لقيت حملة جمع جلود الأضاحي أو ما يُعرف ب"الهيدورة"، تجاوبا كبيرا من سكان ولاية البليدة؛ حيث أقدمت العائلات بعد النحر، على رش الجلود بالملح، ووضعها أمام مدخل المنازل حتى تسهل عملية جمعها؛ ما يعكس تنامي الوعي بأهمية المشاركة في جمع هذه الثروة التي يعوَّل عليها لإنعاش الصناعة النسيجية والجلدية. لعل أهم ما ميز أجواء عيد الأضحى هذه السنة على مستوى ولاية البليدة، تنامي الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة، من جهة بتجنب الرمي العشوائي لجلود الأضحية، والرغبة، من جهة أخرى، في إنجاح الحملة الوطنية، الرامية إلى جمع "الهيدورة". وفي الوقت الذي اختارت بعض العائلات، حسب ما رصدت "المساء" على مستوى بلدية العفرون، الذهاب إلى المذابح لنحر الأضحية خاصة سكان العمارات منهم وإيكال مهمة سلخ الهيدورة لمختصين، حاول آخرون من أرباب العائلات، سلخها بدون الإضرار بها؛ تنفيذا لنصائح مديرية الصناعة، التي حثت من خلال حملتها التي تزامنت وعيد الأضحى، العائلات على ضرورة الحفاظ عليها عند سلخها، لتظل صالحة للاستعمال. وما تم الوقوف عليه أيضا، أن أغلب العائلات وضعت جلود الأضاحي أمام مقر منازلها مدهونة بالملح. وفي المقابل قامت مصالح النظافة بجمعها وفق ما كان مقررا. وقال أحد المواطنين: "تعودت في السنوات الماضية على رمي الهيدورة خاصة أننا لم نعد نستعملها في المنازل"، غير أن الحملة التي تم إطلاقها من طرف مديرية الصناعة مؤخرا، جعلته يقرر التراجع عن رميها، ويحرص كثيرا عند السلخ، على أن تكون سليمة، فيساهم، من جهته، في إنجاح الحملة، مؤكدا أنه سعى من جانبه، إلى نصح جيرانه بالطريقة الصحيحة للحفاظ على الهيدورة سليمة، وعلى ضرورة رشها بالملح؛ حتى لا تتعفن، ويسهل جمعها. ومن جهتها، أوضحت الحاجة "ربيعة. ف" أنها كانت في ما مضى، تهتم كثيرا بالهيدورة؛ حيث تنظفها، ثم ترشها بالملح وتعرضها للشمس حتى تجف، ثم تغسلها جيدا لتزين بها منزلها، وتُستعمل في التدفئة في موسم الشتاء البارد، غير أنه تم التخلي عنها في السنوات الأخيرة، فصارت ترميها. واليوم وبعد الحملة التحسيسية على مستوى العمارة التي تقيم فيها، قررت أن تشارك في جمعها من خلال رشها بالملح، ووضعها في الرصيف حتى تسهل عملية جمعها، خاصة أنها تلعب دورا في تنمية الاقتصاد الوطني، وترقية صناعة الجلود. وحسب المديرة الجهوية للصناعة والمناجم "سامية رابحي"، فإن الحملة التي سبق إطلاقها، جاءت بنتائج مرضية، وهو ما يعكسه التجاوب من المواطنين؛ إذ يُنتظر أن يتم الوقوف على نتائجها بعد عيد الأضحي، من خلال تفقّد نقاط الجمع على مستوى كل البلديات، مشيرة إلى أن الحملة لديها الكثير من الأبعاد البيئية والحضارية؛ من خلال الحفاظ على المحيط نظيفا، خاصة أنها من المواد التي تتعفن بسرعة بفعل الحرارة التي يعرفها فصل الصيف، وكذا أبعاد استثمارية؛ من خلال المشاركة في ترقية الصناعات الجلدية والنسيجية، واستغلال هذه الثروة الهامة التي تأتينا، تختم المتحدثة، "مرة واحدة في السنة، والتي يجب الحفاظ عليها، واستغلالها".