اختتم المهرجان الدولي 11 للمالوف، سهرة أول أمس السبت، بقاعة العروض الكبرى "أحمد باي" في قسنطينة، في حفل خصص لموضوع "مستقبل المالوف"، حيث تناوب على الخشبة مجموعة من الفنانين الشباب من مؤدي موسيقى المالوف ومغنيه، ممن يعدون حاملي مشعل هذا الفن وحافظين له كإرث أجداد غال، وإلى جانبهم ضيف شرف الدورة حمدي ديميرسي أوغلو من تركيا، الذي أبدع في تقديم المقامات التركية، ونال إعجاب الجمهور الغفير الذي حضر. قال إلياس بن بكير، محافظ المهرجان الدولي للمالوف، إن نجاح الدورة 11، كان بفضل جميع المهنيين من فنيين وتقنيين، وأضاف أن التظاهرة تألقت بفضل الجمهور الكبير الذي عاش أسبوعا من المتعة، وبذلك أكد في كلامه أن "المالوف يبقى الجسر الأول لمدينة قسنطينة"، وعنوانها الأول. وشكر بن بكير كل الداعمين له، وحتى الناقدين، ضاربا لهم موعدا جديدا العام المقبل، في دورة جديدة ستشهد نضجا أكبر ومفاجآت عديدة. استُهل الحفل بتكريم الراحل محمد الطاهر الفرقاني، وقد استلم الشهادة ودرع المهرجان ابنه نصر الدين، وسلمه إياه الحفيد عدلان الفرقاني، الذي أعرب بدوره عن شكره لكل القائمين على التظاهرة الذين شرفوه بهذا التكريم، وكرم أيضا الفنان محمد حمة، سلمه الشهادة ودرع المهرجان محافظ المهرجان إلياس بن بكير. وقال حمة "شكرا لكل من أعطاني فرصة الحديث إلى هذا الجمهور، هناك خلف رائع من الجيل الجديد في فن المالوف، أجدني سعيدا جدا به". ثم اعتلى المسرح الفنان حمدي ديميرسي أوغلو، الذي حضر الاحتفالية ممثلا لبلده تركيا، ضيفة شرف الطبعة 11 من مهرجان المالوف الدولي، وقال "جئت أحمل إليكم سلاما من إسطنبول.. إن شعبي الجزائروتركيا إخوة، أتمنى أن يعجبكم ما اخترناه لكم خلال هذه السهرة". عزف الفنان وفرقته (المكونة من ابنه جان ديميرسي أوغلو على آلة الكمان، العازفة ديربار على الكمنجة، جانار جان على القانون، وعدنان غول على آلة الإيقاع أو الطبل) مقاطع موسيقية من مقامات الرصد والنهاوند، فعلى مقام النهاوند أدى أغنية "يا ربي وين صاحب قلبي"، وأضاف أغنيتين في نوع السماع، إلى جانب أغنية قديمة تحمل عنوان "ونحن في طريقنا إلى اسكودار نزل المطر"، كما أدى أغنية تركية عنوانها "أهلا وسهلا بكم". في القسم الثاني من الحفل، بدأ الفنان عدلان فرقاني برنامجه الموسيقي بنوبة رصد الذيل "من عذب عاشق جزاه النار"، تلتها خلاص "لله يا ابن الورشان"، ثم خلاص ثاني "واش حال من بكم". أما الفنان مالك شلوق، فقدم نوبة "غرناطة"، التي كتبت بعد سقوط مدينة غرناطة الأندلسية، إضافة إلى مجموعة من الأزجال. كما شارك كل من أمين بوناح، من خلال أداء نوبة "السيكا" المأخوذة من المصطلح الفارسي "سيكاه"، حيث غنى "يا شبيه ضي الهلال"، وإلى جانبه أيضا كل من الفنانين عادل مغواش ونزيم لمنور الذي قدم للجمهور نوبة "زرني يا مليح". تم تكريم البروفيسور والأستاذ الجامعي عبد الله حمادي والباحث في التاريخ عبد المالك مرواني، من طرف البروفيسور سليمان حاشي، وشهد حفل الختام تقديم عرض أزياء من تنظيم "دار عزي للخياطة والأزياء"، أبرز جمال وعراقة "القندورة" القسنطينية، من خلال مجموعة تصاميمها الأخيرة، وأظهر جمال اللباس التقليدي الجزائري عموما، وتميز "القندورة" القسنطينية و"قفطان القاضي" بشكل خاص.