لم تبق سوى أيام قليلة تفصلنا عن حلول ضيف كريم، ألا وهو شهر رمضان المعظم؛ إذ تسارعت التحضيرات له في أسواق مناطق الشرق الجزائري، على غرار ولايتي ميلة وبرج بوعريريج اللتين تشهدان حركة غير معهودة هذه الأيام، إلى درجة عودة التجارة الفوضوية لاحتلال كل الأمكنة والأرصفة، خاصة من بائعي أواني المطبخ، والتي تلقى إقبالا كبيرا من قبل ربات البيوت، اللائي شرعن، كذلك، في شراء الفواكه وتجفيفها؛ خوفا من ارتفاع الأسعار خلال الشهر الفضيل كما يحصل كل سنة. ولمعرفة كيف تحضّر السيدات للشهر الفضيل، استطلعت "المساء" الأجواء بهاتين الولايتين. غزت، منذ أيام قليلة، سيدات برج بوعريريج وميلة كل أسواق الخضر والتوابل من أجل شراء ما يلزمهن؛ تحسبا لشهر رمضان. وخلال زيارة "المساء" بعض المحلات والأسواق بالولايتين، تحدثت مع بعض السيدات، اللواتي أجمعن على أنهن يقصدن هذه الأماكن من أجل شراء ما يلزم؛ حيث أكدت إحدى السيدات أنها تقوم باختيار التوابل المناسبة؛ لأن لكل طبق توابله الخاصة به؛ ف "طاجين الحلو" له توابله، و"طاجين الزيتون" له توابله الخاصة، و"شربه الفريك" كذلك... حيلة أخرى قامت بها السيدات من أجل مواجهة ارتفاع أسعار الخضر والفواكه خاصة خلال الأيام الأولى من شهر رمضان حيث تتضاعف عما كانت عليه من قبل، وهي تجميد أو تخزين الخضر في الثلاجة؛ على غرار الطماطم، والفلفل الأخضر، والقرعة، والفول وغيرها.وذكرت إحدى السيدات أنها قامت بشراء كميات معتبرة من الخضر والفواكه وتخزينها. كما قامت بعصر الطماطم، وتحويلها إلى صلصة جاهزة، جمّدتها لتكون متوفرة، مباشرة، للطهي خلال رمضان. وكذلك الأمر بالنسبة للبصل، "خصوصا أن أسعاره تلتهب مع كل موسم صيام جديد"، قالت. وقالت موظفة إن الوقت لا يسمح لها بتحضير كل شيء أثناء عودتها إلى المنزل متأخرة من العمل، فقامت بتجفيف الطماطم والفول والثوم؛ من أجل مواجهة الغلاء، وإعادة استعمالها في شهر رمضان. مواقع الطبخ ترشد السيدات إلى أفكار ومقترحات وخلال جولة "المساء" بسوق بومزراق بولاية برج بوعريريج، التقت بعض السيدات، اللواتي أكدن أنهن استفدن كثيرا من قنوات الطبخ، ومواقع الطبخ أو مواقع التواصل الاجتماعي؛ على غرار فايسبوك، التي تنشر أفكارا ومقترحات وطرقا جديدة قبل حلول شهر رمضان المعظم، والتي تخص تجميد الأطعمة، وإعادة استغلالها لاحقا بما في ذلك اللحوم والدجاج والخضر.وقالت سيدة إنها تعلمت طرقا مبتكرة لحفظ الأطعمة، من بينها تمليح الليمون وتجفيفه للاحتفاظ به، وتخليل الخضروات؛ على غرار الفلفل الأخضر الحلو، والفلفل الحار، واللفت، والجزر، والزيتون، والشمندر، وعصر الليمون، وتجميده في مكعبات التجميد الخاصة بالثلاجة، واستعماله لاحقا. تهافت غير مسبوق على الأواني المنزلية حمّى رمضان هذه السنة اجتاحت السيدات قبل أوانها، خاصة ما تعلق بالأواني المنزلية؛ حيث انتعشت، بالموازاة مع ذلك، التجارة الفوضوية في بيع الأواني المنزلية عبر الأرصفة والطرقات. ولاحظت "المساء"، في هذا الشأن، أن السيدات البرايجيات والميليات يتهافتن على شراء الأواني المنزلية بمختلف أنواعها.وعند الحديث مع إحداهن عن سبب هذا التهافت، أكدت أن الأواني المنزلية لما يتم وضعها على مائدة الإفطار، تلعب دورا في فتح الشهية، في حين أكدت سيدة أخرى أن شراء الأواني المنزلية قبل شهر رمضان، هو عادة بالنسبة لها ليس إلا، وأنها اعتادت أن تشتري قبل حلول هذا الشهر، أواني جديدة. وفي ذات السياق قالت أخرى إنها تستغل فرصة التجارة الفوضوية لشراء أواني جديدة بأسعار تقل عن ثمنها في المحلات. وأرجعت سيدات أخريات إقبال النسوة على الأواني، إلى هوسهن بالأواني التي يتم عرضها بقنوات الطبخ. كما قالت السيدة (ق. ب): "أنا مدمنة على شراء الأواني بسبب قنوات الطبخ". أما سيدة أخرى فأكدت ل"المساء" أنها تعشق تلك الصور التي تنشرها ربات البيوت لمطابخهن على صفحات فيسبوك؛ لذلك تعمد في كل مرة، إلى شراء أواني جديدة لتضيفها إلى مجموعتها، خاصة أنها من السيدات اللواتي يحببن نشر صور موائدهن في مجموعات الطبخ، ويهمها أن تكون المائدة مثالية، وأوانيها جميلة وعصرية. وسلّطت "المساء" الضوء على موقف الرجال في الموضوع، فقال السيد (ن.ك) بأن الأمر مبالَغ فيه كثيرا من طرف السيدات، اللواتي يتهافتن على الأواني وكأنهن لا يملكن صحنا واحدا ببيوتهن! وبين هذا وذاك يبقى الشهر الفضيل فرصة للعبادة والتقرب إلى الله عز وجل بالأعمال الحسنة.