أمر رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس، الحكومة بتقليص آجال إنجاز مشاريع خطوط السكك الحديدية بين عنابة وبلاد الهدبة بتبسة، وبين بشار وغار جبيلات بتندوف، مشدّدا على ضرورة إنجازها بمعايير دولية، حيث رفض كل الآجال البعيدة المدى المدرجة في هذا السياق . وأمر الرئيس تبون خلال اجتماع مجلس الوزراء الذي خصص حيزا لملف تطوير المشاريع الصناعية الكبرى المهيكلة لقطاع الطاقة والمناجم، بإنجاز هذه الخطوط بمعايير دولية وبأسرع وقت بالشراكة مع شركات عالمية، تدفع لمضاعفة قدرات الإنتاج وتحويلها، مراعاة للضرورة الاقتصادية الثقيلة للمشروعين. وأسدى في هذا الصدد تعليمات تقضي ب«الجمع بين التهيئة والاستغلال في الوقت نفسه، بخصوص مختلف الأشغال، لاستكمال استغلال منجم غار جبيلات"، في حين أمر رئيس الجمهورية أيضا ب«فتح المجال أمام المؤسسات الناشئة، للمشاركة في مختلف المشاريع ذات الطابع المنجمي". تجدر الاشارة إلى أن مشروع الفوسفات المدمج، الذي يشمل تطوير واستغلال منجم الفوسفات في بلاد الهدبة بمنطقة جبل العنق بولاية تبسة والتحويل الكيميائي للفوسفات بوادي الكبريت بولاية سوق أهراس وصناعة الأسمدة بحجر السود بولاية سكيكدة، إلى جانب المنشآت المينائية المخصصة المتواجدة بميناء عنابة، من شأنه أن يجعل من الجزائر إحدى الدول الرئيسية المصدرة للأسمدة. ويعد منجم الحديد غار اجبيلات بولاية تندوف واحدا من أكبر المناجم في العالم، حيث تقدر احتياطاته بأكثر من 3 مليار طن، منها 1,7 مليار طن قابلة للاستغلال حسب التقديرات. وتم شهر جويلية الماضي، إطلاق أشغال استغلال المنجم الذي تتراوح طاقة إنتاجه في مرحلة أولى "2022-2025" ما بين 2 إلى 3 ملايين طن من خام الحديد، قبل رفعها الى ما بين 40 و50 مليون طن سنويا بحلول سنة2026 ، وفق تقديرات المؤسسة الوطنية للحديد والصلب "فيرال". وتطمح الجزائر من خلال هذه المشاريع إلى تطوير قطاعها المنجمي الوطني ضمن مساعيها لتسريع عملية تنويع اقتصادها، موازاة مع تطوير شبكة خطوط السكك الحديدية وتمديدها لفك العزلة عن المناطق الداخلية والصحراوية، في مسعى لنقل الثروات المعدنية إلى الشمال وبعث مشاريع استثمارية في الجنوب الكبير. وكان رئيس الجمهورية قد أكد في وقت سابق على ضرورة الإسراع في هذا المسعى بهدف الوصول إلى ربط وطني شامل بالسكك الحديدية ووصل الشمال بالجنوب وتسهيل النقل للمتعاملين الاقتصاديين، على أن يكون ذلك أولوية قصوى . وتتوفر الجزائر حاليا، وفق أرقام رسمية، على شبكة سكك حديدية بطول 4200 كلم ومن المرتقب أن تصل إلى نحو 12500 كلم في آفاق 2030 بفضل ورشات ضخمة أطلقت لإنجاز خطوط جديدة وعصرنة أخرى، لا سيما في الهضاب العليا والجنوب الكبير وهي مناطق غابت عنها مشاريع كهذه لفترة طويلة.