يضع يونس طاولته لبيع أنواع الزيتون في مدخل سوق تيجلابين، وبحيوية كبيرة تجده يزن من هذا النوع أو ذاك، إرضاء لأذواق زبائنه، حيث يعرض قرابة 16 نوعا مختلفا يصرف من 20 دج إلى 300 دج، حسب رغبة الزبون.. في رمضان يزداد الطلب، ويزداد معه ضغط العمل، خاصة أن ساعات العرض في الأسواق، خلال هذا الشهر الفضيل، تبدأ وقت السحور وتطول قليلا عما هو متعارف عليه باقي أيام السنة. حدثنا يونس، بائع الزيتون في سوق تيجلابين، عن عمله اليومي هذا، فقال إنه يمارسه منذ قرابة 20 سنة، حيث التحق بخاله الطيب، كان من جهته يبيع الزيتون في الأسواق الشعبية في نهاية تسعينيات القرن الماضي. وقال إن عمله كان يقتصر على ملء أكياس بكمية من الزيتون من نوع "العوام"، وهو نوع من الزيتون أسود اللون، يتم تحضيره في البيوت بطريقة تقليدية، ويبقى من أكثر الأنواع طلبا على مدار السنة، وليس فقط خلال رمضان، يقول محدثنا، مشيرا إلى أنه كان يأخذ أجرا يوميا ب5 دنانير عن كل كيس بوزن رطل يبيعه من خاله، الذي أمضى معه 7 سنوات، تلقى فيها أبجديات العمل، كما ينبغي، إلى أن استقل يونس بطاولته الخاصة لبيع أنواع الزيتون في 2004..وهو إلى اليوم، يمارس نفس المهنة، وصار يدرك أنواع الزيتون التي تصل إلى قرابة 16 نوعا مختلفا في الشكل والحجم والمذاق كذلك.. يقول يونس، إن من أكثر أنواع الزيتون طلبا، هناك "السيقواز" و«العوام" و«دون عظم" وأيضا "الفيولي" و"الخضرا"، وكذلك نوع يسمى "سفيانة"، يمتاز بحبة كبيرة الحجم، وهناك أيضا "الكاسي" أي المقطع إلى أجزاء ومخلوط بقليل من الجزر والفلفل الأخضر، ويمتاز بمذاقه اللاذع، هناك نوع آخر أيضا يمسى "الكاسي روج"، ويمتاز هذا النوع بخلط حبات الزيتون المائل لونه إلى الاحمرار في الزيت والقليل من الهريسة... يضاف إلى هذه الأنواع، حبات "الكورنيشون" والفطر المقطع، إذ عادة ما تباع هذه الأخيرة مع أنواع الزيتون، كونها من المواد التي تحضر بنفس طريقة تحضير الزيتون، حيث أنها ترقّد غالبا في الماء أو الزيت، وتباع بكميات قليلة بالميزان.. يعتبر يونس شهر رمضان من أحب الشهور عنده خلال السنة، حيث يمتاز اليوم الرمضاني بحيوية ونشاط كبيرين...الصعوبة الوحيدة لديه، تكمن في الظفر بنفس المكان طيلة شهر، حيث أن الأماكن في الأسواق الشعبية تخضع لمنطق الأولوية للأول، لذلك فإن يومه يبدأ وقت السحور، أي عند الرابعة فجرا، حيث يقصد السوق سواء في تيجلابين أو الثنية أو أي سوق أسبوعي آخر قادما من قرية دباغة في بلدية بني عمران.. وهكذا. أحسن يوم يصرف فيه قرابة 50 كلغ من الزيتون الأخضر دون عظم، حيث كثيرا ما تقتنيه ربات البيوت لتحضير "طاجين الزيتون"، وكذا 20 كلغ من "السيقواز" أو "الاكحل"، أما باقي الأنواع، فيبيع منها ما بين 2 و5 كلغ في اليوم، حيث يشتري الزبائن كميات مختلفة، تتراوح ما بين 20 دج و300 دج، حسب الحاجة والقدرة الشرائية كذلك... أما عن أنواع الزيتون التي يعرضها للبيع، فيقول يونس، إنه يقتنيها من سوق الجملة للمواد الغذائية بالحلايمية في بلدية بودواو.. وأغلب الأنواع يتم جلبها من سيق، كما يؤكد أن أسعار الكيلوغرام قد عرفت منحى تصاعديا خلال السنوات الأخيرة، حيث كان الكيلوغرام الواحد يباع ب120 دج، لاسيما النوع الأخضر دون عظم، ليصبح اليوم يناهز 400 دج، بينما كان سعر 1 كلغ للنوع الاكحل "السيقواز" يقدر ب60 دج، ليصبح اليوم 220 دج، وهو ما يعكس أن ارتفاع الأسعار، قد مست كل مناحي الحياة اليومية للمواطن، خاتما بوقله: "إلا أنني لم أفشل يوما. وأمارس نفس المهنة منذ 20 سنة، وبها أصرف على أولادي ولم أركن يوما للبطالة أو فكرت في الهجرة... "الخدمة مليحة كيفما كانت"، يختم يونس بائع أنواع الزيتون حديثه إلى "المساء".