بلغ هوس بعض شباب الجزائر بالألعاب الالكترونية مرحلة "الدفع" مقابل تحميلها... تلك الألعاب التي طغت تماما على عقولهم، حيث يبلغ البعض منها مستويات، تتطلب من لاعبيها الدفع لإتمامها، حيث لا يتردد الكثيرون في التوجه نحو نقاط الدفع، مقابل إتمام تلك الألعاب، وتخصصت الكثير من المواقع التي تتعدد أسماؤها، وتنتهي بمختصر "ديزاد"، اليوم، في بيع وتحميل تلك الألعاب، من خلال الاستعانة ببطاقات الدفع الالكترونية البنكية أو الذهبية ل"بريد الجزائر". لمعرفة مدى هوس شباب اليوم بتلك الألعاب الالكترونية، قامت "المساء" باستطلاع آراء عدد منهم في العاصمة، حيث أكدوا مدى ارتباطهم بهذا العالم الذي يبدو أنه قطع أشواطا عظيمة في التقدم والتغلغل في أعماقهم، وخلق فجوة ضخمة بين جيل اليوم وجيل الأمس، الذي بالكاد ينجح في تحميل لعبة كلاسيكية على جواله المتواضع. المثير للاهتمام؛ مدى ارتباط الشباب بالهواتف الذكية، حيث شد فضولنا حيازة غالبية من حدثناهم، هواتف ذكية "باهظة الثمن"، يصل أثمان بعضها إلى ثلاثة وأربعة أشهر من أجر موظف متوسط الدخل في الجزائر، يحصل عليها بعض الشباب من الطلاب والمتمدرسين وحتى العاطلين عن العمل، وهو ما يترجم قوة تلك العلاقة بين جيل اليوم والتكنولوجيات الحديثة، والتي لا يمكن أن تبلغ ذروة التطلع عليها، إلا من خلال حيازة هاتف ذكي يوفر تطبيقات حديثة مختلفة، تسمح لهم بمواكبة كل جديد في هذا العالم، من مواقع تواصل اجتماعي، إلى تطبيقات عملية تسهل الحياة اليومية، إلى ألعاب شكل البعض منها فسحة لتمضية الوقت، في حين بلغ البعض الآخر الهوس في لعبها على مدار ساعات طويلة من نهاره وحتى ليله.. في جولة قادتنا للعاصمة، حدثنا عماد، شاب جامعي، عن مدى ارتباطه بالألعاب الالكترونية خلال يومه، تحت اسم "ميني كرافت"، والتي تحمل العديد من الألعاب، مثل "بلوك وارد" و«برلوك كرافت "و"غريند كرافت"، بعضها ثلاثي الأبعاد، يعدد لاعبوها بالآلاف حول العالم، موضحا أن هناك تحد بينه وبين عدد من أصدقائه الأجانب، الذين تعرف عليهم من خلال تلك الألعاب الالكترونية، والتي يتطلب إتمام بعض المستويات، دفع المال مقابلها، وهذا ما يدفعه في كل مرة إلى تخصيص مبلغ وادخاره، تحسبا لبلوغ مرحلة جديدة، تتطلب عادة بضع أيام إلى شهر أو شهرين، خصوصا المستويات الصعبة. ويشير إلى أن هوسه قام بسبب التحديات الموضوعة بينه وبين أصدقائه، للوصول الأول إلى أعلى المستويات. من جهته، قال وسيم، البالغ من العمر 15 سنة، إن بلوغ مراحل متقدمة من لعبة معينه، تجعلك تخلق رابطا لا يمكن لا فهمه ولا وصفه، يصبح كالهوس الذي يجعلك تفكر في الدفع مقابل إتمام اللعبة، إذ يحدث في مراحل معينة، نوع من عناصر التشويق، التي تتطور لحالة نفسية بمثابة الهوس الحقيقي، تجعل الفرد يفكر متى ينهي اللعبة، خاصة إذا ما كانت لعبة حركة. أجمع غالبية من حدثناهم ولديهم تجربة في اقتناء لعبة وتحميلها مقابل المال، على أن كل ما بلغ الفرد مرحلة متقدمة من تلك "العادة"، يصعب عليه التخلي عنها، حتى وإن كانت تكلفه كل مدخراته في سبيل اقتناء لعبة وتحميل مستوياتها المتقدمة، من أجل الدخول في تحديات عالمية. من جهة أخرى، أثار اهتمامنا نوع آخر من "الدفع مقابل لعبة"، ليس لتحميل لعبة، إنما لاقتناء بعض المستلزمات داخل لعبة مجانية، حيث يتحايل مبتكروتلك الألعاب، في خلق عناصر تشويق مثيرة للدهشة، لدرجة تأثيرها على عقول لاعبيها، حتى كبار السن، من أجل اقتناء مثلا أسلحة افتراضية، أو ألبسة او مستلزمات بيت، أو غيرها من الإكسسوار التي تسمح بتغيير "جو" اللعبة أو فقط لتكبير نطاق اللعب، حسب ما أوضحه مولود، أحد المهووسين بتلك الألعاب، أشهرها لعبة " ذا سيمز"، وهي سلسلة ألعاب فيديو طورتها "ماكسيس"، ونشرتها إلكترونيك "آرتس"، وتعتبر واحدة من أكثر سلاسل الألعاب نجاحا حول العالم، لدرجة يخلق روادها مواقع تواصل اجتماعي خاصة بها، للتواصل مع لاعبيها حول العالم، سجلت في 2008، شهرا بعد صدورها، أفضل لعبة وأكثرها مبيعا حول العالم في تاريخ الألعاب الالكترونية. الجدير بالذكر، أن هذه اللعبة محاكاة للحياة اليومية، وبالرغم من أنها تفتقر إلى أي أهداف محددة، باستثناء توسيع نطاق العيش وتطويره "افتراضيا"، إلا أن محبيها يستمتعون بإنشاء شخصيات تسمى "سيمز"، يتم وضعهم في المنازل، ويعمل على مساعدتهم على تلبية حاجياتهم اليومية، من أكل شرب واستمتاع وحتى غسيل وعمل وغيرها من المهام، ليعمل البعض على اقتناء مستلزمات غير متوفرة مجانا في اللعبة، من خلال الحصول عليها عبر شرائها بمال حقيقي عن طريق بطاقات الدفع.