أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أن غالبية التزاماته أمام الشعب الجزائري قد تجسدت على أرض الواقع، حيث تم في إطار بناء الجزائر الجديدة، تعزيز قوة الدولة للدفاع عن المواطن ومصالحه. وخلال لقائه الإعلامي الدوري الذي بث سهرة أول أمس السبت عبر القنوات التلفزيونية والإذاعية الوطنية، كشف الرئيس تبون أن قرابة 75 بالمائة من الالتزامات ال54 التي تعهد بها أمام الشعب الجزائري قبل انتخابه رئيسا للجمهورية، تجسدت على أرض الواقع ويجري تنفيذ ما تبقى من هذه الالتزامات. وحرص رئيس الجمهورية، في رده على أسئلة الصحفيين، على إبراز الأشواط الكبيرة التي قطعتها الجزائر الجديدة في مختلف القطاعات، رغم بعض الانتقادات غير المؤسسة والمحاولات اليائسة للعودة إلى الماضي وتلك فترة لن تعود أبدا. ظاهرة تضخيم الفواتير تقلّصت بشكل كبير في السنوات الأخيرة.. لن نذهب للاستدانة من الأفامي ولا البنك العالمي ❊ تضخيم الفواتير تجاوز 30 % من القيم المصرح بها ما بين 2009 - 2019 ❊ الدولة بالمرصاد وتنتهج مقاربة جديدة لاسترجاع الأموال المهرّبة وطي الملف ❊ نجحنا في إنتاج زيت المائدة محليا لأول مرة وقريبا إنتاج السكر ❊ باب الاستثمار مفتوح على مصراعيه لمن يستثمر بأمواله الخاصة ❊ مجلس ضبط الواردات للوقاية من القرارات الفردية وتذبذبات السوق أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أن ظاهرة تضخيم الفواتير بهدف تهريب العملة، تقلّصت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة بفضل الجهود المبذولة في مجال الرقابة على التجارة الخارجية. وأوضح رئيس الجمهورية أن قيمة تضخيم الفواتير للفترة من 2020 إلى يومنا هذا، تقدر بأقل من 400 مليون دولار، ما يعني أنها تقلّصت بشكل كبير مقارنة بالسنوات الماضية، مذكرا باستفحال ظاهرة تضخيم الفواتير بهدف تهريب العملة خلال الفترة 2009 - 2019 ، حيث تجاوزت نسبة 30 %من قيمة الفواتير المصرح بها، استنادا لتقديرات عدة هيئات دولية. ويرجع تقلص ظاهرة تضخيم الفواتير في السنوات الأخيرة إلى نجاعة آليات الرقابة على التجارة الخارجية والتي كانت غائبة في الفترة السابقة، وإلغاء بعض القوانين التي كانت تفتح المجال للخروقات التي كانت تسجل في مجال الاستيراد. وفي الإطار، لفت إلى أن "البعض يحن لهذه الفترة"، مؤكدا أن "هذه المرحلة لن تعود مهما كان الحال، فهناك رجال يدافعون على البلاد وعلى مكتسبات الشعب". وأضاف بأن الدولة تبقى "بالمرصاد" لهذه الممارسات، مشيرا إلى انتهاج مقاربة جديدة في التعامل مع من تورط في ظاهرة تضخيم الفواتير في المرحلة السابقة، تعتمد على تسويات لإرجاع المبالغ المهربة من أجل طي الملف. وحول المجلس الأعلى لضبط الواردات، أوضح الرئيس أنه سيشكل فضاء للتنسيق والتشاور بين مختلف القطاعات المتدخلة حول تنظيم مجال الاستيراد، تفاديا للقرارات الفردية التي يمكن أن تحدث تذبذبات في السوق. وأضاف بأن الهدف يكمن في حماية الإنتاج الوطني من دون إحداث ندرة في السوق، حيث سيتم تحديد الكميات الواجب استيرادها، بشكل تكميلي للكميات المنتجة محليا. وأكد بهذا الخصوص على أهمية الحفاظ على المكتسبات المحققة في مجال الإنتاج الوطني، "حفاظا على استقلالية البلاد" مضيفا : "لن نذهب للاستدانة من صندوق النقد الدولي ولا من البنك الدولي". وفي معرض حديثه عن الاستثمارات الإنتاجية المنجزة، أشار إلى مشروع إنتاج زيت المائدة محليا لأول مرة، في حين سينطلق إنتاج السكر انطلاقا من مواد أولية منتجة محليا "العام المقبل". وبعد أن ذكر بالتطوّرات الحاصلة في مناخ الأعمال، أكد الرئيس بأن باب الاستثمار يبقى مفتوحا على مصراعيه لمن يستثمر بأمواله الخاصة في حين يكون مقيدا بشروط إذا كان بأموال عمومية، مشيرا إلى أن معظم الاستثمارات المنجزة تتجاوب مع حاجيات السوق الوطنية. الرئيس الصيني أبدى ثقته في التوجّه الجديد للجزائر.. الصين "شريك موثوق" وزيارة فرنسا لن تكون للسياحة ❊ نمر اليوم إلى مرحلة التصنيع والشراكة المتطوّرة بين الجزائروالصين ❊ لا خصومة لنا مع فرنسا وزيارة الدولة لديها معاييرها وخصوصيتها أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أن الصين تعد "شريكا موثوقا" للجزائر وأن هناك مشاريع مشتركة تشمل عدة قطاعات بين البلدين. وقال الرئيس تبون، إن جمهورية الصين الشعبية "شريك موثوق" للجزائر، مشيرا إلى أن الرئيس الصيني، السيد شي جين بينغ، أبدى ثقته في التوجه الجديد الذي تنتهجه الجزائر. وأضاف رئيس الجمهورية في نفس الإطار أن الجزائر مستعدة لإنشاء شركات مختلطة مع الجانب الصيني، مبرزا ضرورة "القيام بدراسة دقيقة لكافة المشاريع بين البلدين"، لاسيما -مثلما قال- "وأننا نمر اليوم إلى مرحلة التصنيع وإنشاء شراكات متطوّرة". وعن زيارة الدولة التي كانت مرتقبة إلى فرنسا، أوضح الرئيس أنها "لا تزال قائمة ولم يتم إلغاؤها ونحن ننتظر برنامج هذه الزيارة من طرف الرئاسة الفرنسية". وشدّد الرئيس تبون على أن زيارة الدولة لابد أن تكلل بنتائج ملموسة، مثلما كان عليه الشأن بالنسبة لزيارات الدولة التي قام بها إلى عدة دول، على غرار روسيا، الصين، البرتغال وإيطاليا. وذكر بأن الهدف من زيارة الدولة التي يعتزم القيام بها إلى فرنسا هو تعزيز العلاقات بين البلدين، مضيفا بالقول: "ليس لدينا خصومة مع فرنسا وزيارة الدولة إلى هذا البلد قائمة، لكن لا يجب أن تكون زيارة سياحية". الجزائر قطعت أشواطا كبيرة في مجال المقاولاتية والابتكار.. الرئيس تبون: دول بريكس تعتبر انضمام الجزائر ضروريا للمجموعة * انطلقنا من الصفر لنحتل المرتبة السابعة إفريقيا في المؤسسات الناشئة * الشباب المقاول مستقبل البلاد لمساهمته في تطوير الناتج الداخلي الخام * نحصي 6 آلاف مؤسسة ناشئة وإحداها صدرت 200 مليون دولار بعد 9 أشهر من إنشائها قال رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أن الجزائر قطعت أشواطا كبيرة في مجال المؤسسات الناشئة، مبرزا أن هدف السلطات العمومية اليوم هو خلق المناخ الملائم لبروز جيل جديد من المقاولين الجامعيين "الوطنيين" للإسهام في تنمية الاقتصاد الوطني. وأوضح رئيس الجمهورية أن الجزائر التي انطلقت "من الصفر" في ميدان المؤسسات الناشئة وفي المقاولاتية والابتكار، هي اليوم في المرتبة السادسة أو السابعة إفريقيا، حيث تحصي اليوم نحو 5000 إلى 6000 مؤسسة ناشئة. وإذ اعتبر أن هذا الرقم "قليل"، إلا أن الهدف -يقول رئيس الجمهورية- هو "خلق جيل جديد من المقاولين، جيل جامعي