاتحاد الدولي لهذه الرياضة الأكثر شعبية في العالم، من أن سعة الملعب حديث الطراز، تتماشى مع كل هذه المتطلبات التي قدمتها "الفيفا"، لا بل هي أعلى. وبما أن الاتحاد الدولي لكرة القدم، يشترط أن تكون في الملاعب التي تستضيف المباريات النهائية والافتتاحية ونصف النهائية، ثمانون وستون ألف متفرج على التوالي، يمكن أن يستوعب ملعب لوسيل 88.966 متفرج، بينما يتسع ملعب البيت لاستقبال 68895 متفرج. وبهذه الأرقام التي قدمتها الاتحاد الدولي لكرة القدم، تكون قطر قد دحضت المواقف والآراء الرافضة لتنظيم كأس العالم 2022 في هذا البلد، الذي أكد استعداد من كل الجوانب لاستضافة هذا الحفل الرياضي العالمي، وتخصيص لنجاحه كل الإمكانيات المادية واللوجستية والمنشآتية التي تضمن النجاح الباهر.