برمجت مسرحية "طلاق بلا زواج" للمخرج وليد بوشباح، لتعرض يومي 25 و26 أفريل 2024، بمسرح "سارتروفيل" بالعاصمة الفرنسية باريس، والعمل مأخوذ من مؤلف "الجريدة" للكاتب الراحل مولود فرعون، وأنتج في 2015، لكنه يعود للعرض على المسارح الفرنسية العام القادم. يؤدي كل من الممثلين فضيل عسول، مراد أوجيت ومحمد زامي، فصول الرواية المسرحية، نقلا عن كتاب "الجريدة" لمولود فرعون، وهو عبارة عن تسجيل يوميات الراحل أثناء الحرب التحريرية، إذ يصف حجم معاناة سكان الأهالي بقريته، من نير المحتل الظالم. ويعد كتاب "الجريدة" لمولود فرعون، شهادة لحقيقة خالصة، لها علاقة بأحداث الحرب في الجزائر وقت الاحتلال الفرنسي، ففي العادة، كتابة يوميات هي رواية حياته الخاصة، يوما عن يوم، والقليل من اليوميات الخاصة قد نشرت، فالأمر شخصي أكثر من أي شيء آخر، مما قد لا يثير اهتمام القارئين. غير أن يوميات مولود فرعون، تضم محتوى خاصا، ذات فائدة عامة وتاريخية لا يمكن إنكارها. إنها ليست يوميات تتعلق بإيقاع الحياة الخاصة، إنها شهادة على حقيقة صافية. وحسب قراءات نقدية سابقة، ذكرت أن المخرج وليد بوشباح كانت له الشجاعة الفنية ليحول نصا سرديا أدبيا، ويكون عملا مسرحيا كامل الأركان، والأكثر من ذلك، قام بإبراز الأوضاع الحياتية أثناء الحرب التحريرية. مولود فرعون (1913 بتيزي وزو -1962) أديب وكاتب جزائري يكتب باللغة الفرنسية، اغتالته منظمة الجيش السري في بن عكنون بالجزائر العاصمة في 15 مارس 1962، قبل أربعة أيام من وقف إطلاق النار الذي شكل الخطوة الأولى لنهاية الثورة الجزائرية واستقلال البلاد. أعماله الأكثر شهرة هي الثلاثية "ابن الفقير" (1950)، "الأرض والدم" (1953) و«الدروب الوعرة" (1957). ترك مولود فرعون عدة مؤلفات أدبية، بالإضافة إلى الكثير من المقالات، منها "أيام قبائلية" عام 1954، ويتكلم فيه عن عادات وتقاليد المنطقة، وفي عام 1960 أصدر مؤلفا عنوانه "أشعار سي محند"، وفي 1969 صدر له "رسائل إلى الأصدقاء"، وكلها تتكلم عن المعاناة الجزائرية تحت ظلام الاستعمار والمحاولات العديدة لطمس هويته، من تجهيل ونشر للمسيحية، كما نشر في 1972، مؤلف "الذكرى".