قضى القسنطينيون، سهرة أول أمس، ليلة من ليالي الأنس في الطرب الأندلسي، جمعت كوكبة من الأصوات النسائية الجزائرية البارزة، وقد مثلت كل واحدة مدرستها، سواء في الحوزي أو الصنعة، وكذلك المالوف، وكانت الفنانة اللبنانية المتألقة جاهدة وهبة بمثابة حبة الكرز على قطعة الحلوى المقدمة للحاضرين في قاعة العروض الكبرى "الزينيت"، ضمن المهرجان الدولي 11 للمالوف. «القندورة وحراير المدينة" هو عنوان السهرة الرابعة من عمر المهرجان، استهلته الفنانة اللبنانية جاهدة وهبة بأداء الأغنية الشهيرة التي تعكس تراث مدينة قسنطينة في المالوف "بسم الله نبدا كلامي قسنطينة هي غرامي"، وقد تخللتها بصوتها القوي والدافئ في آن واحد، قراءة من أشعار الكاتبة الروائية أحلام مستغانمي، وهي تتغزل بمدينتها قسنطينة. أدت جاهدة وهبة "يا طير الحمام" من أشعار الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، و«يا ريت فيي أنهدى" للشاعر اللبناني طلال حيدر وألحان جاهدة وهبة باللغة المحكية اللبنانية، وبعدها أدت أغنية "أنجبني" وهي كلمات أحلام مستغانمي، ثم عادت للموشح المعروف "لما بدى يثنى"، كما قدمت أغنية للفرنسية إيديت بياف، مترجمة إلى العربية، وكانت "رابعة العدوية" قصيدة الختام لوصلتها الغنائية. وكُرم أسامة عبد الرسول، الموسيقار المرافق لها، من طرف محافظ المهرجان الياس بن بكير، الذي كرم جاهدة وهبة أيضا. وأبدعت المطربة العاصمية نعيمة الدزيرية في طبع الصنعة وأدت "ابو العيون الوقاح"، أعقبته باستخبار "يعجبني ف النوار السنبل والياسمين"، ثم غنت "القلب بات سالي والخاطر فارح"، تلتها "من نهوى روحي وراحتي"، وعرجت على التراث القسنطيني من خلال أداء "وحد لغزال". من جهتها، قدمت الفنانة مريم بن علال، أصيلة المدرسة الغرناطية في تلمسان (الحوزي التلمساني) "يا ضو عياني"، ثم "ربي بلغ المقصود"، وكان للمطربة التفاتة جميلة لشيخ أغنية المالوف الراحل الحاج الطاهر الفرقاني، وهي عبار عن سليسلة "يا باهي الجمال" التي اشتهر بها الراحل ويعشقها محبوه، ثم ختمت بانصراف "يا مولاي لا تفضح أمري". أما الفنانة ندى الريحان، فقد بدأت برنامجها الموسيقي بأغنية حوزي "يا قلبي خلي الحال"، ثم "يا زهوة بالي"، "حين تصفار العشية"، "يا ساقي واسقي حبيبي"، "الله بلاني"، "ارحم عبيدك في الهوى"، "يدوم هناكم"، وختمت ب "يا بابا منصور". وختمت السهرة الفنانة دنيا الجزائرية، التي أدت في بداية أغنية "جادك الغيث" من الموشحات الأندلسية، ثم قدمت نوبة في طبع المزموم، ختمتها بانصراف "يا روحي ويا". وجرى تكريم بعض القامات الفنية القسنطينية التي رحلت، على غرار الزواوي مخلوف، مراد العايب، العيد فنيخ، بحضور عائلاتهم.