بمجموع 51 ميدالية ( 23 ذهبية، 14 فضية، 14 برونزية )، ومرتبة أولى في الترتيب العام، حققت السباحة الجزائرية أحسن حصاد لها لكل الأوقات، خلال الطبعة 15 للألعاب الرياضية العربية، التي ستختم بعد غد السبت بالجزائر، بعد 10 أيام من التنافس العربي النزيه، في لمة رياضية عربية، افتقدها الرياضيون العرب لمدة 12 سنة. تبقى مشاركة السباحة الجزائرية في وهران في الألعاب الرياضية العربية، راسخة في أذهان الرياضيين، والسجل العربي بالنسبة للجزائر، بعدما تسيد السباحون الجزائريون المنافسة بالطول والعرض، رغم عناد السوريين والفلسطينيين، وخاصة الأردنيين، الذين سبق لهم الاحتكاك عن قرب بصيود وزملائه، بمناسبة البطولة العربية الخامسة، التي جرت صائفة العام الماضي، وبذات المركز المائي للمركب الأولمبي "هدفي ميلود "بوهران . الرياضة الجزائرية لها حظ كبير، لامتلاكها جيلا ذهبيا من السباحين والسباحات، الذين أبلوا البلاء الحسن طيلة فترة إقامة منافسة السباحة من ( 05 الى 10 جويلية )، وفي مواعيد سابقة هامة كألعاب البحر الأبيض المتوسط والبطولة العربية بوهران. التميز عنوان صيود ومليح ونسرين حطمت السباحة الجزائرية، رقما قياسيا للميداليات لم يتحقق في أي دورة سابقة للألعاب، بغنم 51 ميدالية، كما حطمت 06 أرقام قياسية عربية، و02 رقمين وطنيين، وحقق السباحون الجزائريون 08 أوقات للحد الأدنى، وكان جواد صيود نجم منافسة السباحة، بل والألعاب ككل بتحقيقه العلامة الكاملة ب11 ميدالية ذهبية من 11 سباقا شارك فيه، (07 فرديا، و04 مع منتخب التتابع)، متفوقا لوحده على باقي المنتخبات المشاركة وسباحيها، وحطم 04 أرقام قياسية عربية، اثنان منها كانا بحوزة التونسي أسامة الملولي، ومؤكدا في ذات الوقت لقب أفضل رياضي جزائري في الطبعة 19 من ألعاب البحر الأبيض المتوسط، كونه الأكثر تتويجا فيها بثلاث ميداليات، منها ذهبية وفضية وبرونزية، وفي البطولة العربية شهر سبتمير 2022، والتي حاز فيها على 07 ميداليات ذهبية، وهذه الحصيلة قلة قليلة من يحققها سباح في منافسة واحدة عالميا، وتحفظ ذاكرة السباحة العالمية ببراعة الأمريكي، مايكل فرِد فيلبس، الذي حقق 08 ميداليات ذهبية في أولمبياد بكين 2008، طبعا مع فارق كبير في المستوى، بين بطولة العرب والأولمبياد . وقال صيود بعد ختام المنافسة، بأنه مرتاح جدا لما حققه من نتائج في الألعاب العربية، معتبرا مشاركته في التظاهرة العربية واجب تجاه بلده الجزائر، ومنوها في ذات الوقت بجهود السلطات، التي وفرت كل شيء، حتى يخرج التنظيم في أحسن صورة وهو ما كان بحسبه، وكذلك بفضل الجمهور، الذي أثنى على دعمه الكبير له ولزملائه طيلة أيام المنافسة. ودعا في الأخير، إلى توفير كل الإمكانيات الضرورية، للمواهب التي تزخر بها الجزائر، حتى تستعيد السباحة الجزائرية أمجادها دوليا وعالميا . وسارت السباحة الجزائرية آمال مليح، على خطى مواطنها صيود في التألق، وتعزيز الرصيد من الميداليات، حيث اقتنصت 06 ميداليات ذهبية، وحطمت 04 أرقام قياسية عربية، ورقمين قياسيين وطنيين، ومؤكدة بأنها جديرة بحمل آمال السباحة الجزائرية في المحافل الدولية والعالمية، ومقتفية بذلك أثر السباحة الدولية السابقة عفان زازة. ورافقت الجزائرية الأخرى رانيا حميدة نفسي، ركب المتألقين بنيلها ل04 ميداليات ذهبية، وحطمت رقما قياسيا وطنيا، وكانت قريبة من أرقامها الشخصية في كل السباقات التي خاضتها، وهي حصيلة فردية رائعة لها، والأروع أنها نجحت في عودتها إلى الصفوف الأولى، وهذا هو الأهم بالنسبة إليها. ونفس الشيء، ينطبق على مواطنتها مجاهد نسرين، التي دعمت حصيلة السباحة الجزائرية ب04 ميداليات ذهبية ، ومعززة الآمال في إمكانياتها، وجيلها في التطور والبروز في الاستحقاقات الدولية