حدد الاجتماع الأخير للمكتب الفدرالي (المنتهية عهدته وصلاحيته)، وبتوصية من وزارة الشباب والرياضة، خارطة طريق، تعيين خليفة لرئيس "الفاف" المستقيل، جهيد زفيزف، من خلال تحديد تاريخ لا يتجاوز الشهر المقبل، لإجراء الجمعية الانتخابية الاستثنائية، وسط جدل ولغط كبيرين حول الأسماء المعنية بالترشح في الأيام القليلة المقبلة، رغم التداول الصريح لأسماء سرار وصادي وعنتر يحيى. كان المكتب الفدرالي قد عقد آخر اجتماع له، الثلاثاء الماضي، بهدف واحد، وهو التسريع في إجراءات تعيين خليفة لزفيزف المستقيل، ما يفسر قيام أربعة أعضاء بتقديم استقالتهم من منصبهم، بسبب قانون ازدواجية المناصب، الأمر الذي يسقط بذلك أهلية المكتب الفدرالي، ويؤدي إلى حله تلقائيا، استنادا إلى لوائح الاتحاد الجزائري لكرة القدم، نتيجة عدم اكتمال النصاب القانوني، في ظل استقالة أربعة أعضاء سابقين، أي ثمانية أعضاء في المجموع، من أصل 13 عضوا، وهو ما أكدته "الفاف" في بيان لها بعد ذلك الاجتماع، مشيرة إلى تكليف الأمين العام، أمين دبيشي، بتسيير الفترة المقبلة والتحضير للجمعية الانتخابية الاستثنائية، الشهر المقبل، مع تعيين لجنة الترشيحات المعنية باستقبال ودراسة ملفات المترشحين. كانت وزارة الشباب والرياضة قد طالبت بضرورة الإسراع في حسم مستقبل رئاسة الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وعدم تضييع الوقت مرة أخرى، حفاظا على استقرار الاتحاد الجزائري، الذي عرف رئيسين مختلفين في ظرف عامين، الأول كان شرف الدين عمارة، قبل أن يضطر إلى تقديم استقالته، بعد إقصاء المنتخب الوطني من التأهل إلى كأس العالم 2022 في قطر، ثم جهيد زفيزف الذي استقال بدوره، بعد فشله في الفوز بانتخابات عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وخسارته أمام رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم، عبد الحكمي الشلماني، الأمر الذي أغضب كثيرا السلطات الجزائرية، التي سخرت كل الإمكانات لتعبيد طريق زفيزف إلى المكتب التنفيذي ل«الكاف"، منها تنظيم بطولتين إفريقيتين بالجزائر، "شان 2022"، ثم "كان تحت 17 عاما"، لكن زفيزف، لم يستغل ذلك، وعجز عن حشد دعم الاتحادات الإفريقية التي تواجدت لعدة أسابيع في الجزائر. من جهة أخرى، أكدت مصادر "المساء"، بأن نية الترشح لرئاسة الاتحاد الجزائري لكرة القدم، تنحصر في الوقت الحالي بين ثلاثة أسماء، ويتعلق الأمر بكل من رئيس مجلس إدارة وفاق سطيف، عبد الحكيم سرار، وعضو المكتب الفدرالي السابق، وليد صادي، والدولي الأسبق، عنتر يحيى، حيث تحركت الأسماء الثلاثة لاختيار من سيكون ضمن قائمتها الانتخابية، فضلا عن محاولة حشد الدعم الرسمي ومن أعضاء الجمعية العامة ل"الفاف"، وبعيدا عن عدم استجابة بعض المترشحين للقوانين الخاصة والمعدلة للترشح، وفي مقدمتها عدم التوفر على الشهادة الجامعية، كما هو الحال بالنسبة لعبد الحكيم سرار، فإن العديد من المعطيات ستحكم سباق الانتخابات المقبلة. أكدت ذات المصادر، أن وليد صادي، يحظى بدعم قوي من طرف رئيس "الفاف" السابق، محمد روراوة، وحاشيته، ما يؤهله للفوز بالانتخابات المقبلة من الناحية النظرية، لكن ذلك لن يكون بالأمر الهين، في حال تأكد ترشح عنتر يحيى، الذي تحصل في وقت سابق على الضوء الأخضر من السلطات الرسمية للترشح في الانتخابات الماضية، لكن تدخل جمال بلماضي، ورفضه العمل مع زميله السابق في "الخضر"، دفعه للانسحاب، غير أن مصادر "المساء"، كشفت هذه المرة، بأن المعطيات تغيرت كثيرا، لأن بلماضي لا يحظى بنفس المكانة السابقة التي كان يتمتع بها، ولن يسمح له بالتدخل هذه المرة في تحديد هوية رئيس الاتحاد الجزائري المقبل، الأمر الذي يفتح سباق الانتخابات على كل الاحتمالات.