جمع أعوان النظافة بمؤسسة النظافة لولاية الجزائر "نات كوم" خلال الأسبوع الأول من رمضان أكثر من 7 أطنان من الخبز عبر 21 بلدية بالعاصمة، ضمن رقم أكد حقيقة استفحال ظاهرة تبذير الجزائريين لهذه المادة الأساسية رغم حملات التحسيس الواسعة الداعية إلى الكف عن هذا التصرف المشين. وكشفت نسيمة يعقوبي مسؤولة الإعلام والاتصال ل«المساء"، أن عمال المؤسسة، قاموا ب341 دورة جمعوا خلالها، 21841 طن من النفايات المنزلية بالإضافة إلى 7 أطنان من الخبز، ضمن كمية غير مقبولة حتى وإن كانت أقل من تلك التي تم جمعها خلال نفس الفترة من العام الماضي بدليل العثور على أطباق كاملة ترمى في أكياس القمامة، التي يتم جمعها يوميا. وتأسفت يعقوبي، لرمي أطباق كاملة في أكياس جمع القمامة الظاهرة، في تصرفات تتنافى مع قدسية شهر الصيام وتعاليم ديننا بوجود مادة الخبز ترمى مع القمامة في أكياس غير مناسبة، عكست حقيقة التبذير الذي أصبحت تتصف به الكثير من العائلات، التي تقتني كميات خبز زائدة في النهار وتلقي بها في المزابل في المساء. "برنامج خاص لمنع التبذير الغذائي" وتطرقت يعقوبي، إلى عملية التحسيس المشتركة التي تقوم بها مؤسسات النظافة لولاية الجزائر ومديرية التجارة ومديرية البيئة وولاية الجزائر، وغيرها من الهيئات المعنية للحد من تبذير مختلف المواد الغذائية وفي مقدمتها مادة الخبز. وذكرت أن مؤسسة "نات كوم" أطلقت بمناسبة الشهر الفضيل، برنامجا لتحسيس العائلات بعدم التبذير الغذائي واقتناء ما تستهلكه فقط من مواد من خلال إعلانات توعوية تم لصقها في مختلف الأحياء والمؤسسات، والساحات العامة لاستهداف أكبر عدد ممكن من المواطنين ببلديات، باب الوادي والحراش في مرحلة أولى على أن تتواصل العملية ببلديات بئر مراد رايس وسيدي أمحمد وبوزريعة. كما تم تجنيد خلية للتحسيس على مستوى منتزه "صابلات"، لتوعية المواطنين وتحسيسهم بضرورة الحفاظ على نظافة المحيط وعدم رمي بقايا مأكولاتهم في كل مكان، خاصة وأن المنتزه تحول إلى قبلة للعائلات العاصمية خلال السهرات الرمضانية. وتم لأجل ذلك وضع حاويات للفرز الانتقائي لتفادي العشوائية في رمي النفايات التي يتسبب فيها بعض الأشخاص، بالإضافة إلى تحسيس المتسوّقين عبر الأسواق التضامنية، لاستهداف أكبر عدد ممكن من المواطنين، وإقناعهم بضرورة المحافظة على البيئة وتفادي أي شكل من أشكال التبذير. "نات كوم" ترفع درجة التأهب وبسبب تضاعف كميات النفايات المنزلية خلال شهر رمضان فقد اضطرت، مؤسسة "نات كوم"، إلى رفع درجة تأهبها، بتسخير، 4500 عامل لجمع النفايات المنزلية وتنظيف الطرقات والأماكن العمومية طيلة أيام الشهر الفضيل، حيث تم تعليق العطل لعمال المؤسسة طيلة هذا الشهر. من جهته أكد، كريم ومان، المدير العام للوكالة الوطنية للنفايات، ارتفاع حجم النفايات بنسبة تتراوح بين 2 و5 من المئة، خلال شهر رمضان، منها 15 من المئة نفايات بلاستيكية، نتيجة تزايد استهلاك مختلف السوائل والمشروبات المعبئة في قارورات البلاستيك. وأوضح ومان في لقاء مع "المساء"، أن كمية النفايات خلال الشهر الفضيل تتزايد مقارنة مع الكمية المنتجة خلال أشهر السنة، فضلا عن ارتفاع التبذير الغذائي خلال هذه الفترة، مؤكدا أن اجمالي التبذير بلغ السنة الماضية حوالي 19 من المئة من مجموع النفايات العضوية التي تنتج على المستوى الوطني. وأضاف أن زيادة النفايات خلال شهر الصيام، والتي تتراوح بين 2 إلى 5 من المئة، تعتبر كمية ضخمة بالنظر إلى حجم المنتج من هذه السلع والمقدرة ب 12,5 مليون طن، من بينها كميات معتبرة من الخبز التي تجمع الى جانب النفايات العضوية. وقال ومان إنه "من السابق لأوانه الحديث عن أرقام بخصوص الخبز الذي تم التخلص منه في القمامة في الأسبوع الاول من رمضان"، مفضلا الانتظار إلى نهاية الشهر لتقديم أرقام دقيقة تخص هذه الظاهرة. وفيما يتعلق بالمغلفات البلاستيكية التي تعيق عملية جمع ونقل النفايات داخل الحاويات، بالنظر لحجمها، وكذا التخلص منها داخل مراكز الردم التقني، أكد على ضرورة فرزها عند المصدر، لتسهيل العملية على مسترجعي البلاستيك، وذلك بمشاركة المواطنين والجماعات المحلية التي تضع الحاويات الضرورية لتشجيع الفرز الانتقائي. ودعا ومان، المجالس الشعبية البلدية، خاصة الجديدة منها، إلى ضرورة تخطيط عمليات تسيير النفايات، بإدراج مفهوم الفرز الانتقائي للنفايات وتنظيم حملات تحسيس وتوعية ووضع حاويات خاصة بكل نوع من النفايات، وتنظيم عملية جمع ونقل النفايات، وتوفير كل الظروف لإنجاح هذا المسعى. وختم بالقول، إن وزارة البيئة، سطرت برنامجا لإقحام الفرز الانتقائي على مستوى البلديات، التي يجب أن تضع الميكانيزمات الضرورية عن طريق المخططات البلدية لتسيير النفايات المنزلية.