دعا الرئيس الصحراوي، إبراهيم غالي، مجلس الأمن الدولي إلى "التحرك الفوري لوقف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وتمكين بعثة "المينورسو" من تنفيذ مأموريتها التي كلفت بها بموجب خطة التسوية الأممية- الإفريقية لسنة 1991، لتصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا، وتمكين الصحراويين من ممارسة حقهم غير القابل للتصرف ولا للتقادم ولا للمساومة في تقرير المصير والاستقلال". جاء ذلك في كلمة الرئيس الصحراوي، في ختام أشغال الندوة الوطنية للتربية والتعليم والتكوين المهني التي احتضنتها مخيمات اللاجئين خلال اليومين الأخيرين، والتي أكد فيها على أن شعب بلاده "ماض في نضاله حتى يحقق أهدافه في الحرية واستكمال سيادة الجمهورية الصحراوية على كامل ترابها الوطني. وأدان غالي، الممارسات الوحشية لقوات الاحتلال المغربي بحق الصحراويين والتي تجري في وجود بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية "المينورسو" وبالتزامن زيارة المبعوث الشخصي الأممي ستافان دي ميستورا، للأراضي المحتلّة. ويزور دي ميستورا، منذ الإثنين الماضي، المدن المحتلّة بداية بالعيون ثم الداخلة التي التقى فيها بمنظمات حقوقية ووسائل إعلام صحراوية، أطلعته على حقيقة الوضع القائم في الإقليم المحتل وعلى تمسك شعب الصحراء الغربية بحقه المشروع في تقرير المصير. وأكدت برقية لوكالة الأنباء الصحراوية، أنه هذه الزيارة تحظى بتغطية إعلامية دولية واسعة أعطت زخما كبيرا للقضية الصحراوية، خاصة وأن دي ميستورا، استقبل في العيون بوقفة سلمية تعرضت لقمع وحشي من قبل قوات الاحتلال المغربي التي فرضت حصارا أمنيا مشددا على المدينة المحتلّة. وتطرقت البرقية إلى تغطية وسائل الإعلام الدولية لزيارة دي ميستورا، الأولى إلى المناطق المحتلّة على غرار الموقع البريطاني الإخباري "بي بي سي" الذي سلط الضوء على هذه الزيارة، بما شكل فرصة للتعريف بواحد من أقدم وأطول النزاعات في القارة الإفريقية. ولإبراز دلالات زيارة دي ميستورا، إلى الأراضي المحتلّة استضاف الموقع البريطاني الدبلوماسي الصحراوي، أبي بشراي البشير، الذي وقف مطولا عند أهميتها. وأكد أنها "كسرت الحصار المفروض على الإقليم من قبل قوات الاحتلال". كما أكد القمع الذي تعرضت له الاحتجاجات التي استقبل بها الصحراويون دي ميستورا مؤكدا أن "النزاع مازال قائما". وتوقف الموقع الإخباري لقناة "الحرة" الأمريكية عند الزيارة التي سبقتها زيارة نائب مساعد كاتب الدولة الأمريكي، جوشوا هاريس، إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين وتأتي كما جاء في بيان الخارجية الأمريكية "دعما للعملية السياسية التي تقودها الأممالمتحدة في الصحراء الغربية". كما أبرز الموقع الإخباري "العربي الجديد" أن الزيارة الأولى لدي ميستورا إلى الصحراء الغربية تأتي في ظل "وضع إقليمي مضطرب" وذلك قبل أسابيع من عقد مجلس الأمن جلسات الشهر القادم، لمناقشة تطورات ملف القضية الصحراوية وتجديد ولاية بعثة الأممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية "مينورسو" التي ستنتهي في 31 أكتوبر. وتناولت "هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية" وعدة مواقع موريتانية، على غرار "نواذيبو اليوم" أيضا زيارة ستافان دي ميستورا إلى الأراضي الصحراوية المحتلّة، والاستنفار الأمني غير المسبوق لقوات الاحتلال المغربي. من جهتها سلطت صحيفة "الاندبندنتي" الإسبانية ذات الانتشار الواسع، الضوء على القمع المغربي للاحتجاجات السلمية للمدنيين الصحراويين في مدينة العيون المحتلّة، مؤكدة أن المغرب ضاعف قمعه في الأراضي المحتلّة تزامنا مع الزيارة "المفاجئة" لمبعوث الأممالمتحدة الخاص للصحراء الغربية الأولى، منذ توليه منصبه قبل حوالي عامين. أما وكالة الأنباء الإسبانية "ايفي" فقد خصصت مقالا للقاء الذي جمع دي ميستورا بالعيون المحتلّة بعشرات الجمعيات الصحراوية المستقلة، التي أبلغته عن انتهاكات المغرب لحقوق الإنسان بالإقليم المحتل. ووصفت مصادر "ايفي" اجتماع دي ميستورا بالجمعيات الصحراوية "بالمهم للغاية، مشيرة إلى أن "هذه هي المرة الأولى التي نلاحظ فيها أن هناك اهتماما من جانب الأممالمتحدة". واشنطن تجدد دعمها الكامل لجهود دي ميستورا جدد نائب مساعد كاتب الدولة الأمريكي، جوشوا هاريس، الذي يقوم بجولة في شمال إفريقيا، التأكيد على دعم الولاياتالمتحدة الكامل للمسار السياسي للأمم المتحدة في الصحراء الغربية، ولجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، من أجل التوصل إلى حل سياسي دائم للقضية الصحراوية، مشددا على أهمية التعاون معه "بروح واقعية وتوافق، في الوقت الذي يكثف فيه هذا الأخير جهوده للتوصل إلى حل سياسي دائم للصحراء الغربية".