من ثلاثة شهداء إلى ستة ثم تسعة وعشرة، ارتفعت أمس، تباعا حصيلة ضحايا العدوان الهمجي الذي شنته قوات الاحتلال الصهيوني على مدينة نابلس الواقعة إلى شمال الضفة الغربيةالمحتلة على مدار ثلاث ساعات كاملة لم تتوقف فيها على رمي الفلسطينيين يمينا وشمالا وفي كل الاتجاهات بالرصاص الحي، ما تسبب في إصابة ما لا يقل عن 80 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. وشنّت قوات الاحتلال بداية من الساعات الأولى من صباح أمس، عملية عسكرية جديدة على مدينة نابلس استخدمت فيها الرصاص الحي كعادتها، في حين واجه شبان المدينة عدوان الاحتلال برشق قواته بالحجارة وإضرام النار في إطارات السيارات. وهو ما أدى إلى مواجهات عنيفة بين الطرفين خلفت في حصيلة أولية استشهاد عشرة فلسطينيين تتراوح أعمارهم ما بين 23 عاما و70 عاما واصابة ما لا يقل عن 80 آخرين بجروح متفاوتة نقلوا الى مختلف المؤسسات الطبية القريبة لتلقي العلاج. وبنفس الحجج الواهية والمزاعم الكاذبة، راحت قوات الاحتلال تبرر اعتداءاتها المتكررة والهمجية في حق الفلسطينيين في البحث عن مطلوبين لديها ممن تصفهم ب "الارهابيين" في إشارة إلى الشبان الفلسطينيين الذين يدفعون حياتهم ثمنا من أجل الدفاع عن أرضهم ووطنهم ومقدساتهم وينفذون عمليات استشهادية في قلب الكيان المحتل نفسه. وهو ما ولد حالة من الرعب الشديد في الكيان العبري الذي راحت سلطاته بقيادة حكومة اليميني المتطرف، بنيامين نتانياهو، تضعها كشماعة مثل سابقاتها لتواصل اعداماتها في حق الفلسطينيين ما دامت لا تجد أي جهة قادرة على ردعها. ويأتي هذا العدوان الجديد ليؤكد تحدي الكيان العبري لكل المجموعة الدولية بدليل أنه يأتي غداة بيان مجلس الأمن الدولي الذي أدان فيه الاستيطان وخاصة قرار حكومة الاحتلال الاخير بشرعنة تسع مستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة. وأدان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، العدوان الصهيوني الجديد على نابلس. وقال إن ما تتعرض له مدينة نابلس "إرهاب منظم" تسعى إسرائيل من خلاله إلى تصدير أزمتها الداخلية إلى الساحة الفلسطينية. وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني "الأممالمتحدة بالكف عن سياسة المعايير المزدوجة التي تشجع إسرائيل على مواصلة عدوانها ضد شعبنا"، مؤكدا أن "كل ما يمارس ضد شعبنا لن يثنيه عن مواصلة نضاله المشروع لتحقيق أهدافه بالحرية وإنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس". من جانبه، قال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، إن "صنع السلام الحقيقي يأتي من خلال الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني التي أقرتها الشرعية الدولية أولا". وأدان أبو ردينة "العدوان الإسرائيلي المتواصل على مدينة نابلس"، محمّلا "الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد الخطير الذي يدفع بالمنطقة نحو التوتر وتفجر الأوضاع". ونفس موقف الإدانة عبرت عنه وزارة الخارجية الفلسطينية التي أكدت في بيان لها بأنها تتابع هذه الجرائم على كافة المستويات كافة بما فيها الأممية والمحاكم الدولية المختصة.