يعترف الجيش الوطني الشعبي أن ما تحقق من مكاسب ومؤشرات إيجابية في السنوات الأخيرة يؤسس لبناء جيش احترافي بكل المقاييس، بالنظر إلى العناية والدعم الكبيرين اللذين توليهما الدولة إلى قطاع التكوين العسكري، لتخريج إطارات كفأة متشبعة بالروح الوطنية، ومتحكمة في الوسائل الحربية ومواكبة للعصر، وحيّت قيادة أركان الجيش الوطني الشعبي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني السيد عبد العزيز بوتفليقة، على سهره الدائم لتمكين الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال من مواصلة مسيرة التطوير والتألق في سماء المدارس العسكرية الرائدة. أشرف أمس رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني السيد عبد العزيز بوتفليقة، على مراسيم تخرج الدفعات بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، في جو طبعه النظام المحكم والحضور القوي للإطارات العسكرية وممثلي الملحقين العسكريين لعدة دول شقيقة وصديقة وجمع هائل من أهالي المتخرجين، ويتعلق الأمر بالدفعة ال37 للضباط المتربصين لدورة القيادة الأركان والدفعة ال40 من التكوين الأساسي للطلبة الضباط وكذا الدفعة الثانية للتكوين العسكري القاعدي المشترك. وكان في استقبال رئيس الدولة لدى وصوله إلى الأكاديمية العسكرية السيد عبد المالك قنايزية الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح والعميد عبد الغاني مالطي قائد الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة. وتضمنت الكلمتان الترحيبيتان اللتان ألقاهما كلٌّ من رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، وقائد الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة إشارةً واضحة إلى تثمين السياسة التي الرشيدة التي ينتهجها رئيس الجمهورية والتي تحققت في كنفها أشواط معتبرة على أكثر من صعيد وهي تؤشر لمسار احترافي واعد، وفي هذا الإطار أشاد الفريق أحمد قايد بالعناية التي يوليها رئيس الجمهورية إلى إعادة بعث "مدرسة أشبال الثورة" التي عادت باسم "مدرسة أشبال الأمة"، مشيراً أنها انطلقت بأول مدرسة بوهران، على أن يتم تعميم 10 مدراس منها 3 ثانويات و7 متوسطات، يضاف إلى المدرسة العليا الحربية التي تعد قطباً عسكرياً نوعياً أيضاً ومفخرة للجيش الوطني الشعبي. وذكر قائد الأركان أن عملية التكوين التي تنتهجها المدارس العسكرية الوطنية تستهدف النوعية البشرية لاستكمال مسعى الإصلاح والبناء الوطني، قائلاً: "أننا لا نريد أن ننسخ أو ننقل تجارب الآخرين بل نريدها احترافية تنبت بالتربة الجزائرية وتنشأ بفضل إرادتها الذاتية"، مؤكداً على مواصلة الجيش التصدي الصارم للعصابات الإرهابية الإجرامية وقهرها، قائلاً: "إننا مصممون كل التصميم على مواصلة التصدي دون هوادة تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية وهذا بتسخير كل الوسائل التي يسمح بها القانون قصد تطهير هذه الأرض الشريفة من العصابات الإجرامية المتنكرة لتقاليد شعبنا ومبادئ ديننا الإسلامي الحنيف"، مضيفاً: "إننا بإذن الله تعالى وقوته وبفضل الإرادة التي تحدونا والعون الذي نلقاه من شعبنا وكذا بفضل توافق أعمالنا بصفة منظمة وواعية مع روح وأحكام ميثاق السلم والمصالحة الوطنية سوف نقهر هذه العصابات الإرهابية". وكعادتها تزينت الأكاديمية أو كما تسمى "أمّ المدارس" بالأعلام الوطنية وأعدت برنامجاً استعراضياً ثرياً ومتجدداًً نال إعجاب الحضور وصفق لها رئيس الجمهورية والحضور من السلك الدبلوماسي، وأطلقت لها النسوة بمدرجات من أهالي المتخرجين زغاريد وهتافات، حيث أظهر الطلبة المتربصون جانباً هاماً من الجهود الكبيرة الذي يبذلها الإطارات في التكوين العسكري والتكتيكي لإعداد أفراد السلاح، إلى جانب التحسين الذي شهدته منظومة برامج التعليمية وما رافقها من أجهزة متطورة، كانت ثمرتها تخريج إطارات كفأة متشبعة بالروح الوطنية، ومتحكمة في الوسائل الحربية، ومواكبة للعصر، وتلك هي الأسس الصلبة للجيش الاحترافي المنشود. وقد قام رئيس الدولة بهذه المناسبة بتسليم الرتب والشهادات للدفعات المتخرجة التي أطلق عليها اسم الشهيد بغدادي صالح، ثم تابع من على المنصة الرسمية استعراضات شيقة منها لقطات في الفنون القتالية قام به طلبة الأكاديمية في فن الكاراتي والجيدو وآخر في القفز المظلي. وتوجه رئيس الجمهورية بعد ذلك إلى فرع عبان رمضان بالأكاديمية، حيث حضر تمرينا تكتيكيا استطلاعيا لهجوم بالمروحية على مركز عملياتي للعدو. ولدى عودته إلى الأكاديمية زار الرئيس بوتفليقة قاعة للقيادة مجهزة بالوسائل البيداغوجية المتطورة قبل اختتام الحفل بتسليم هدية رمزية لعائلة الشهيد بغدادي صالح والتوقيع على السجل الذهبي للأكاديمية. ويعترف مسؤولو الأكاديمية العسكرية بشرشال أن السنة الدراسية 2008 / 2009 تعد سنة متميزة، بالنظر إلى نشاطات والأعمال التي أُسنِدت إليها من طرف قيادة القوات البرية، والهادفة إلى تجسيد توجيهات وتعليمات قيادة الأركان المتعلقة بتطبيق المسار التكويني المعدَّل خلال السنة الدراسية2007 / 2008، والمتضمن تكويناً عسكرياً قاعدياً مشتركاً للطلبة الضباط العاملين المجندين لفائدة قوات وهياكل الدفاع الوطني، الذين تم تجنيدهم خلال السنة الدراسية 2007 / 2008 في إطار مسار التكوين المعدَّل الموجه للطلبة الضباط العاملين، وتجسيداً لمبدأ توحيد التكوين لكافة الضباط العاملين من خلال غرس السلوك العسكري المثالي المطبوع بالروح الوطنية والإرادة القوية والتضحية الدائمة، فضلاً عن المستوى الرفيع لمواجهة التحديات التي يفرضها التطور العسكري والتقدم التكنولوجي المعاصر، إلى جانب ذلك سهرت قيادة الأكاديمية على التحضير الفعلي لانطلاق أول دخول جامعي وفق نظام "أل أم دي" خلال هذه السنة لفائدة المنتمين للقوات البرية، الجوية، الدفاع الجوي عن الإقليم والحرس الجمهوري.