أكد الخبير الاقتصادي عبد الرحمان مبتول، أن قرار الجزائر الانضمام إلى مجموعة "بريكس" يعد خيارا استراتيجيا"، مؤكدا قدرتها على لعب دور فعال داخل هذه المجموعة، شريطة تسريع الإصلاحات الاقتصادية ومضاعفة الناتج المحلي الخام وانتهاج حوكمة جديدة والتحكم في التقنيات الجديدة وتأسيس شركات قادرة على المنافسة الدولية. وأقرمبتولفيمساهمة بعنوان "الجزائر وثقل دول "البريكس" في إعادة تشكيل النظام العالمي"، بصواب خيار الجزائر، الانضمام إلى هذه المجموعة، بالنظر إلى ما تمثله من الناحيتين الأمنية والاقتصادية على المستوى العالمي. وبرّر الخبير مبتول مقاربته بكون ثلاث قوى نووية عالمية توجد ضمن هذه المجموعة ممثلة في الصينوالهند وروسيا، كمأ أنها تضم 45% من إجمالي سكان العالم حاليا ضمن نسبة مرشحة لأن تصل إلى 50 من المائة خلال بضع سنوات، ما يجعلها ذات تأثير كبير على نمو الاقتصاد العالمي. وأشار بالأرقام، إلى أن المجموعة المكونة من خمس دول، اقتسمت جزءا هاما من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2021 على النحو التالي حيث بلغ الناتج المحلي للبرازيل مبلغ 1608 مليار دولار وروسيا 1750 مليار دولار بينما بلغ الناتج المحلي في الهند 3250 مليار دولار وحطمت الصين الرقم القياسي ب18460 مليار دولار وجنوب إفريقيا ب 420 مليار دولار. وقال مبتول إن الصين تبقى الفاعل الأقوى في المجموعة، مؤكدا أن الاستراتيجية الصينية الخاصة بخطة طريق الحرير ومساعيها لصالح تعزيز قوة "بريكس" يمكن الصين من لعب دور ريادي، مذكرا بأن هذا المشروع يهدف إلى ربط أوروبا الشرقية وغرب آسيا من خلال شبكة واسعة من البنى التحتية والطرق والسكك الحديدية وخطوط الأنابيب وكابلات الألياف الضوئية ومحطات الموانئ التي ستربط القارات الثلاث برا وبحرا ، حيث "ستؤدي جميع الطرق إلى بكين"، مثلما قال، وهو ما يفسر التوترات الأخيرة بين الصين والولايات المتحدةالأمريكية. وشدّد مبتول على أن العالم يشهد "اضطرابا عميقا في النظام الاقتصادي والجيو سياسي العالمي"، حيث تغيرت تجارة الطاقة وعاد التضخم مرة أخرى مع أزمة غذاء حادة عرفتها مختلف بلدان العالم مع إعادة تشكيل سلاسل التوريد وتفكك شبكات الدفع"، ما يدفع إلى إعادة تشكيل القوى العالمية بأفق جديدة.