القادمة . غياب أسامة سحنون وعبد الله عرجون من بين السلبيات في مشاركة المنتخب الوطني، هو افتقاده لخدمات عنصرين هامين، ويتعلق الأمر بأسامة سحنون، الذي فضل التحضير مع فريقه الجديد لبطولة العالم باليابان بالخارج، وتحديدا بالبرازيل على المشاركة إلى جانب زملائه في الألعاب العربية، بترخيص من الاتحادية الجزائرية للرياضات المائية، وعبد الله عرجون، الذي تعرض إلى حادث، ولو حضر هذا العنصران، لربما كانت السيطرة كاملة وتامة، والغّلة وفيرة جدا . خلف صالح يطل برأسه كان الموعد العربي بوهران، فرصة لبعض الأسماء الجزائرية، لتأكيد قدراتها، والمنحى التصاعدي لنتائجها، وتتقدمها زيتوني إيمان كوثر، التي تحصلت على 04 ميداليات، منها واحدة ذهبية مقارنة بالميداليتين الفضيتين، اللتين أحرزت عليهما في البطولة العربية الخامسة العام الماضي، وفرصة كذلك للبروز والتألق لأخرى، كهشام طيبي وجيهان بن شاذلي وميدوني ليليا سهام وبوزوية يوسف وشيباركة ماجدة، والتي حتما سيعول عليها كثيرا في قادم المنافسات، وتكون بحق أحسن خلف لأحسن سلف. وقد أحسن الطاقمان الإداري والفني صنعا، بإدخال هذه العناصر الشابة "الحمام" باكر، وإقحامها في المنافسة للاحتكاك بزملائهم المحنكين كصيود وآمال مليح ونسرين مجاهد، وكذا العرب المعروفين كالأردنيين عمرو الور، والسلوس زياد بدر بلال، وزبن عماد الدين باسم، والسوريين عمر عباس وطرابلسي أسامة. أولمبياد باريس أهم الأهداف المستقبلية كل السباحين الجزائريين، وحتى العرب الآخرين تحدثوا بخير عن الألعاب العربية، وفائدتها في كونها محطة تحضيرية لقادم الاستحقاقات، التي تتصدرها بطولة العالم بفوكوكا اليابانية، بداية من 23 جويلية الجاري، وخصوصا الألعاب الاولمبية 2024 بباريس، في حال تمكنوا من تحقيق الأوقات المطلوبة، والمؤهلة للمحفل الأولمبي، فمثلا، فجواد صيود، قال إن الأولمبياد الفرنسي هو هدفه دون إهمال الموعد العالمي باليابان، وآمال مليح قالت إنها حققت أهدافها، واستعدت في الألعاب العربية لبلوغ نصف نهائي بطولة العالم، ويبقى كل رياضي يجتهد لبلوغ ما خطط له، وهذان الموعدان هما الأهم في أجندته، ولدى كل سباح طموح. التقنيون راضون ويطالبون بمزيد من الدعم والمرافقة أجمع التقنيون الجزائريون، ومنهم المشرفون على التأطير التقني للمنتخب الوطني، على أهمية منافسة الألعاب العربية، كونها فرصة ثمينة للسباحين لتحضير لبطولة العالم القادمة باليابان، وهي ضمن المنافسات التأهيلية للسباحين، تحسبا للبطولة العالمية التي ستقام بالعاصمة القطرية الدوحة في الفترة الممتدة من 02 إلى 18 فيفري 2024، وكذا محطة مهمة وتأهيلية لتحقيق الحد الأدنى للألعاب الأولمبية باريس 2024. وبحسب المدرب الوطني مولود بوشندوقة، فإن كل الأهداف المسطرة تحققت في التظاهرة العربية، مبديا فخره واعتزازه بما حققته السباحة الجزائرية في وهران، في حين اعتبر تقني نخبة السباحة رضا ما تحقق ب«الحصيلة الأفضل مقارنة بالدورات السابقة". الاتحادية راضية وتريد بطولة إفريقية بوهران أبدت الاتحادية الجزائرية للرياضات المائية، رضاها التام على الحصيلة، التي خرجت بها السباحة الجزائرية من مشاركتها في الألعاب الرياضية العربية، حيث وصفها الرئيس الموقوف مؤقتا محمد حكيم بوغادو ب«المشرّفة والممتازة"، على اعتبار أنها تجاوزت ما كان مسطرا من قبل، وهو نيل 15 ميدالية ذهبية ليرتفع الرقم إلى 23، ومثنيا على جهود السباحين، وما قال عنها " الإرادة الكبيرة التي تسلحوا بها من أجل البروز"، كما أثنى بوغادو على إمكانيات الجيل الجديد من السباحين، الذين منحت لهم فرصة المشاركة في الموعد العربي، ولفت إلى جهود اتحاديته "في مرافقة السباحين والسباحات الجزائريين، ومدهم بكافة الإمكانيات من أجل بلوغ الأهداف المسطرة "، وطالب المسؤول الجزائري السابق، وفق ذلك من الاتحاد الدولي، السماح للجزائر باستضافة بطولة إفريقية ،ومنافسات دولية بالمركز المائي للمركب الاولمبي "هدفي ميلود". صراع صيود وبوغادو النقطة السوداء النقطة السوداء في المشاركة الجزائرية، هي الاتهامات المتبادلة بين السباح جواد صيود أعلنت وزارة الشباب والرياضة عن قرار الوزير، عبد الرحمان حماد، بتوقيف رئيس الاتحادية للألعاب المائية حكيم بوغادو بصفة مؤقتة. وكشفت وزارة الشباب والرياضة عبر الصفحة الرسمية لها على "الفايسبوك"، سهرة أول أمس، في بيان،أن عبد الرحمان حماد، أوقف الرئيس محمد حكيم بوغادو، من كل أنشطة الحركة الرياضية طبقا لأحكام المادة 217 من القانون 13 -05 في 23 جويلية 2013، كما أكدت أنه سيتم عرض قضية رئيس الاتحادية الجزائرية للألعاب المائية، على لجنة أخلاقيات اللجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية. وحسب بيان الوزارة، فإن التوقيف المؤقت جاء على خلفية التصريحات الأخيرة لرئيس الاتحادية. يشار، إلى أن التصريحات مست البطل الجزائري جواد صيود ووالده، اللذان سبقا لهما وأن اشتكوا من سوء المعاملة والتسيير، وكان محمد حكيم بوغادو (43 سنة)، قد فاز بِانتخابات منصب رئيس الاتحادية الجزائرية للسباحة في عام 2017، ثم جدّد ولايته بِعهدة ثانية في مارس 2021. فروجة. نووالده، ورئيس الاتحادية الجزائرية للرياضات المائية محمود حكيم بوغادو، ومهما يكن من أمر، والمحق في هذا الصراع، فإنه ما كان له أن يحدث والجزائر تنظم حدثا عربيا هاما، بعثت فيه الروح من جديد، وأمام مرأى الرياضيين العرب، ومسؤوليهم الذين انبهروا بكل ما هو جزائري من منشآت وضيافة وتراث ثقافي وسياحي ، وكان الأفضل أن ينشر "لغسيل الوسخ" داخل بيت الاتحادية، دون ضجيج ولفت للأنظار. منشآت رياضية "تحف حقيقية" كانت المنشآت الرياضية والفندقية بالجزائر، مبعث فخر للجزائريين والرياضة الجزائرية، ويتصدرها المركز المائي للمركب المائي "هدفي ميلود " بوهران، الذي تلقى إشادة التقنيين والرياضيين والمسؤولين العرب، أما السباحون الجزائريون، فطالبوا من جهتهم بفتح المسبح أمامهم للتدرب، وليس للمشاركة في المنافسات الرسمية فقط، لأن ذلك يدخل ضمن العوامل الهامة في إعدادهم، وعدم تفضيل المدخول المالي على حساب الأهداف الرياضية، وقال رضا يادي أحد مدربي الفريق الوطني في هذا الشأن: " لنا سباحين واعدين، وقدرات مسلم بها، يلزمهم تكفل حقيقي بهم، وعلى السلطات المعنية أن تلتفت إليهم، وتمنحهم المزيد الإمكانيات الضرورية واللازمة، لأننا نعاني من عدم إتاحة المسابح لنا، وأشياء أخرى". فلسطين المفاجأة السارّة حفلت منافسة السباحة بالنسخة ال15 للألعاب العربية، بمشاركة منتخب فلسطين، والذي كان فعلا المفاجأة السارّة لهذه الألعاب، رغم حداثة تواجده بين الرياضيين، ولم يكتف السباحون الفلسطينيون بالمشاركة فقط، بل ووفقوا في نيل الميداليات الملونة، وهذه المشاركة كانت تجسيدا لما قال عنه جبريل الرجوب، رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية، "من أن الرياضي الفلسطيني ممثلا وخادما لقضية بلاده، فضلا عن هدفه الرياضي البحت"، وقد تألقت السباحة فاليري تارازي، ومنحت فلسطين 06 ميداليات (02 ذهبية، 03 فضية و01 برونزية)، ونفس الشيء بالنسبة لمواطنها البواب يزن الذي أهدى بلده مداليتين ذهبيتين. غياب المصريين جلي وحضر الأردنيون والسوريون والتونسيون لم يختلف التقنيون الحاضرون في القول، أن غياب السباحين المصريين كان بائنا، وأن حضورهم كان سيقوي المنافسة أكثر مع الجزائريين، ويرفع من المستوى أكثر، لكن غابوا هم، وحضرت ندّية الأردنيين والسوريين، وحتى الفلسطينيين الحديثي المشاركة في المنافسات الدولية .