❊ الشرطي الذي قتل نائل له كل الضمانات لحفظ الأمن لكنه استعمل السلاح وصف رئيس اتحاد الجزائريين في المهجر، سعيد بن رقية، أمس، حادثة مقتل الشاب "نائل" ذي الأصول الجزائرية بنانتير الفرنسية على يد أحد عناصر الشرطة خلال عملية تفتيش، بالحادث غير المعزول، مشيرا إلى أن ردة فعل الجالية الوطنية طبيعية وعادية وهي رسالة موجهة إلى الحكومة الفرنسية نتيجة للتراكمات التي تعيشها الجالية الجزائرية بشكل خاص والمسلمة بشكل عام بالأراضي الفرنسية. وقال بن رقية ل"المساء" إن هذا الحادث هو نتيجة تراكمات لأحداث عنصرية سابقة، راح ضحيتها أفراد من الجالية الوطنية، فضلا عن أشخاص من جنسيات أخرى، جراء العنصرية التي تمارس في إطار منصة وزارة الداخلية، مضيفا أن الشرطي له كل الضمانات للمحافظة على الأمن العام، غير أن استعماله السلاح كان ضد بريء أعزل من فئة القصر. وأضاف المتحدث أن ردة فعل الشارع طالت حتى فئة الفرنسيين، معتبرا ذلك بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس في ظل المشاكل الاجتماعية المتزايدة التي أضرت بالمواطنين الفرنسيين، جراء السياسة الاجتماعية غير العادلة والقوانين التي تسن من يوم لآخر. وأوضح بن رقية أن الجالية الوطنية ربما قد تغاضت في مرات مشابهة في وقت سابق، إلا أن حادثة الشاب نائل ربما هي فرصة لإرسال رسالتين مهمتين، الأولى هو أنه لا مناص من القصاص العادل لهذه الحادثة، أما الثانية فهي موجهة للأمن والنظام الفرنسيين بضرورة تفادي تكرار مثل هذا الحادث الأليم. ولم ينف بن رقية وجود بعض التصرفات غير المؤطرة وغير المنظمة داخل صفوف الجالية، مؤكدا رفضه للعنف مهما كانت طبيعته وأشكاله، في حين دعا إلى التوقف كنخبة عند هذه الحادثة لتنظيم الصفوف في إطار قانوني لتجنب مثل هذه المآسي في المستقبل. وقال المتحدث إن تنظيم الجالية الوطنية نفسها وضمان انتشارها داخل هياكل الدولة الفرنسية سيمكنها من فرض منطقها لتجنب مثل هكذا حوادث وممارسات همجية، كون إضفاء الإطار القانوني على نشاط الجالية سيسهم في فتح منابر حقوق الإنسان ومعالجة الأمور في إطار هذا التنظيم وجعله بمثابة شريك اجتماعي في إطار العدالة والمصلحة العامة للدولة المضيفة. وأشار بن رقية إلى أن فرنسا اليوم ليست هي فرنسا الماضي التي تتغنى بالحرية والديمقراطية واحترام وصون كرامة الأشخاص، مضيفا أن تصرفاتها سواء على مستوى الجبهة الاجتماعية أو على المستوى الرسمي مثل الشرطة أو حتى داخل قبة البرلمان، يتناقض للأسف مع المبادئ التي يتضمنها هذا الشعار والمعروف عنه الدفاع عن حقوق الإنسان والقوانين والأعراف الدولية. وشدد رئيس اتحاد الجزائريين في المهجر، على ضرورة تقوية دور الجالية الوطنية لتفادي مثل هذه التصرفات الهمجية التي تدخل في اطار الاسلاموفوبيا والعنصرية.