يواجه مستعملو القطار معاناة حقيقية نتيجة تعديل برنامج الرحلات، وتأخرها عبر مختلف الخطوط، خاصة في هذه الفترة الصيفية، التي تشهد ارتفاعا قياسيا في درجات الحرارة، حيث اعتمدت مؤسسة النقل عبر السكك الحديدية، برنامجا جديدا لسير قطارات ضاحية الجزائر العاصمة، ابتداء من العاشر جويلية بدون أخذ بعين الاعتبار، فئة العمال، وانعكاس ذلك على تنقّل المواطنين، خاصة الموظفين الذين يصلون متأخرين إلى أماكن عملهم. عبّر عدد من مستعملي القطاع ل "المساء"، عن متاعبهم اليومية نتيجة اعتماد شركة النقل عبر السكك الحديدية، برنامجا جديدا منذ شهر جويلية، عمّق من معاناة الزبائن، خاصة العمال الذين يلتحقون يوميا بمناصب عملهم، سواء في العاصمة أو الولايات المجاورة عبر خطوط النقل بالسكك الحديدية، التي يفضلها أغلبهم لقطع المسافة في ظرف وجيز، عوضا عن الحافلات. ووصف هؤلاء وضعية النقل عبر القطار في الفترة الصيفية، بالكارثي، نتيجة إلغاء عدد من الرحلات التي كانت مبرمجة في سائر الأيام، خاصة تلك التي تنطلق مبكرا، والتي يعتمد عليها كثيرون للوصول إلى مقرات عملهم في الوقت المناسب، مشيرين إلى أن التأخر الذي كانت تعرفه رحلات قطارات ضاحية الجزائر العاصمة، تأزّم أكثر بعد أن تم تقليص عددها. وما زاد من معاناة زبائن شركة "أس أن تي أف"، الجو الحار الذي أرهقهم كثيرا، حيث يقضون من ساعة إلى ساعتين، وأحيانا أكثر من ذلك تحت أشعة الشمس الحارقة بمحطات القطار، فضلا عن الازدحام الذي ينتج عن ذلك، ووصولهم متأخرين إلى مقر عملهم، خاصة على مستوى بعض المناطق التي تعرف نقصا في وسائل النقل العمومي، حيث يجد هؤلاء صعوبة كبيرة في التنقل إلى خارج العاصمة بعدما تم تعديل برنامج الرحلات الذي يدوم إلى غاية الدخول الاجتماعي المقبل. وذكر مستعملو القطار عبر خطوط الجزائر العاصمة - الثنية، والعاصمة - العفرون، والجزائر العاصمة - تيزي وزو - وادي عيسى، أن الرحلات المبرمجة التي أعلنت عنها الشركة، لا وجود لها في الواقع، حيث يتفاجأون في كل مرة، بتأخر القطار بدون إعلامهم مسبقا؛ ما يجعلهم يقضون أوقاتا طويلة ومرهقة بالمحطات. وأوضح المشتكون أن تدني الخدمات راجع إلى تقليص عدد العربات من ثلاث إلى عربتين، وكذا أشغال تجديد السكة الحديدية، فضلا عن السرقة والاعتداءات والمشاجرات بالأسلحة البيضاء التي تحدث رغم وجود كاميرات مراقبة. كما حرم زبائنَ الشركة من الراحة أثناء السفر، الباعة المتجولون داخل القطار، و المتسولون الذين لا يتوقفون عن الحركة طيلة الرحلة. ويأمل هؤلاء أن تأخذ المؤسسة شكاواهم بعين الاعتبار، لتحسين خدمات النقل عبر القطار، خاصة مع الدخول الاجتماعي القادم، حيث يزداد عدد الزبائن، الذين يفضلون هذه الوسيلة عن غيرها، للوصول إلى وجهتهم في أقرب وقت. كما يطالبون بإعادة النظر في برنامج الرحلات خلال الفترة الصيفية، التي يستمر فيها الكثيرون في العمل، حيث تقتصر عطلهم على شهر واحد فقط وليس طيلة الصيف.