طالبت هيئات ومنظمات مغربية ودولية بفتح تحقيق فوري لواقعة استباحة المحزن للحرم الجامعي على اثر قمع ملتقى طلابي بجامعة الدار البيضاء، ووصفتها بأنها "سابقة خطيرة" تمثل فصلا جديدا من فصول تسلط واستبداد السلطات المخزنية. في ردود الفعل على هذه الواقعة الخطيرة، قال المرصد الأورو- متوسطي لحقوق الإنسان ومنظمة "إفدي" الدولية إن "استخدام قوات الأمن المغربية العنف المفرط لمنع إقامة نشاط طلابي بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء غير مبرر ويعكس مستوى عاليا من القمع الأمني وتقويض الحريات". وقالت المنظمتان في بيان صحافي مشترك إنهما تابعتا "بقلق كبير اقتحام قوات الشرطة المغربية الأسبوع الماضي حرم جامعة الحسن الثاني والاعتداء العنيف على مئات الطلاب بالهراوات وخاصة الأجزاء العلوية من الجسد، إضافة إلى سحل بعض الطلاب والإساءة لهم لفظيا بعبارات مشينة". وأكدتا أن اقتحام الجامعة وقمع الطلاب على هذا النحو يمثل "انتهاكا لحرمة الجامعة ويعكس استهتارا واضحا من السلطات المغربية بالحقوق الدستورية الأصيلة للأفراد". ودعت المنظمتان السلطات المغربية إلى فتح تحقيق فوري في الاعتداءات العنيفة على الطلاب وتحديد ومحاسبة جميع المسؤولين عن تلك الممارسات، خاصة من أصدر الأوامر فضلا عن إجراء مراجعة شاملة للسياسة الأمنية تجاه النشاطات السلمية. كما حثت المنظمتان السلطات المغربية على "احترام حق جميع الأفراد بما في ذلك الطلاب في تنظيم الأنشطة الثقافية والنقابية وممارسة حقهم في التجمع السلمي والتعبير عن الرأي باستخدام مختلف الأدوات السلمية المشروعة والكف عن جميع الإجراءات التي قد تؤدي إلى تقييد ممارسة الأفراد لحقوقهم المكفولة ولا سيما تلك المتعلقة بالحريات". وفي سياق متصل، ندّد الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا في بيان له بالتدنيس الذي طال الحرم الجامعي بالمغرب، في الوقت الذي يجب أن يبقى فيه هذا الأخير فضاء للحرية والإبداع وميدانا للنقاش والحوار "لا ثكنات عسكرية تدنسها أحذية الشرطة"، مستنكرا "القمع والتنكيل الذي تعرض له زملاؤهم في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وذلك أثناء ممارستهم لحقهم المشروع في تنظيم الأنشطة الطلابية". كما اعتبر الاتحاد أن "إيقاف الدراسة ببعض الكليات من أجل منع الطلبة من التفاعل مع زملائهم في الملتقى تعد كبير على الحريات الفردية والجماعية داخل الجامعة"، معبرا عن تضامنه المطلق. وأدانت عدة هيئات ومنظمات مغربية تلك الواقعة الخطيرة على غرار الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة ومنظمة التجديد الطلابي. كما أدان المكتب الوطني لطلبة جماعة العدل والإحسان ما وصفه ب "المجزرة الوحشية" التي تعرض لها مناضلو الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. واعتبر الفصيل الطلابي في بيانه أن "التضييق والمنع والقمع في حق الاتحاد ليس معزولا"، مضيفا أن الحادثة "استمرار لسياسة ممنهجة تروم الزحف على مكتسبات الحركة الطلابية والتضييق عليها ومحاولة إخراج صوتها".