❊ ترشح الجزائر ل"بريكس" من منطلق تطابق وجهات نظرها مع دول المجموعة ❊ خيار التحالف والتكتل هو خيار سيادي واستراتيجي وتنموي ❊ رؤية "بريكس" امتداد للتصور الذي دافعت عنه الجزائر منذ عقود ❊ تمسك الجزائر بالحلول السلمية ودعم القضايا العادلة يعكس التزامها بتحقيق السلم والعدالة في العالم أكد وزير المالية لعزيز فايد، أول أمس، بجوهانسبورغ في جنوب إفريقيا، أن الجزائر كانت في طليعة الدول التي رافعت من أجل بناء نظام عالمي اقتصادي جديد أكثر عدالة، مشيرا إلى أن الجزائر التي أخذت علما بقرار قادة مجموعة "بريكس" بدعوة 6 دول جديدة للعضوية في المجموعة كمرحلة أولى وتطلعهم لفتح المجال في المستقبل القريب لدول أخرى، تظل قناعتها راسخة بأن تاريخها ورصيدها الثري وموقعها الجيوستراتيجي ومؤهلاتها الاقتصادية تقدم في مسعاها للعضوية مزايا جلية، ليجدد بالمناسبة استعداد الجزائر للعمل مع مجموعة "بريكس" لتأسيس شراكة متينة ودائمة وفق تصور تكاملي يعزز التعاون جنوب جنوب. في بداية مداخلته بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في منتدى "بريكس أوتريتش بلاص" نقل السيد فايد، التحيات الأخوية للرئيس تبون، للمشاركين في هذا الحدث خاصا بالذكر قادة دول مجموعة "بريكس" (روسيا، الصين، الهند، البرازيلوجنوب إفريقيا)، "وعلى رأسهم أخيه رئيس جنوب إفريقيا، ماتاميلا سيريل رامافوزا، على دعوته الكريمة للمشاركة في هذا المنتدى، حيث تمت مناقشة أهم الرهانات العالمية المترابطة التي ترسم معالم مستقبل واعد للتعاون والتضامن الدوليين". وأبرز الوزير، أن "التاريخ يشهد بأن الجزائر كانت في طليعة الدول التي رافعت من أجل بناء نظام عالمي اقتصادي جديد أكثر عدالة"، مذكّرا بأن الجزائر "أقرت بمناسبة انعقاد الجمعية الرابعة لحركة عدم الانحياز بالجزائر في سبتمبر 1973، بأن جميع وسائل التحكم في الاقتصاد العالمي هي حكر على أقلية من الدول المتقدمة، داعية بذلك إلى نظام دولي قائم على مبادئ العدالة والإنصاف". وأضاف بأنه من هذا المنطلق فإن الجزائر تعتبر أن رؤية مجموعة "بريكس" ما هي إلا امتداد للتصور الذي طالما دافعت عنه الجزائر منذ عقود، مشيرا إلى أن "التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم، أفرزت مزيجا معقّدا من التحديات التي يجب التصدي لها، ومن الفرص التي ينبغي إستغلالها على أمثل وجه". وفيما يخص التحديات أكد الوزير، أن "العولمة السعيدة" كما وصفت أصبحت اليوم في تراجع، وأطر الشراكات متعددة الأطراف انتابها انتعاش الأنانيات والتشكيك في الغير والانكماش على الذات"، موضحا أنه "بات من الواضح أن السلوكيات الأحادية ومنطق الإملاءات قد فرضت على الدول النامية محل القيم الأساسية للتعاون والشراكة والتضامن". وأمام هذه التجاذبات يضيف وزير المالية "فإن الموضوع الذي اختارته رئاسة جنوب إفريقيا، لهذا الاجتماع يستوقفنا جميعا ليعبّر عن الضرورة الملحة لإعادة ترتيب النظام الدولي، من منظور الاستدامة والشمولية من خلال الارتكاز على مبادئ العدالة والإنصاف والتعددية القطبية المتناسقة". وشدد فايد، على أن "الجزائر تتقاسم هذه المبادئ الأساسية مع مجموعة "بريكس" التي تبرز اليوم كمحرك للتغيير الإيجابي في العالم، حيث تشكل مقاربة الشراكة التي تقدمها دول المجموعة، بديلا مجديا للتوترات والانقسامات التي تميز عالم اليوم، وفرصة لبناء نظام دولي منصف ومتعدد الأقطاب قائم على الاحترام المتبادل". كما ذكر بأن "الجزائر انطلاقا من تطابق وجهات نظرها مع دول هذه المجموعة من حيث الرؤية الإستراتيجية والمبادئ الأساسية، تقدمت بترشحها للانضمام إليها من منطلق إدراكها أن خيار التحالف والتكتل هو خيار سيادي واستراتيجي وتنموي، من شأنه أن يشكل لبنة تضاف لأطر التعاون والشراكات القائمة مع مكونات المجتمع الدولي الأخرى". وأكد الوزير، أن الجزائر "أخذت علما بالقرار الذي أعلن عنه قادة مجموعة "بريكس" القاضي بدعوة 6 دول جديدة لعضوية المجموعة كمرحلة أولى، وتطلعهم لفتح المجال في المستقبل القريب لدول أخرى"، مبرزا أن "قناعتنا تظل راسخة بأن الجزائر بتاريخها المجيد ورصيدها الثري في مختلف المجالات، بالإضافة إلى موقعها الجيوستراتيجي تقدم في مسعاها للعضوية مزايا جلية، فاقتصادها في تنوع ونمو تصاعدي بفضل طاقة شبانية خلاقة وموارد طبيعية وفيرة، وهي كلها عوامل تخلق فرصا للتعاون المثمر داخل المجموعة". بالإضافة إلى هذه المؤهلات يضيف فايد فإن "تمسك الجزائر بأولوية الحلول السلمية للنزاعات وإيمانها بضرورة تغليب مبدأ الحوار في حل الأزمات واحترام القانون الدولي ودعم القضايا العادلة، يعكس إلتزامها بتحقيق السلم والاستقرار والعدالة على الصعيد العالمي. كما يعزز تمثيل إفريقيا في النقاشات العالمية". في الختام أكد الوزير، مجددا "استعداد الجزائر للعمل مع مجموعة "بريكس" لتأسيس شراكة متينة ودائمة وفق تصور تكاملي يعزز التعاون جنوب جنوب، ويوثق الروابط الأخوية بين الدول الأعضاء يكون فيه الاحترام المتبادل القاعدة الأساسية في تفاعلاتنا".