❊ جشع التجار والمضاربين يتواصل ❊ البصل الجاف لغز حيّر الصائمين ❊ لجان المراقبة تكشف المستور لم يتغير واقع أسواق الخضر واللحوم في العشر الأوائل من الشهر الفضيل، أمام جشع تجار ومضاربين لم تحرك مشاعرهم دعوات الرأفة بالضعفاء من الصائمين؛ إذ رغم توقعات المختصين بتسجيل تراجع في أثمان الخضر واللحوم بعد مضي أزيد من 10 أيام من شهر رمضان، إلا أن ذلك لم يتحقق؛ نظرا للمنطق الذي مازال يسود مختلف المعاملات "المشبوهة" في أسواق الجملة، والتي انعكست، بشكل واضح وفاضح، في أسواق التجزئة، وفي نهايتها، على قدرة "الزوالي"، الذي اكتفى بالنظر والسؤال عن الثمن. وأمام هذا الواقع حاول صحفيو ومراسلو "المساء"، قراءة مستجدات مختلف الأسواق على المستوى الوطني، وعادوا بصورة أقل ما يقال عنها "قاتمة"، لا تعكس قيم التضامن والتراحم في شهر سمته الرحمة؛ فالداخل إلى أسواق الخضر والفواكه واللحوم بأنواعها، يدرك أن أسعار السلع المعلن عنها وتلك المخفية عن الأنظار، مازالت ترفض التراجع، في وقت فضّل كثيرون التوجه نحو "أسواق الرحمة"، التي أصبحت البديل الأكثر واقعية، وهو ما عزّى أصحاب الدخل الضعيف إلى مناشدة الجهات المختصة، لإبقاء هذه الفضاءات مفتوحة طوال السنة؛ رأفةً بهم من شجع تجار لم تردعهم لا العقوبات والأعراف، ولا حتى تعاليم الدين الحنيف... ❊ع. د رغم دخول شهر الصيام أسبوعه الثاني.. جنون الأسعار يتواصل بأسواق بومرداس ماتزال أسعار البصل واللحوم البيضاء تصنع الحدث ببومرداس؛ فبالرغم من انقضاء 10 أيام كاملة من رمضان، إلا أن الأسعار مازالت تسجل منحى تصاعديا على غير المعتاد. ويصنع سعر البصل الصلب في أسواق التجزئة، الحدث؛ حيث تخطى عتبة 250 دينار؛ ما جعل بعض تجار التجزئة يقاطعون جلبه أو عرضه، بينما فاقت أسعار الدجاج عتبة 500 دينار. جرت العادة أن تسجل أسعار الخضر والفواكه تراجعا بعد انقضاء أول أسبوع من شهر الصيام، إلا أن الحاصل هذه الأيام في أسواق ولاية بومرداس، يوحي بعكس ذلك؛ حيث إنها تعرف منحى تصاعديا وسط تساؤلات لم تجد لها أجوبة؛ سواء وسط الباعة أنفسهم، أو لدى المستهلك. ففي جولة ل "المساء" بسوق الرحمة التضامني وسط مدينة بومرداس بداية الأسبوع الجاري، اتضح أن انتظار انقضاء أيام الصيام الأولى حتى تعرف الأسعار نوعا من التراجع أو الاستقرار، لم يكن حقيقة ملموسة هذه المرة؛ حيث اتفق باعة الخضر بذات السوق، على أن معظم الأسعار تسجل تذبذبا كبيرا، وحتى ارتفاعا غير مسبوق.. ولئن بقيت أسباب جنون الأسعار هذه غير مفهومة تماما حتى بعد اقتراب رمضان من الانتصاف، إلا أن الحيرة كانت قاسما مشتركا وسط المستهلك والبائع على حد سواء. أحد الباعة بالسوق التضامني كان ينتظر تراجعا في الأسعار، خاصة البصل الصلب بعد أن استقر في أوائل رمضان في حدود 170 دينار، غير أنه عُرض يوم السبت الفاتح أفريل بسوق الجملة للخضر والفواكه لخميس