تسهم مدرسة القيادة والأركان "الشهيد سي الحواس" بتمنفوست، شرق العاصمة، في تكوين قادة عسكريين مؤهلين لقيادة العمليات العسكرية وتولي المسؤوليات المنوطة بهم عبر مختلف وحدات الجيش الوطني الشعبي، خاصة في ظل الوضع الجيوسياسي الراهن، وما يتطلبه من جاهزية عالية لمواجهة أي تحد، لاسيما ونحن في عصر حروب الجيل الخامس، المتّسم بالتهديدات السيبرانية والاختراق الأمني والهجمات الإلكترونية. فتحت مدرسة القيادة والأركان، أمس، أبوابها لممثلي وسائل الإعلام الوطنية، لثاني مرة، في إطار مخطط الاتصال لقيادة القوات البرية لسنة 2022 - 2023، قصد تعريف الجمهور بهذا الصرح التكويني العسكري الحساس، وترقية العلاقة مع وسائل الإعلام الوطنية، كونها همزة وصل بين المؤسسة العسكرية والمجتمع. وسمحت الزيارة للصحافيين بالوقوف على مدى تطوّر وعصرنة جاهزية الجيش الوطني الشعبي والمجهودات التي قطعت أشواطا معتبرة في الاحترافية، سواء في التكوين أو الميدان القتالي. وأكد اللواء محمد عمر، قائد المدرسة على أهمية دور وسائل الإعلام في تنوير الرأي العام بالأشواط التطويرية المميزة، التي قطعها الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، في مختلف الميادين، خاصة ما تعلق بإعداد قادة عسكريين مؤهلين لقيادة العمليات العسكرية وتولي المسؤوليات المنوطة بهم عبر مختلف وحدات الجيش الوطني الشعبي، مشيرا إلى أن هذا الصرح التكويني عالي المستوى، يختار إطاراته بعناية كبيرة، حيث يترشح له خيرة الضباط الذين أنهوا تكوينهم العسكري والعلمي بشرشال، واشتغلوا لأكثر من 3 سنوات بإحدى الوحدات القتالية، ثم يجتازون مسابقة تأهيلية للقيام بدورة القيادة. كما ذكر اللواء بأن المدرسة تضمن تكوينا نوعيا يتماشى ومتطلبات الدفاع والأمن الوطني وفق المناهج المعتمدة في كبريات المدارس العسكرية العالمية، وجعلها في مقدمة المدارس العسكرية من خلال السهر والدعم الكبير الذي توليه القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، من خلال تسخير كل الإمكانيات المادية والبشرية والبيداغوجية، ما جعل هذه القلعة التكونية نموذجا يحتذى به في التكوين العالي العسكري والعلمي، وقبلة لضباط متربصين من مختلف الدول الشقيقة والصديقة. وطاف ممثلو وسائل الإعلام الوطنية بمختلف مرافق وأجنحة المدرسة، من قاعات الدراسة ومخابر اللغات والإعلام الآلي بالإضافة إلى مركز التدريب والمحاكاة، الذي يضم قاعة التأمين الهندسي وقاعة الإسناد الناري وقاعة الاستطلاع والجيوش الأجنبية وقاعة تنظيم الاتصال وغيرها من التخصّصات والبرامج التكوينية عالية الدقة، كفيلة بتخريج إطارات قادرة على تأمين التراب الوطني من أي تهديد ومواجهة أي تحديات والعمل في كل الظروف. للإشارة فإن مدة التكوين بمدرسة القيادة والأركان، هي سنة واحدة، يتوّج الضابط المتخرج، بعد النجاح في الامتحان النهائي، بشهادة دروس القيادة والأركان. وتستقبل المدرسة حاليا إطار التكوين متربصين من 10 دول شقيقة وصديقة.