أشعلت استقالة رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، جهيد زفيزف، حمى السباق نحو مبنى دالي ابراهيم، ساعات فقط بعد إعلانه الرسمي عنها، وسط الكثير من الضبابية بخصوص الأسماء المعينة بدخول الانتخابات المقبلة، أو نظيرتها المقترحة لخوض معركة تعويض زفيزف، في تكرار لسيناريو عدم الاستقرار الذي ضرب الهيئة الفيدرالية، خلال العامين الأخيرين، حيث عرفت رئيسين مختلفين في العهدة الأولمبية الجارية، شرف الدين عمارة وجهيد زفيزف. اكتفى زفيزف بالبقاء لعام واحد فقط على رأس "الفاف"، وشهد خلاله الكثير من الإخفاقات الكروية والتسييرية، منها الإقصاءات المبكرة لكل المنتخبات الوطنية، من مختلف المسابقات باختلاف فئاتها السنية، فضلا عن العديد من المهازل، أبرزها فضيحة عدم تسجيل المنتخب النسوي للمشاركة في تصفيات أولمبياد باريس 2024، دون الحديث عن إخفاقه في انتخابات عضوية المكتب التنفيذي ل«الكاف"، وعدم تعامله بطريقة مثالية مع ملف ترشح الجزائر لتنظيم "كان 2025"، دون الحديث طبعا عن مهازل الكرة المحلية والبطولة الوطنية. قالت مصادر "المساء" أمس، إن العديد من الأسماء أبدت رغبتها في خلافة جهيد زفيزف على رأس "الفاف"، والبداية من رئيس وفاق سطيف، عبد الحكيم سرار، الذي ترشح وخسر أمامه في انتخابات العام الماضي، وتشير مصادرنا إلى أن نية سرار تقابلها المعارضة القوية من أعضاء الجمعية العامة، بعد أن فقد الدولي السابق شعبيته منذ فترة، في وقت يحضر وليد صادي نفسه للترشح أيضا، بعد أن استوفى عضو المكتب الفيدرالي السابق كل شروط الترشح، بانضمامه إلى مجلس إدارة نادي التضامن السوفي الصاعد الجديد إلى الرابطة المحترفة الأولى، وكان صادي قد عبر في تصريحات إعلامية سابقة، عن رغبته في الترشح، نافيا أن يكون لديه أي خلاف مع مدرب "الخضر"، جمال بلماضي، كما تم الترويج له سابقا، أو اعتراض الأخير على ترشحه لرئاسة "الفاف"، وعرفت الساعات القليلة الماضية، بروز بعض الأسماء التي يتم الترويج لها، من قبل أطراف محسوبة على مسؤولين سابقين في "الفاف"، على غرار رشيد أوكالي رئيس لجنة تنظيم بطولة إفريقيا للاعبين المحليين (شان 2022)، الذي يراه البعض إسما قادرا على دخول المعترك الانتخابي للاتحاد الجزائري، من منطلق أنه تربطه علاقة جيدة بجمال بلماضي، رغم أن الأخير نفى في العديد من المرات، تدخله في تعيين رئيس "الفاف"، أو ضغطه من قريب أو بعيد، لدعم مترشح على حساب آخر. من جهة أخرى، تُروج بعض الأطراف لإمكانية عودة الرئيس السابق المستقيل، شرف الدين عمارة، إلى منصبه، على اعتبار أنه كان "كبش فداء" فقط، لإقصاء المنتخب الوطني من التأهل إلى مونديال 2022، وتعرض للمحاسبة وحده فقط دون باقي الأطراف، ومنها المدرب جمال بلماضي، وكان عمارة أعلن استقالته نهاية شهر مارس من عام 2022، يومين فقط بعد إقصاء "الخضر" أمام الكاميرون، وتم ترسيم استقالته خلال الجمعية العامة لشهر جوان من العام الماضي، قبل أن تجرى الانتخابات يوم 7 جويلية 2022، والتي فاز بها جهيد زفيزف، ويُعد هذا الجدل واللغط عاديا في مثل هذه الظروف، في انتظار استقرار السلطات على مرشح إجماع لقيادة "الفاف" في الفترة المقبلة. في ذات السياق، سيتكفل نائب رئيس "الفاف" عز الدين أعراب، معنيا بتسيير شؤون "الفاف" من الناحية القانونية لمدة 60 يوما، ويخول له القانون، بمشاورة المكتب الفيدرالي، استدعاء جمعية انتخابية استثنائية، قبل انتهاء هذه الفترة، من أجل تحديد خليفة زفيزف، علما أن أعضاء المكتب الفيدرالي مجبرون على الرحيل أيضا، لأنهم انتخبوا ضمن قائمة زفيزف من طرف الجمعية العامة، وليس اسميا (فرديا)، بالتالي فإن استقالة زفيزف تعني نهاية مهمتهم، ما دام أن الرئيس المقبل ل"الفاف" سيختار أيضا أعضاء جُددا في المكتب الجديد.