نزيه ووطني لا نشك في وطنيته والذي سينطلق بالجزائر نحو العولمة"، مبرزا القدرات التي أبانت عنها هذه المؤسسات في مجال الخدمات المبتكرة ومساهمتها في تطوير صادرات البلاد. وأضاف، أن إحدى هذه المؤسسات "تمكنت بعد تسعة أشهر من إنشائها من تصدير ما قيمته 200 مليون دولار"، مبرزا أن الشباب المقاول في مجال المؤسسات الناشئة "هم مستقبل البلاد" كونهم يساهمون في تطوير الناتج الداخلي الخام للجزائر بشكل كبير من خلال الخدمات التي توفرها مؤسساتهم. وفي مجال التكفل بالمؤسسات الناشئة، أفاد الرئيس أنه تم الاتفاق مع السلطات الصينية لإيفاد 300 شاب جزائري من أصحاب هذه المؤسسات إلى الصين على دفعات، في إطار دورات تدريبية ومسابقات، ضمن برنامج أشمل يرمي لتكوين حاملي المشاريع في عدة دول من بينها الولاياتالمتحدة (السيليكون فالي) وكوريا الجنوبية. وعن انضمام الجزائر إلى تكتل "بريكس" (برازيل، روسيا، الهند، الصين وجنوب إفريقيا)، أكد رئيس الجمهورية أن أعضاء المنظمة لم يفصلوا بعد في المعايير المعتمدة لقبول عضوية دول أخرى، غير أن ترشح الجزائر يحظى بدعم داخل هذا التكتل، مشيرا إلى تصريحات رئيسة بنك "بريكس" ورئيسة البرازيل سابقا، ديلما روسيف، التي اعتبرت بأن الجزائر ضرورية للمجموعة. وبالموازاة مع مسار ترشحها للتكتل، لفت الرئيس تبون إلى أهمية مشاركة الجزائر (من خلال مساهمة قدرها 1.5 مليار دولار) في رأسمال بنك التنمية الجديد التابع للتكتل والذي "يتمتع بإمكانيات مالية أكبر من إمكانيات البنك العالمي". المشاريع الهيكلية سترسّخ الوحدة الوطنية وتسمح بترقية الاستثمار.. إنجاز خطوط سكك حديدية ب6 آلاف كلم بشراكة صينية ❊ الأولوية لمشروعي نقل الفوسفات والربط بين منجم غارا جبيلات وبشار أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أن تطوير النقل بالسكك الحديدية يشكل "أحسن ضمانة للتنمية" في البلاد، لاسيما بالنسبة لمناطق الجنوب، مضيفا أن الجزائر ستطلق برنامجا مع شركاء صينيين لمد خطوط نقل بالسكك الحديدية بطول يقارب 6000 كلم. وقال الرئيس تبون إن "تطوير قطاع السكك الحديدية هو أحسن ضمان للتنمية. المشروع فيه ما يقارب 6000 كلم وأصدقائنا الصينيين قبلوا المبدأ، نحن بصدد مراجعة الدراسات مع بعض وسننطلق في الأشغال"، منوّها بالتجربة الصينية في هذا المجال. وقال الرئيس إن مثل هذه المشاريع الهيكلية من شأنها أن "ترسخ الوحدة الوطنية والترابية وتسمح بترقية الاستثمار في أعمق مناطق الوطن"، مضيفا أن "الخط السككي الذي يصل إلى تمنراست سيسهل استغلال المناجم ويرقي التجارة ويخلق حيوية اقتصادية ويخدم المواطن". وأوضح الرئيس تبون أن "أولوية الأوليات" ستكون لمشروعي نقل الفوسفات نحو ميناء عنابة على مسافة 280 كلم وكذا لمشروع الخط الرابط بين منجم غارا جبيلات وبشار بطول يزيد عن 800 كلم لنقل الحديد، مؤكدا على أهمية السرعة في الإنجاز، كما أفاد أنه من بين المشاريع المبرمجة في إطار هذا المخطط ربط مدينة بشار بأدرار بخط سككي على مسافة نحو 600 كلم. ومن مميزات النقل بالسكك الحديدية ربح الوقت ونقص التأثير على البيئة، علاوة على التكلفة التي تقل عن النقل البري، فضلا عن فكّ العزلة عن المناطق التي تعبرها شبكة القطارات المبرمجة.