"الهدف من تنظيم معرض في الهواء الطلق للتحسيس بمخاطر المخدرات، استهداف أكبر قدر ممكن من الشباب المدمنين وغير المدمنين، الذين لا يعلمون أن هناك مراكز للعلاج"، ذلك ما قاله الطبيب العام للصحة الجوارية، السيد إغيل، بمناسبة اليومين اللذين نظمتهما المؤسسة العمومية الاستشفائية للقطاع الصحي لسيدي امحمد، بالتنسيق مع بلدية بئر مراد رايس،احتفالا باليوم العالمي لمكافحة المخدرات. فبالنزول إلى الشارع والتقرب أكثر من المواطن والشباب خاصة، أراد المنظمون تحسيس أكبر قدر ممكن من هذه الشريحة وهذا لتفادي لجوئهم إلى هذا السم القاتل، الذي ينخر جسم وعقل متعاطي المخدرات، ومنه كانت هذه الأيام التحسيسية والتوجيهية لمثل هؤلاء، الذين كان إقبالهم على التظاهرة معتبرا، حيث تلقوا معلومات كثيرة فيما يخص المخدرات وتأثيرها على صحة الفرد وعلى المجتمع ككل. وأوضحت الدكتورة عاشور، طبيبة منسقة للصحة الجوارية ببلدية بئر مراد رايس : " أردنا من خلال هذه التظاهرة استهداف أكبر قدر ممكن من الشباب، خاصة المدمنين منهم للتوجه إلى مراكز الاستماع، وأظن أن نجاحنا يحدد بالعدد الذي ستستقبله هذه المراكز". وقد تنقل عدد كبير من المواطنين إلى ساحة الجمهورية ببئر مراد رايس، من أجل الاستفسار حول موضوع المخدرات، فإلى جانب الشباب، بدا الاهتمام بالموضوع أيضا من طرف الأولياء الذين يخشون على أبنائهم، خاصة الذين لديهم أبناء يتعاطون المخدرات، والذين جاؤوا من أجل الحصول على بعض الحلول لعلاج فلذات أكبادهم، وقد وجدوا ما أرادوه، من خلال الإرشادات والنصائح التي سهر على تقديمها لهم الأطباء والنفسانيون الذين جندوا لهذه التظاهرة، والذين أجابوا على كامل التساؤلات بحضور رئيس بلدية بئر مراد رايس. وانتهت التظاهرة بتنظيم محاضرة حول المخدرات، حيث قال رئيس البلدية، عبد الحميد حبيك : " لقد جندنا أطباء نفسانيين لفائدة الشباب لنجنبهم هذا السم القاتل ونخلص المجتمع من الإقبال عليه بمحاربته، وتطبيق مبدأ العقل السليم في الجسم السليم". ومن بين الذين أرادوا الحصول على استفسارات، شاب يتعاطى المخدرات منذ 13 سنة، أكد للأخصائية النفسانية أنه لم يجد الحل للإقلاع عن تعاطي هذا السم.. مستفسرا عن الدواء اللازم من أجل العلاج. وعنه قالت الأخصائية النفسانية ريم بن شارف : " هذا الشاب لا يعلم أنه بإمكانه التخلي عن المخدرات، وأن هناك أطباء نفسانيين يمكنهم مساعدته،فقد لاحظنا أن الشاب، مثلا، يستمع إلى نصائح الطبيب أحسن من استماعه إلى نصائح والده، فنحن كأطباء لدينا تلك الشرعية التي نحاول استغلالها لنصح وتحسيس الشاب". هؤلاء الشباب وجدوا ضالتهم خلال هذه التظاهرة، فعبروا عما يجول في خاطرهم دون أي خوف ودون "طابوهات"، خصوصا وأنهم وجدوا الآذان الصاغية. وأضافت النفسانية بن شارف : " نحن نوفر لهؤلاء الشباب الجو المناسب حتى يتكلموا بكل راحة، ونقول لهم أنه ليس هناك بوليس يراقبهم.. وهذا ما يساعدهم كثيرا على الكلام دون أي مشكل، ومنه نقوم بتوجيههم إلى المراكز الخاصة". ومن أجل توسيع عملية التوعية والتحسيس على جميع الفئات، ومن أجل توعية الأطفال وجعلهم أداة لنقل رسالة مخاطر المخدرات، فقد خصص ركن لصالحهم للرسم والتعبير عن هذا الموضوع، لتقدم جوائز لأحسن رسم، فكما قال الطبيب إغيل : "يمكن حتى للطفل أن يساهم في نشر هذه التوعية بمخاطر المخدرات، من خلال هذا أردنا أن نغرس في هؤلاء الأطفال فكرة تبقى راسخة في أذهانهم، فهم شباب المستقبل والاستثمار الإيجابي يكون فيهم". وتبقى مهمة مكافحة آفة المخدرات، مهمة الجميع من كل الشرائح الاجتماعية، ومثل هذه التظاهرات خاصة التي تنظم في الهواء الطلق، لديها دور هام في التواصل مع كامل المواطنين، من أجل التحسيس والتوعية و إيجاد حلول عاجلة للقضاء على المخدرات، التي أصبحت هاجس الجميع والكل معني بها.