لم تتسع ساحة المركزية النقابية بأول ماي أمس للحشود البشرية التي توافدت عليها تباعا بغية الاستفادة من التخفيضات الكبيرة في أسعار مختلف السلع والمنتجات الغذائية، وهي الفرصة المتجددة كل عام لاكتشاف جودة المنتجات المحلية التي لطالما غابت في المراكز والمحلات التجارية. "الشروق" تنقلت للسوق التضامنية في يومه الأول وتجوّلت رفقة المستهلكين ورصدت انطباعاتهم. وصلنا السوق التضامنية في منتصف النهار و30 دقيقة وبالرغم من التواجد الأمني الكبير عند مدخلها والطريق المؤدية إليها، إلا أن هذا لم يمنع الازدحام، فبعض المواطنين قدموا على متن مركباتهم وآخرون فضلوا التنقل في الميترو كحل أفضل واختصار للوقت. داخل الساحة اصطف عشرات المواطنين في شكل طوابير طويلة أمام شاحنات بيع الحليب، تدافع وصراخ وأصوات تعلو في كل مرة احتجاجا على طول انتظارهم في الطابور، يحكي لنا أحد المسنين: لقد مرت قرابة 30 دقيقة وأنا أنتظر دوري ولكنه لم يحن بعد فالجميع يتدافعون لشراء الحليب، هناك من أخذ 8 أكياس ليضيف وليس من الممكن انتظار فتح الشاحنة الثانية فكما ترين الطابور عندها مكتمل قبل أن تفتح أبوابها. نفس الزحام تكرّر أمام منتجات "سفينة"، الجميع يرغب في الاستفادة من عروضها الرمضانية ففرينة 10 كلغ تباع ب 500دج، السميد 1 كلغ بسعر 70 دج، فرينة 5 كلغ ب 250 دج يقول البائع: مرت حوالي ساعتين على الافتتاح بعنا أعدادا كبيرة خصوصا من "باك رمضان" وهو عبارة عن 3 علب من الكسكس بسعر 330 دج وواحد مجانا، أما بالنسبة للعجائن ف 4 علب ب 180 دج وواحد مجانا. أما شركة "أقروديف ديكوبا" العمومية فقدمت عروضا مميزة دفعت عديد المواطنين لشراء كميات كبيرة من القهوة ذات وزن 250 غ بسعر 165 دج، خميرة العجين الحجم الكبير 185 دج والكسكس سيد موائد السحور في رمضان فسعره 85 دج. وكشف العامل في المحل عن سر التوافد على شراء قهوتهم وهو اعتمادهم على حبوب قهوة من دون إضافة سكر لتكون الرائحة المنتشرة أهم عامل لجلب الزبائن. أحد الشيوخ اقتنى 3 كلغ من الكسكس المتوسط قال لنا: السعر مناسب جدا وبإمكان جميع المواطنين اقتناءه فالكسكس ضروري وأساسي في الشهر الفضيل يستحيل الاستغناء عنه.
زحام وتدافع على الأواني، المناديل الورقية ومواد التنظيف وما شدّ أنظارنا خلال جولتنا في السوق هو الإنزال البشري على القسم المخصص للأواني، فالأسعار المنخفضة جدا جعلت المواطنين والمواطنات على حد سواء يشترون العلب "الكرتونة" كاملة، فسعر القارورة الزجاجية 50 دج ويمكن استعمالها للماء أو العصير، أما الصحون الصغيرة فسعر الواحد 25 دج. في حين الكؤوس المخصصة للعصائر 6 ب 70 دج، وعن مدى جودتها أكدت لنا إحدى السيدات، كانت منهمكة بالشراء بأنها جميلة ونوعيتها جيدة فقد سبق لها اقتناءها من معرض تجاري بحسين داي ولم يلحقها أي ضرر. ومما نال إعجاب المواطنين هذه السنة أيضا العرض الخيالي وأسعار المصنع التي قدمتها شركة "طونيك" ببوإسماعيل، فورق المطابخ بسعر 70 دج، أما المناشف الورقية ب35 دج، وورق دورات المياه ب50 دج. لقول العامل هذا العرض جعل أعدادا كبيرة من المواطنين تتردد علينا، ففي ظرف ساعتين بعنا 20 كرتونة مناشف ورقية، 30 كرتونة ورق مطابخ، و20 كرتونة ورق دورات المياه ومن المتوقع ازدياد الطلب خلال الأيام القادمة. واستطاعت مواد التنظيف أيضا شدّ المواطنين من خلال الأحجام العائلية والكميات الاقتصادية، فسعر دلو 5 لترات من الجافيل ب 220 دج، وسائل غسيل الأواني من نفس الحجم السابق ب 300 دج ناهيك عن مختلف المواد المعروضة.
مواطنون يكتشفون خضرا جديدة وخلال جولتنا أثار فضولنا تجمّع المواطنين حول بعض الخضر المنتجة محليا ولكنها جديدة بالنسبة لهم فالطماطم الكرزية بسعر 150 دج، الثوم المقشر ب 50 دج، الفلفل الأخضر الصغير 70 دج، البصل المقشر 70 دج أما البطاطا كيس 4 كلغ بسعر 180 دج. يقول لنا أحد الزبائن أعجبتني كثيرا هذه الطماطم الكرزية لا أدري كيف تستعمل وما هي الأطباق التي تدخل في تحضيرها لكنني اقتنيتها.
لحوم الأغنام ب1230 دج والأبقار1200 دج ولأن أسعار اللحوم في القصابات نار، فضل عديد المواطنين انتظار السوق التضامنية لشراء حاجيتهم لشهر رمضان، يقول حاجي بلال، مدير تقني تجاري لدى المؤسسة العمومية "لاتراكو" ببئر توتة، سجلنا إقبالا كبيرا على اللحوم، فبالرغم من أننا في اليوم الثاني من رمضان وعادة الزبون الجزائري شراء اللحم ليلة رمضان أو في اليوم الأول منه، لكن هذا لم يمنعهم من شراء كل حسب استطاعته وإمكانياته. وعن الأسعار كشف محدثنا بأن سعر لحم الخروف 1230 دج للكيلوغرام الواحد أما لحم البقر 1200 دج مؤكدا على أن ما يضمنه للزبون هو الجودة، فاللحم لأغنام حقيقة وليس للنعجة أي "الرخلة".