❊ احتياطات نفطية وغازية كبيرة لا تزال غير مكتشفة ❊ استحداث أكثر من 30 ألف منصب شغل في القطاع المنجمي ❊ الجزائر أثبتت وفاءها بالتزامات إمداد الأسواق العالمية بالطاقة أبرز الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمن، الخميس، أهمية القرار السيادي والتاريخي المتعلق بتأميم المحروقات، مشيرا إلى أن هذا الأخير سمح للجزائر ببسط سيادتها على حقولها النفطية والغازية ومنشآت النقل بالأنابيب واستغلال مداخيلها من أجل تمويل مشاريع التنمية. أكد الوزير الأول في كلمته خلال إشرافه، على إحياء الذكرى المزدوجة لتأميم المحروقات وتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتدشين محطة الفصل والضغط بحاسي قطارة، في إطار زيارة إلى حاسي مسعود، أن إطارات و عمال قطاع الطاقة رفعوا التحدي عقب تأميم المحروقات التاريخي، من خلال ضمان استمراريةَ تشغيل المنشآت والإنتاج بعد مغادرة الأجانب، والعمل على تطوير البحث والاستكشاف لتعزيز إنتاج الجزائر من المحروقات، والتطلع لتطوير هذا القطاع. وأكد أن قرار تأميم المحروقات التاريخي، سمح للجزائر ببسط سيادتها على حقولها النفطية والغازية ومنشآت النقل بالأنابيب، واستغلال مداخيلها من أجل تمويل مشاريع التنمية في القطاعات الأساسية، مثل التعليم والصحة والبنية التحتية والتكنولوجيا واستخدامها لمصلحة الشعب ،مشيرا الى أن الإنجازات المحققة في القطاع، كانت إيجابية، إذ استطاعت الجزائر، بسواعد أبناءها، إقامة قاعدة نفطية وغازية تضاهي نظيراتها من الدول المصدرة للمحروقات، بفضل المنشآت الصناعية الكبيرة التي تحوزها في مجال تكرير النفط والصناعات البتروكيماوية والنقل بالأنابيب، وكذا التصدير، "سواء بواسطة الأنابيب التي تربط بلادنا ببلدان الضفة الشمالية لحوض المتوسط، أو من خلال ناقلات الغاز الطبيعي المسال". وأشار بن عبد الرحمان، إلى أن تلك الجهود أفضت الى استغلال أكثر من 620 حقل للنفط والغاز، وتعزيز الإنتاج الوطني من المحروقات الذي زاد بأكثر من ثلاث مرات منذ ذكرى تأميم المحروقات، ليصل اليوم، حسبه، إلى حوالي 200 مليون طن معادل نفط، لاسيما الغاز الطبيعي، مما ساهم في تعزيز دور الجزائر كفاعل رئيسي على الساحة الدولية، إلى جانب تغطية احتياجات السوق الداخلية من المواد الطاقوية . وأكد أن إطارات القطاع وعماله قادرون بفضل ما اكتسبوه من خبرة وتجربة، على مواجهة التحديات، وتجديد احتياطاتنا البترولية والغازية، وتطوير مشاريع الصناعة التحويلية، وتثمينها للمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وذكر بأن الجزائر تحتفل بالذكرى 52 لتأميم المحروقات في ظل ظرف خاص يَتَسم بتطورات متعددة، اقتصادية، وطاقوية وجيوسياسية، حيث أصبحت مسألة الطاقة تتصدر المشهد الدولي، بصفتها أحد المحركات الرئيسية لتنمية اقتصاديات البلدان. الجزائر تلعب دورا هاما في المشهد الطاقوي العالمي وأبرز بن عبد الرحمان أن الجزائر تمتلك قدرات هائلة في مجال الطاقة، مكنتها من تبوء مكانة مرموقة، كونها أكبر منتج للغاز الطبيعي في إفريقيا والمورد الثالث للغاز الطبيعي إلى أوروبا، التي تعد بدورها أهم سوق للغاز الجزائري. وأضاف لقد برهنت الجزائر في ظل الظروف الجيوسياسية الراهنة، وخاصة في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية، على دورها المركزي في الوفاء بالتزاماتها من أجل إمداد الأسواق العالمية بالطاقة، حيث عملت على الرفع من صادراتها من الغاز الطبيعي وتغطية حاجيات السوق الدولية، وخاصة الأوروبية، توازيا مع رفع كمية الغاز المصدر على المدى المتوسط، والبحث عن أسواق جديدة، مشيرا إلى أن الجزائر تتوفر على إمكانات كبيرة من حيث الاحتياطات النفطية والغازية، غير أنها لا تزال غير مستكشفة نسبيا، موضحا أن قانون المحروقات الجديد من شأنه مضاعفة فرص إطلاق مشاريع الاستكشاف خاصة مع الشراكة الأجنبية. وشدد الوزير الأول على أن معركة جيل اليوم هي معركة تحقيق الأمن والانتقال الطاقوي للجزائر، تكملة لنضال الأسلاف، من أجل بسط السيادة الوطنية على الثروات الطبيعية، مجددا دعوة الجزائر لكل الشركات والمتعاملين في قطاع المحروقات، وطنين كانوا أم أجانب، لاغتنام فرص الاستثمار المتاحة. وكشف بن عبد الرحمان، أن القدرة الإنتاجية وصلت في سنة 2022، إلى 26 جيغاواط وبلغت نسبة توصيل البيوت بالطاقة، 99 من المائة بالنسبة للكهرباء و65 من المائة بالنسبة للغاز، وهي نسبة تعتبر من أعلى النسب في المنطقة وفي العالم. تنويع الصادرات خارج المحروقات أولوية قصوى وذكر الوزير الأول أن تطوير قطاع المناجم من أولويات الدولة، بالنظر إلى إمكاناتها المنجمية على غرار مناجم الحديد والزنك والفوسفات، حيث عرفت هذه السنة، البداية الفعلية لاستغلال منجم غار اجبيلات، "وهي قدرات من شأنها أن تساعد في تقليل اعتمادنا على الواردات، وخلق الثروة، وتنويع الصادرات خارج المحروقات واستحداث أكثر من 30 ألف منصب شغل جديد، فيما اعتبر التحدي الأكبر الذي يتم العمل على تحقيقه، هو تنويع الاقتصاد في المستقبل والخروج من تبعية المحروقات. وأشار إلى تبني ورقة طريق لتطوير الهيدروجين، بما في ذلك الهيدروجين الأخضر، من أجل تحقيق الاندماج الكامل في الديناميكية العالمية المرتبطة بالانتقال الطاقوي والبيئي، بالإضافة إلى العمل على إعادة بناء نموذج طاقوي جديد وفعّال.