الخشنة يقول ما بين 230 و270دج للكيلوغرام؛ الأمر الذي جعله يقاطع شراءه أو عرضه على المستهلك. وفي المقابل، سجل سعر البصل الأخضر ارتفاعا أيضا؛ حيث عُرض بسوق الجملة ب100 دج وبسوق التجزئة ب120 دج. أما باقي الخضر فعرفت ارتفاعا بحوالي 20%، يضيف نفس المتحدث، مثل الطماطم التي عرضها بسعر 140 دج/1 كلغ بعدما كانت 120 دج في أول أسبوع من رمضان. وبلغ 1 كلغ/جزر في التجزئة 100 دج بعدما كان 50 دج في نفس الفترة. واستقر سعر البطاطا في حدود 55 دج في سوق التجزئة حسب النوعية. أما أسعار الفول والقرنون (وهي خضر موسمية)، فتراوحت في سوق الرحمة على التوالي، ما بين 80دج و75 دج، بينما تراوح سعر الجلبانة ما بين 180 و250 دج حسب النوعية.. وكذلك يرى بائع آخر للخضر في نفس السوق، أنه كان منتظرا أن تعرف الأسعار بعض التراجع بعد انقضاء عشرة أيام من الصيام، ولكن حدث العكس، مرجعا ذلك إلى "نقص السلعة في سوق الجملة". وهو أيضا قاطع البصل الجاف بعد أن لامس سعر الكيلوغرام الواحد منه حدود 200 دج في سوق الجملة؛ "فبأي سعر سأعرضه أنا على الزبون؟!"، تساءل المتحدث، الذي أكد أنه يعرض، مقابل ذلك، البصل الأخضر ب100 دج، مؤكدا أنه سعر يسبب له إحراجا لدى عرضه على الزبائن.. أما أسعار باقي الخضر فيرى المتحدث من جهته، أنها عرفت بعض التراجع الطفيف، تراوح ما بين 10 دنانير و15 دينارا، بينما سجل سعر الكوسة تراجعا ملحوظا قدر ب85 دج؛ حيث عرضت في أوائل رمضان ب185 دج/كلغ، ليستقر سعرها يوم زيارة "المساء" في 100دج.. "ورغم ذلك تبقى الأسعار مرتفعة لأن الإنتاج موجود"، يقول أحد الزبائن الذي استمع لحديثنا مع البائع، مضيفا: "كل الأسعار مرتفعة لا سيما البصل والدجاج، وحتى البرتقال الذي بلغ سعره 350دج، والتفاح 650دج.. إنها أفعال مقصودة، هدفها زعزعة استقرار البلاد!"، بينما قال زبون آخر: "لا بد للسلطات أن تتدخل لتوقف جنون الأسعار هذا!.. الجزائر بلد الخيرات؛ فما هذه الأسعار غير المقبولة؟!... الزوالي ملقاش روحو!".. وقد سجلت بنفس السوق، حسب ملاحظات "المساء"، أسعار اللحوم البيضاء ارتفاعا ب20 دينارا عن أوائل شهر الصيام؛ حيث حُدد 1 كلغ من الدجاج ب470 دج بعدما استقر في 450 دج من قبل. وهذا الارتفاع أرجعه البائع العارض إلى نقص العرض؛ لأن الدجاج في المزارع لم يصل إلى مرحلة التسويق، ولكنه اعترف بغلاء السعر؛ ما جعله يحجم عن عرض الدجاج للبيع بالتجزئة يومها، وفضّل عرض الأفراخ بسعر يترواح ما بين 450 دج و500دج للوحدة... بينما سجل السعر في القصابات وسط المدينة، 530دج/كلغ! ❊حنان. س طالع أيضا/ ❊ فيما بدأ مؤشر بورصة الخضر بقسنطينة في النزول.. سعر البصل يواصل الارتفاع واللحوم تأبى التراجع ❊ مصالح الرقابة تكثف خرجاتها بالعاصمة.. حجز 6 قناطير من اللحوم الفاسدة في يومين ❊ لجان الرقابة تكثف دورياتها بوهران ممارسات غير قانونية وتجاوزات تهدد صحة المواطن