بقيت أنظار الناخبين الأتراك وكل الشعب التركي مشدودة سهرة أمس، إلى السجال الذي تعرفه معركة الأرقام التي احتدمت بين أنصار الرئيس، رجب طيب أردوغان ومنافسه الشرس على كرسي "القصر الأبيض" الرئاسي في أنقرة، كمال كليشدار أوغلو، بعد أن راح أنصار كل واحد منهما يرجح كفة مرشحهم للفوز بالعهدة الرئاسية القادمة. فبينما أكدت وسائل إعلام حكومية موالية للرئيس أردوغان، تقدّمه في عمليات الفرز التي انطلقت مباشرة بعد انتهاء عمليات التصويت، راح أنصار منافسه، كمال كليشدار أوغلو، يؤكدون أن مرشحهم يسجل تقدّما كلما تواصلت عمليات عدّ الأصوات المعبر عنها. وأكدت وكالة "أناضول" الرسمية أن أردوغان حصل على 52,4 من المائة من أصوات الناخبين البالغ عددهم أكثر من 64 مليون ناخب، بعد فرز أكثر من 43 من المئة من الأصوات المعبر عنها وحصل منافسه سوى على 41 من المائة بينما لم يحصل المرشح الثالث، سنان اوغان، سوى على 5 من المائة من الأصوات. وسارع كمال كليشدار أوغلو إلى الطعن في هذه الأرقام وقال "نحن المنتصرون"، وأضاف باتجاه أنصاره لا تصدّقوا أرقام وكالة "أناضول" في وقت دعا فيه اكرم اماموغلو، رئيس بلدية إسطنبول وأحد أكبر الداعمين له، إلى تجاهل الأرقام التي قدّمتها وكالة الأنباء الرسمية لأنها كما قال فاقدة لكل مصداقية. وانتهت عمليات التصويت في حدود الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي في ظروف عادية ودون تسجيل أي حوادث تذكر فندت المخاوف التي سادت قبل موعد الانتخابات بسبب التوتر الذي شهدته الحملة الانتخابية بين قطبي المعادلة السياسية الاسلامي، رجب طيب أردوغان والعلماني، كمال كليشدار أوغلو. وأدلى الناخبون الذين توافدوا حتى الدقائق الأخيرة بأصواتهم في مغلفات خضراء كبيرة داخلها بطاقة لاختيار الرئيس التركي للسنوات الخمس المقبلة وأخرى لاختيار أعضاء البرلمان ال600. وشرع مباشرة بعد انتهاء عملية التصويت في فرز الأصوات لتحديد الفائز في هذا الاستحقاق الذي صعب التكهن بنتيجته في ظل تقارب حظوظ المرشحين الرئيسيين. ويكفي لأي من المترشحين، الحصول على 51 بالمئة من أصوات الناخبين للتربع على كرسي الرئاسة التركية للخمس سنوات القادمة وتفادي التوجه إلى تنظيم دور ثان مقرر إجراؤه يوم 28 من الشهر الجاري في حال لم يتمكن أي من المرشحين تجاوز هذه النسبة. وعبر أردوغان الذي أدلى بصوته في مكتب تصويت بحي محافظ على الضفة الآسيوية لمدينة اسطنبول، عن أمله في "مستقبل جيد للبلاد وللديمقراطية التركية"، مؤكدا على "حماسة الناخبين" وخصوصا في المناطق المتضررة من جراء زلزال السادس فيفري الماضي الذي راح ضحيته قرابة 50 ألف تركي. وقال مرشح المعارضة الرئيسي، كمال كيليشدار أوغلو، بعد الإدلاء بصوته في العاصمة أنقرة، لقد "اشتقنا جميعا للديمقراطية ونفتقد وقوفنا معا ومعانقتنا لبعضنا البعض"، وأضاف باتجاه أنصاره أن "الربيع يعود إلى هذا البلد إن شاء الله وسيستمر إلى الأبد". وكان التنافس قويا لاختيار الرئيس ال13 لتركيا في ثالث اقتراع عام مباشر يشهده هذا البلد الاسلامي بعد قرن على تأسيس الجمهورية التي تبدو منقسمة أكثر من أي وقت مضى، في حين حقق المرشح الثالث سنان أوغان بعض التقدم.