سجلت الجزائر أول أمس ثلاث حالات جديدة لفيروس "أي أتش1 أن1" تم تأكيدها من قبل المخبر المرجعي لمعهد باستور بعد إجرائه تحاليل معمقة على ثلاثة أشخاص قدموا مؤخرا من الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا. وأكدت وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات مساء أول أمس في بيان لها هذه الحالات الثلاث وقالت أنها تخص أشخاصا عادوا مؤخرا من بلدان سجلت فيها إصابات وهي الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا، مشيرة إلى أن من ضمن المصابين يوجد شخص بالغ وطفل يقيمان بالعاصمة، بينما يقطن الشخص الثالث وهي طفلة بولاية وهران. وبهذه الحالات الثلاث الجديدة يصل عدد الحالات المؤكدة للأشخاص المصابين بفيروس "أي اتش1 ان1" المعروف بأنفلونزا الخنازير في الجزائر إلى 5 حالات قدمت كلها من خارج الوطن وذلك من ضمن 43 حالة مشكوك فيها خضعت للتحاليل الطبية. وشملت أولى حالات الاصابة بالفيروس في 21 جوان الماضي امرأة وطفلتها قدمتا من مدينة مياميالأمريكية، مع الإشارة إلى أن آخر الأخبار الواردة عن المصالح الإستشفائية تؤكد الشفاء التام لهاتين الحالتين عقب إخضاعهما لمتابعة طبية مركزة. ومباشرة بعد تأكيد الحالات الثلاث الجديدة تم الشروع في تطبيق الإجراءات الطبية والصحية المقررة في إطار المخطط الوطني لمكافحة وباء أنفلونزا الخنازير، كما ذكرت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بالتوصيات الصحية والوقائية المتمثلة في غسل اليدين بانتظام وتفادي زيارة الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض الإصابة بالفيروس، مؤكدة بأنها ستطلع المواطنين بكل التطورات التي تخص هذا الوضع الوبائي. وكان وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد سعيد بركات أكد قبل يومين من وهران أن الحدود الجزائرية مؤمنة من مخاطر انتقال الأوبئة والأمراض الفيروسية الخطيرة إلى داخل البلاد، مبرزا أهمية الجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة لتأمين كافة الحدود من خلال إجراءات المراقبة والوقاية وتوفير مراكز استعجاليه مجهزة بمختلف الوسائل الضرورية للتكفل بأي طارئ صحي على مستوى المراكز الحدودية. وفي حين أشار السيد بركات في سياق متصل إلى أن الجزائر تلقت رسالة تهنئة من قبل المنظمة العالمية للصحة بعد التشخيص السريع والقياسي لحالتي الإصابة بأنفلونزا الخنازير من قبل الطاقم الطبي الجزائري، ذكر بأن السلطات الصحية وفرت أزيد من 6,5 مليون علبة من الدواء المضاد لهذا المرض الوبائي، كاشفا في نفس الصدد أن المؤسسة الوطنية لصناعة الأدوية تعمل على إنتاج دواء محلي جديد يعرف ب"سايفيو" ويعد دواء جنيسا مضادا لأنفلونزا الخنازير. كما عززت الجزائر الاجراءات الوقائية من أنفلونزا الخنازير لاستقبال الوفود الإفريقية المشاركة في المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني الذي سيقام من 5 وإلى غاية 20 جويلية المقبل، حيث تم فتح فروع طبية على مستوى مراكز المراقبة بالمطارات والموانئ والحدود بالإضافة إلى أماكن إقامة المشاركين في المهرجان من أجل ضمان تغطية طبية فعالة. وذكر أطباء جزائريون مختصون في الأمراض الفيروسية في هذا الإطار أن السلطات الصحية اتخذت كل الاجراءات اللازمة للوقاية من هذا الوباء من خلال التكفل بالمراقبة الفيروسية بمعهد باستور الجزائر و53 مركزا مرجعيا عبر القطر الوطني، مع تعزيز الجانب التحسيسي عبر وسائل الإعلام والاتصال ووضع منشورات وملصقات على مستوى المطارات والموانئ تحمل الرقم الأخضر (3030) خدمة للمشاركين في التظاهرة الإفريقية وكذا لأفراد الجالية الجزائرية القادمين لقضاء العطلة. كما رصدت السلطات ما يزيد عن 116 مليون دينار مخصصة لتوفير اللقاحات والأدوية تأهبا لموسم الحج. للإشارة فإن آخر حصيلة للمنظمة العالمية للصحة حول وباء أنفلونزا الخنازير المنشورة أول أمس تشير إلى إصابة قرابة 71 ألف شخص بوباء انفلوانز الخنازير حول العالم توفي منهم 311 شخصا منذ الإعلان عن ظهور الفيروس لأول مرة في 13 افريل الماضي.