استشهد ثلاثة فلسطينيين، أمس، برصاص قوات الاحتلال الصهيوني في مدينة نابلس بالضفة الغربيةالمحتلة التي لا تزال تشكل مدنها ومخيماتها وقراها مسرحا مستمرا لاعتداءات صهيونية همجية واعدامات شبه يومية لا تفرق بين الصغير والكبير ولا المدني والمقاوم. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد نورالدين العرضة البالغ 32 عاما ومنتصر سلامي البالغ 33 عاما وسعد الخراز البالغ 43 عاما، والذين راح جيش الاحتلال وكعادته يزعم بأنهم "ارهابيين مسلحين" لتبرير جرائمهم المستمرة في حق أبناء الشعب الفلسطيني العزل. وسقط الشهداء الثلاثة بعد استهداف قوات الاحتلال الصهيوني لمركبتهم التي كانوا يستقلونها عند بوابة جبل جرزيم في نابلس شمال الضفة الغربية، حيث أطلقت الرصاص الحي عليهم. وهو ما جعل المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، يؤكد أن اغتيال الشبان الثلاثة برصاص قوات الاحتلال الصهيوني في نابلس يعد "جريمة حرب" وهي استمرار لسياسة العقاب الجماعي التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. وقال أبو ردينة إن استمرار عمليات القتل اليومية واقتحام المدن الفلسطينية والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية إلى جانب الاستيطان ومخططات الضم والتوسع العنصري وغيرها من الجرائم الصهيونية "لن يركع شعبنا ولن يجلب الأمن والاستقرار لأحد، لأن السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمن هو إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة التي أقرتها الشرعية الدولية". وأكد أن حكومة الاحتلال الصهيوني هي "وحدها من تتحمل تبعات ما يجري من عدوان وجرائم سواء من قبل قوات الاحتلال أو إرهاب المستوطنين الذي يجري تحت بصر وحماية جيش الاحتلال"، مشيرا في حديثه إلى أن "العجز الدولي وصمت الإدارة الأميركية هو الذي يشجع الاحتلال على الاستمرار بجرائمه ضد الشعب الفلسطيني". وطالب ب "تدخل أمريكي فوري لوقف هذا العدوان الذي يهدف لجر المنطقة إلى مربع العنف والتوتر وعدم الاستقرار". ونفس موقف الادانة عبرت عنه وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية التي أكدت في بيان لها أن جريمة الاحتلال في نابلس تؤكد مصداقية التوجه الفلسطيني للمحاكم الدولية. وجاء في البيان أن "هذه الجريمة وغيرها من الجرائم مثل التصعيد الحاصل في عمليات هدم المنشآت والمنازل الفلسطينية، هي الرد الصهيوني على ما قامت به دولة فلسطين بالأمس ممثلة بوزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي في تقديم مرافعة دولة فلسطين الشاملة والتفصيلية لقلم محكمة العدل الدولية وهي تأكيد على مصداقية التوجه للمحاكم الدولية لاستصدار رأي استشاري بشأن هذا الاحتلال الذي طال أمده وصولا لمساءلة ومحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة في المحاكم الدولية خاصة المحكمة الجنائية الدولية". واعتبرت الخارجية الفلسطينية أن "الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني بحق ثلاثة شبان في نابلس، جريمة حرب وامتداد لانتهاكات وجرائم الاحتلال المتواصلة في طول وعرض الأرض الفلسطينيةالمحتلة كجزء لا يتجزأ من محاولة الكيان الصهيوني وأذرعه المختلفة كسر إرادة الشعب الفلسطيني الصامد لتسهيل تنفيذ المشروع الصهيوني الاستعماري الهادف لتكريس ضم الضفة الغربيةالمحتلة بما فيها القدس الشرقية وتصفية قضية الشعب الفلسطيني". كما أكدت أنها تندرج في إطار حرب الاحتلال المفتوحة على الوجود الفلسطيني الوطني والإنساني خاصة في القدس وعموم المناطق المصنفة (ج) ومحاولاته لفرض صيغة عنصرية من التعايش مع الاحتلال.